رئيس التحرير
عصام كامل

الأدلة القطعية على كذب بيان "بيت المقدس"!


قلنا قبل فترة عند التعليق على الأعمال الإرهابية في جريدة مصرية معروفة إن إعلان منفذي أي عمل عنيف هو جزء من العمل نفسه.. وإلا لا معني له علي الإطلاق.. فمختلف الجماعات المسلحة تنفذ عمليات مسلحة وعنيفة كي تقول رسالة معينة أو كي تمنع شيئا معينا، وفي كل الأحوال لابد أن تعلن حتي تصل رسالتها لخصومها ومؤيديها علي السواء..

وعندما نعرف أنه مر علي حادث محاولة اغتيال الوزير أربعة أيام كاملة فسوف يكون ذلك أول مؤشر علي كذب البيان وأنه كان أحد الحلول الأخيرة لنفي التهمة عن جهة ما.. حتي لو لا قدر الله، تكررت عمليات تبنتها الجماعة الوهمية فالفكرة واحدة وبالنظر إلي شكل البيان وصيغته فسوف نتوقف عند الآتي:

- هذا أول بيان إرهابي في العالم يضع عنوانا له وكأنه خبر صحفي!! إعلان الجماعات الإرهابية عن عملياتها يكون دائما في متن ونص بيانها.. وليس في العنوان..

- الجماعات الثورية غير الإسلامية تضع أحيانا عناوين لعملياتها تكون ملخصا للبيان وتبدأ بالإقرار بالفعل من عينة ( قامت طلائعنا المسلحة بالقصاص لضحايا....) مثلا.. في حين يكون العنوان عند الجماعات الجهادية تحديدا آية قرآنية لها علاقة بالحادث أو بالشخص المستهدف منها.. فمثلا في الحالة المقصودة كان سيكون عنوان البيان آية عن قتال الكافرين أو المشركين أو الذين ظلموا..أو من الممكن آية تتحدث عن نصرة المظلومين أو قتال من يحارب الله ورسوله وغيرها وغيرها.. ثم يفسر باقي البيان العنوان بعد ذكر الحيثيات..

- الارتباك الشديد في البيان من الحديث عن الدعوة إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وفي نفس الوقت تدعو إلي القتل والتفجير وتكفير الآخر.. وهو تناقض يؤكد أننا أمام فبركة مؤكدة فمعظم الجماعات التكفيرية حسمت أمرها ومسارها..وهو إما اتجاه دعوي خالص كالسلفيين أو أنصار السنة والتبليغ والدعوة وغيرهم أو التكفيريين مثل الجهادية السلفية وغيرها.. ولكل منهم مسار مختلف محدد المعالم.. إما جهاد وإما دعوة!!!

- يكاد البيان يلوم فريقا آخر جرب الديمقراطية وهزمته وأطاحته وكأن هذا الفريق لم يستجب لنصائح الفريق الأول..أو كأن جناحا ينوب عن جناح آخر داخل جماعة واحدة باستكمال الطريق لتصحيحه.. كما يتوهم!!

-يكاد "المريب" يقول خذوني كما يقول المثل.. عندما بدأ البيان بقوله تعالي "ولكم في القصاص حياة" واختتمه بقوله تعالي "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق" والآيتان تتحدثان عن ثأر بين جماعتين تقتل الأولي الثانية وأخرجتهم من ديارهم إلي الفرار والهرب وترك الأهل والبلد.. وهذا لا ينطبق إلا علي حماس مع العدو الإسرائيلي أو مع الإخوان - من وجهة نظرهم طبعا - مع السلطة في مصر.. ونترك للقارئ الكريم أن يقرر.. ويحدد الجهة التي صاغت البيان لتنفي عن نفسها التهمة خصوصا بعد إدانة بعض الدول الغربية للحادث..إلا أنها ومن حيث لا تقصد أثبتته علي نفسها!!
الجريدة الرسمية