رئيس التحرير
عصام كامل

"سهيل 1" خيانة في ثوب "إعلامي".. سياسيون يهاجمون "القمر القطري".. دراج: يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل.. عبدالمجيد: يحارب مصر إعلاميًا.. سلامة: هدفه السيطرة على مقدرات المنطقة العربية

 الدكتور أحمد دراج-
الدكتور "أحمد دراج"- أحد مؤسسى حزب الدستور

أثار إطلاق "قطر" القمر الصناعي "سهيل1 سات" عددًا من التساؤلات حول أهداف قنوات الجزيرة وما تقوم به من خدمة أغراض بعينها، وذلك في إشارة لاستخدام "الجزيرة مباشر مصر" سياسيا عقب ثورة 30 من يونيو الماضى، ورأى البعض أن هذا التحرك ذو طابع سياسي في المقام الأول لمحاربة مصر إعلاميا، عقب غلق قنوات الجزيرة مباشر.


وأشاروا إلى أن ذلك يأتي في إطار سعي شبه الجزيرة القطرية للسيطرة على الإعلام العربي ليصبح قمرها الصناعى الأول "سهيل 1" ذو التكلفة الأقل بوقا ليس لخدمة المصالح القطري فحسب، وإنما لتمكين للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من السيطرة على الإعلام العربى.

ورأى الدكتور "أحمد دراج" أحد مؤسسى حزب الدستور أن الحكومة القطرية منذ وقت طويل تحاول أن تقوم بدور "عراب" الاستعمار الأمريكي بالمنطقة فهى تحاول بكل الطرق أن تستخدم الصناعة الإعلامية لتحقيق هذا الهدف وهو تحقيق الهيمنة الأمريكية بالمنطقة وتسخر كل الإمكانيات الإعلامية مستخدمة أسماء عربية باعتبارها رسالة إعلامية عربية.

وذكر أنها تقوم باختراق المجتمعات العربية من خلال هذه القنوات، وقمرها الجديد "سهيل 1"، مما يعنى أن هناك سلسلة من الأقمار الأخرى التي ستطلقها قمر تحت اسم "سهيل 2 "، "3 ".

واستنكر "دراج " دور الجزيرة الخطير في المنطقة، وقال إنها أصبحت ذراعًا لما يمكن أن نطلق عليه الاستعمار الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية، وأن له دورًا كبيرًا في غسيل العقول يصب في صالح الرغبة الصهيوأمريكية للسيطرة على مقدرات المنطقة العربية وتقديم مصالح الدول الغربية على المصالح العربية.

وأشار إلى أن "سهيل 1" يتيح للقنوات العمل لصالح الدول الغربية، وهو ما ينفي أنها كانت ظهيرا للثورات العربية، ولكنها حملت أجندة غربية أرادت نشرها في المنطقة لتعمل لصالح هذه الدول بعينها.

تابع "دراج ": إن قطر سخرت جميع إمكانياتها المادية كى تطلق قمرا صناعيا رغم عدم وجود أي إمكانيات "لوجستية " أو فنية لديها، وذكر أن الدولة القطرية استطاعت أن تقوم بهذه المهمة لتعمل على استقطاب عدد من القنوات التي تبث إشارتها على "النايل سات".

من جانبه أشار بشير عبد الفتاح، رئيس تحرير جريدة "الديمقراطية"، إلى أن "قطر" تسعى بشكل ملحوظ للبحث عن دور إقليمى في المنطقة العربية يساندها في ذلك القوة المالية التي تتمتع بها.

وقال إن فشل قطر في القيام بدور مؤثر على المستوى السياسي في المنطقة جعلها تتجه إلى لعب الدور نفسه من خلال الإعلام الذي احتلت فيه قنوات الجزيرة حتى وقت قريب دورا واسعا.

أضاف "عبد الفتاح" أن ما لقيته مجموعة قنوات الجزيرة مؤخرا من عدم ترحيب في مصر وأغلب البلدان العربية لاعتبارات ومواقف سياسية عدة جعلها تبحث عن " بديل " يحقق لها الاستقلالية وعدم التبعية، فكانت فكرة إنشاء القمر الصناعى "سهيل 1\".

وحول محاولة القمر الصناعى القطرى استقطاب عدد من القنوات الأخرى التي تبث من خلال "النايل سات"، قال هذا من الممكن حدوثه من خلال تقديم الخدمة بسعر أرخص بكثير مما يجعل هذه القنوات تتجه نحو الأقل سعرا.

في المقابل رأى الدكتور وحيد عبد المجيد، المحلل السياسي أن إطلاق قطر قمرا صناعيا جديدا "لا قيمة له"، مشيرا إلى أن هذه الدويلة الصغيرة تحولت إلى "شركة اتصالات" تبحث عن الربح ولا يمكنها أن تحارب مصر إعلاميا بدليل فشلها في استقطاب الشعب لتأييد وجهة النظر القطرية لثورة 30 يونيو وما بعدها وتم إغلاق الجزيرة مباشر مصر.

أكد الدكتور أيمن سلامة، استاذ القانون الدستورى الدولى، أن قناة الجزيرة منذ أن دشنتها قطر في عام 1996 لم تدشنها من أجل وجود قناة تبث للشعب القطرى، بل دشنتها لتحقيق أهداف إستراتيجية كبرى ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط بل في العالم كله.

وأشار "سلامة" إلى أن تشييد وإطلاق القمر الصناعى الجديد يعمل في نفس السياق المرتبط بالتأثير فى المعتقدات العربية والعالمية.

يذكر أنه تم إطلاق اسم "سهيل" على القمر الصناعي القطري تيمنا باسم نجم شهير يظهر في سماء المنطقة العربية كعلامة على تغير المناخ من فصل الصيف إلى فصل الخريف وهو أمر كان العرب يشعرون معه بالسعادة كونه دليلا على أن الشتاء قادم وبالتالي سيتغير المناخ نحو الأفضل.

وقال الموقع الإلكتروني لمؤسسة "سهيل سات" إن الشركة القطرية للأقمار الصناعية تأسست عام 2010 لإطلاق وتشغيل الأقمار الصناعية وتقديم خدمات البث التليفزيوني وخدمات الاتصالات للقطاع الحكومي والخاص وإنها تعاقدت مع شركة "سبيس سيستمز لورال" الأمريكية لبناء القمر "سهيل 1" الذي اسـتـغـرقـت عملية بنائه نحو 3 سـنوات، ويزن نحو 6 أطـنـان، ويتم تشغيله بالتعاون مع شركة "يوتلسات" الفرنسية.

ويضم "سهيل 1" وفق الموقع الإلكتروني 8 سعات قمرية وتبلغ طاقته 140 قناة بالتقنية عادية الجودة و30 قناة بالتقنية عالية الجودة، ومن المقرر عقب إطلاقه أن يتم إخضاعه لمرحلة تجريبية مـدتـهـا 3 أشـهـر، يبدأ بعدها في تقديم خدماته في شهر ديسمبر الـمقبل.
الجريدة الرسمية
عاجل