رئيس التحرير
عصام كامل

هل تصمت أمريكا على ما فعلته مصر؟


مصر التي ظلت على مدى عشرات السنوات منذ كامب ديفيد وحتي منذ أشهر قليلة، لم يحدث أن رفضت طلبا أمريكيا أو عرضا قدمته الإدارة الأمريكية.. ولم يحدث أن احتجت مصر على قرار اتخذته الإدارة الأمريكية ضد الوطن العربي أو في العالم كله..

خلال شهرين فقط، حدث تطور نوعي في الحوار بين الإدارة الأمريكية والدولة المصرية..
بدأ التطور بعزل الإدارة الموالية والصديقة جدًا جدًا لأمريكا المتمثلة بالإخوان المسلمين في مصر، وتبعها رفض عمليات المفاوضات بين الجانب المصري برعاية البرادعي والجانب الأمريكي لدمج الإخوان مرة أخرى وإعطائهم مكاسب نوعية تضمن لهم خروجهم سالمين من المحاسبة وكأن شيئا لم يكن.. وكأن تهديدات لم تكن وأعمال تخريب لم تقم وقتل جنود لم يحدث وترويع آمنين في المنيل وبين السرايات والجيزة ورابعة " لم يتم
وكان نتيجة لذلك خرج البرادعي من المشهد السياسي تماما ولن يعود، وخرج مفاوضو أمريكا بالتبعية.. فعلي أي شيء سيتفاوضون والاعتصامات التي فعلت كل تلك الجرائم تم أخذ القرار بفضها وحدث بالفعل وتم الفض.
تري هل الإدارة الأمريكية بكل جبروتها من قوة وتمويل ورجال في مصر وخارج مصر ستقف عاجزة أمام دولة تعتبر نفسها أنها صرفت عليها ما يفوق عشرات المليارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ؟ هل ستقف الإدارة الامريكية أمام تمرد دولة هي صاحبة الجيش الأقوي والباقي في الوطن العربي ؟ هل ستقف الإدارة الأمريكية أمام إعلان أكبر دولة عسكرية بالوطن العربي رفضها للحرب على سوريا صراحة وتتهم أمريكا ذاتها بالدموية وعدم الصراحة ؟
بالطبع لا وألف لا.

إذن فعلي أمريكا التحرك على كافة المستويات "سواء برجالها من الخارج، بزيارات مستمرة للدولة المصرية من ماكين وبيرنز ونواب أمريكيين وخلافه لمحاولة ادعاء أن الدولتين أصدقاء وكأن شيئا لم يحدث والتأكيد على عمق الصداقات وأن الخلاف الذي حدث بين الإدارتين المصرية والأمريكية مجرد سوء فهم لساذج يدعي أوباما في البيت الأبيض أو أنه أمر بروتكولي يجب أن يحدث حتي لا يشعر دافع الضرائب الأمريكي أن أمواله تذهب سدى لحكومات يتخيل أنها ديكتاتورية.

وعلي الجانب الآخر يقوم رجال أمريكا داخل مصر بمهمتهم التاريخية الأكبر في محاولات بائسة في تكسير ما قام به الجيش وانحيازه للشعب المصري، وطرقهم عدة وكثيرة، من إدعاء عودة الدولة البوليسية من جانب وإدعاء أن الجيش قاتل والداخلية إرهابية والدفاع عن حقوق الإرهابيين في ممارسة حياتهم الطبيعية في ترويع وكتفير وقتل مخالفيهم ولدينا في كرداسة العبرة والعظة.

إن رجال أمريكا بالداخل المصري هم الأكثر شرا والأكبر خطرا.. فهم مصريون مثلنا " كلماتهم قد تبدأ بالدفاع عن الحريات وكبح الآراء، ولكنها دائما وأبدا تصب في إهانة الجيش والداخلية.

الجيش ليس عدوا للإدارة الأمريكية ولكن ما فعله هو لأن الشعب المصري أغلي لديه من كل دول العالم فبدون الشعب المصري لا توجد مصر وهذا ما لم يفهمه حديث السن أوباما..

Ibra_reda @twitter
الجريدة الرسمية