الدكتور محمود أبو النصر وزير التعليم في حوار لـ"فيتو": لا تهاون مع معلمى الإخوان إذا حاولوا تعطيل الدراسة
- 3 آلاف مدرسة جديدة في المناطق الأكثر احتياجا
- مدارس ألمانية وإيطالية وزراعية وتسفير خريجيها للخارج
- طبعنا 94% من الكتب المدرسية و"التابلت" للمحافظات الحدودية
- مشاكل نظام الثانوية العامة الجديد انتهت بالقرار 323
- في حب بلدنا..أعلام مصر في أيدي 18 مليون طالب
أعلن الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم في حواره مع "فيتو" أن أي محاولة يلجأ إليها معلمو جماعة الإخوان بهدف عرقلة الدراسة ستواجه بقوة القانون.
وكشف لأول مرة عن خطة الوزارة لإنشاء 3 آلاف مدرسة في المناطق الأكثر حرمانا من التعليم، وأوضح أن هناك نحو 10 آلاف منطقة من القرى والنجوع والعزب والتوابع بلا مدارس، منها 1967 منطقة على مستوى الجمهورية بلا تعليم ابتدائى، وإلى نص الحوار...
-هل انتهت الوزارة من الاستعداد للعام الدراسى الجديد؟
نحن على أتم الاستعداد لبدء الدراسة في موعدها المحدد في 21 من سبتمبر الجارى، وقد انتهينا من إعداد المناهج الدراسية، وتأكدنا من خلوها من الحشو والتكرار الذي عانى منه الطلاب، خاصة في المرحلة الثانوية خلال الأعوام السابقة، ووفرنا أجهزة "التابلت" التي سيتم توزيعها على طلاب الثانوية العامة في المحافظات الحدودية الست، منها الوادى الجديد والبحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء، ونتابع سير العمل في المدارس التي تجرى لها أعمال الترميمات والتي تضررت خلال اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وستكون تلك المدارس جاهزة يوم 16 سبتمبر لتلحق بالعام الدراسى الجديد.
والجديد هذا العام أن أول يوم في الدراسة سيكون بمثابة احتفالية في حب مصر؛ لأن كل طالب سيذهب إلى مدرسته حاملا علم مصر، على أن يكون قد صنعه بنفسه، أو رسمه على ورق أو قماش، وتخيل أن 18 مليونا و500 ألف طالب يجوبون شوارع الجمهورية أثناء ذهابهم إلى مدارسهم وهم يحملون علم مصر في أيديهم.
كم مدرسة تستهدف الوزارة بناءها خلال هذا العام؟
لدينا خطة لبناء 3 آلاف مدرسة جديدة هذا العام، بعيدا عن ميزانية هيئة الأبنية التعليمية، وسيتكفل ببناء هذه المدارس رجال أعمال، ومستثمرون، والدول العربية التي لديها رغبة في التعاون مع مصر.
وهذه المدارس ستستهدف المناطق المحرومة بالأساس، ولدينا نحو10 آلاف منطقة محرومة من المدارس، منها 1967 منطقة على مستوى الجمهورية محرومة من التعليم الابتدائى، وهذه المناطق عبارة عن قرى وعزب ونجوع وتوابع، والهدف الأساسى لحملتنا هو تقديم الخدمة التعليمية للمناطق الأكثر حرمانا، منها مدارس الابتدائى والإعدادى والثانوى.
هل تم الانتهاء من طباعة الكتب الدراسية بالكامل ؟
قبل بدء الدراسة سنكون قد انتهينا من طباعة 94% من الكتب المدرسية، ويتبقى 6% من حجم الكتب المراد طباعتها، وسيتم تعويض هذا النقص بتوزيع أجهزة "التابلت" على المحافظات الحدودية الست التي ذكرتها في بداية الحديث، والوصول لهذه النسبة يعد إنجازا كبيرا في ظل الظروف التي مرت بها طباعة الكتب المدرسية هذا العام، وتعثر عدد من المطابع التي كانت مكلفة بطباعة كميات كبيرة من الكتب المدرسية.
لماذا تم اختيار المحافظات الحدودية لتطبيق تجربة "التابلت" ؟
اختيارنا للمدارس الحدودية جاء لثلاثة أسباب أساسية، وهى الاهتمام بطلاب المدارس في تلك المحافظات التي كانت مهمشة في السابق، والسبب الثانى أن الطلاب في تلك المحافظات أعدادهم قليلة، وهؤلاء الطلاب لديهم نهم وحب للمعرفة، وهم متعطشون لتعلم التكنولوجيا، وهذا سيساعدنا على نجاح التجربة، وقد بدأنا عقد دورات تدريبية للمعلمين في استخدام "التابلت" بتلك المحافظات، وانتهينا من دورتين وسنعقد الدورة الثالثة خلال أيام، وهدفنا من تلك التجربة التدريب والتعليم، ولدينا 4 مصانع لصناعة التابلت سيتدرب فيها طلاب التعليم الفنى من أجل صناعة الأجهزة لزملائهم في المدارس، وهذا سيجعلنا نمتلك في فترة وجيزة معلما قادرا على تدريب الطلاب على الصناعة والعمل على تلك الأجهزة، وتخريج طالب مؤهل لسوق العمل التكنولوجى.
- مع بداية العام الدراسى، هل يتم اتخاذ أي موقف مع الطلاب الوافدين للدراسة في المدارس المصرية من قبل الدول التي أعلنت موقفا سياسيا معاديا للسياسة المصرية؟
إطلاقا، وقد أصدرنا قرارا بمعاملة الطلاب السوريين الوافدين إلى مصر معاملة الطلاب المصريين في المدارس المصرية، وفيما يتعلق بطلاب دول مثل تركيا وقطر؛ فمن يأتى منهم عن طريق إدارة الطلاب الوافدين فمرحبا به، وسيحصل على حقوقه كاملة، والمواقف السياسية لتلك الدول شيء يخص حكوماتها، ولكنه لا يؤثر على طلاب تلك الدول في المدارس المصرية، ولا يعنى حرمان طفل من التعليم.
ما هي الحلول المقترحة للقضاء على مشكلة رياض الأطفال؟
سيتم استيعاب كل من أتم خمس سنوات فأكثر في رياض الأطفال، وللوصول لهذا الهدف، وضعنا حلولا متعددة، فهناك 292 مدرسة "إعدادى مهنى"، هذه المدارس ستستغل صباحا كمدارس رياض أطفال، ومساءً تكون مدارس إعدادى مهنى كما هي، وهناك مدارس ذات كثافة منخفضة، سيتم بها افتتاح عدد من فصول رياض الأطفال في تلك المدارس، كفصول تجريبية، وكل المدارس التي سيتم افتتاحها سيكون بها فصول لرياض الأطفال، وتلك الحلول كفيلة باستيعاب الأطفال المتقدمين لرياض الأطفال خاصة الأطفال الذين بلغوا خمس سنوات فأكثر.
وكيف يمكن تطوير التعليم الفنى لخريج قادر على المنافسة في سوق العمل؟
لدينا هذا العام 27 مدرسة تم تحويلها من ثانوي تجارى إلى فندقى، بواقع مدرسة في كل محافظة، وهذه المدارس ستبدأ الدراسة مع هذا العام، وهناك أيضا 27 مدرسة لتكنولوجيا المعلومات، بواقع مدرسة في كل محافظة، وهذه المدارس سيتم التدريس والتدريب فيها بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وهناك تعاون يتم بيننا وبين ألمانيا لإنشاء مدرسة ألمانية على غرار المدارس الفندقية الإيطالية الموجودة حاليا في مصر، وستكون هذه المدارس صناعية بالتعاون مع ألمانيا.
ومشروع المدارس الإيطالية يتم فيه تدريب المعلمين في إيطاليا، وكذلك تدريب أوائل الطلاب هناك، وهى مدارس تعلم اللغة الإيطالية، وتهدف في الأساس إلى توفير أيدى عاملة للسوق الإيطالية، كذلك ستكون المدارس الألمانية مخصصة لتدريس تخصصات بعينها تراعى سوق العمل الألمانى، ويدرس فيها الطلاب اللغة الألمانية، وخريجو هذه المدارس سيسافر جزء منهم إلى تلك الدول، والباقى سيكون له شأن جيد في سوق العمل المصرى، لأنه سيكون مدربا على أعلى مستوى، ووفقا لمعايير دولية.
وبعيدا عن تلك المدارس هناك أيضا 4 مدارس زراعية داخلية في وادى النطرون وتوشكى والوادى الجديد وجنوب سيناء، وفى المدارس الثلاث الزراعية الأولى سيتم تسليم أراضى زراعية في حدود 5 أفدنة صالحة للزراعة لأوائل الخريجين وإنشاء جمعية تعاونية لهم، أما المدرسة الرابعة والخاصة بمحافظة جنوب سيناء فستكون متخصصة في دراسة الزراعات المحمية، ومصائد الأسماك، وتنسيق الحدائق؛ لأن هناك طلبا شديدا على هذه الأعمال في المناطق السياحية والشاطئية.
هل انتهت قضية تعديل مواد الدراسة في القرار 88 الخاص بنظام الدراسة في الصف الثالث الثانوى، أم أن هناك تعديلات جديدة قد تطرأ على القرار؟
انتهت بصدور القرار الوزارى رقم 323 المعدل للقرار الوزارى رقم 88 لسنة 2013، وقد راعينا في التعديلات التي أدخلت على هذا القرار مصلحة الطالب أولا، فقبل التعديلات كان القرار يدمج بين مواد بينها فاصل في التخصص، فكان هناك دمج بين مادتى الأحياء والجيولوجيا باعتبارهما مادة واحدة بالنسبة لشعبة العلمى علوم، وتمت إضافة مادتى الفلسفة والمنطق وعلم النفس والاجتماع كمادة واحدة لطلاب الأدبى تحت مسمى "العلوم الفلسفية والنفسية"، وفى شعبة علمى الرياضيات كانت هناك إضافة في "الرياضة التطبيقية" مع "الرياضة البحتة" في مادة واحدة، حتى يكون مجمل ما يدرسه الطلاب ويضاف إلى المجموع 6 مواد دراسية.
وقد رأينا أن مثل هذا الأمر سيصعب من مهام الطالب؛ لأنه من المتعارف عليه تربويا أن دمج مادتين في مادة واحدة يصعب الأمر على الطالب وعلى واضع الامتحان، وعلى المصحح، وحتى في التدريس هناك مشكلة، فمن الذي يقوم بتدريس هذه المادة، وكل من المادتين لها مدرس متخصص، فالفلسفة وعلم النفس هل يدرسهما مدرس علم النفس أم الفلسفة، وهكذا في المواد الأخرى، ولقد طرحنا هذا المشروع على فئات كثيرة جدا، كان آخرها اتحاد طلاب المدارس، ثم تم عرض التعديلات على المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعى، ثم اندلعت مظاهرات بسبب القرار، واجتمعنا بممثلين للطلاب المتظاهرين، واقتنعوا بالأمر، مؤكدين أنه كان هناك محرضون لهم للتظاهر ضد الوزارة دون أن يشرح لهم المحرضون أبعاد القرار، وفى النهاية فالطلاب أنفسهم هم من دافعوا عن تلك التعديلات باعتبارها اختيارهم.
ما هي المهام المكلف بها مجلس إدارة المعاهد القومية الذي تم تشكيله مؤخرا؟
هذا المجلس مكلف بمهمة واحدة وهى الإعداد لانتخابات مجلس الإدارة القادم، وقد وافقت -خلال الأيام الماضية- على طلب الترخيص لبناء مدرستين قوميتين جديدتين، ليصبح عدد المدارس القومية 41 مدرسة، بدلا من 39 مدرسة، وهى مجمل المدارس التي تقع تحت إدارة الجمعية العامة للمدارس القومية.
وما هو موقف الوزارة حال لجوء معلمى الإخوان إلى الدعوة لإضراب عام في المدارس، كما حدث مع الوزير الأسبق الدكتور أحمد جمال الدين موسى؟
لن نسمح إطلاقا بتعطيل بدء العام الدراسى أو تعطيل اليوم الدراسى بأى حال من الأحوال، ومن يخالف هذه القواعد سيواجه بالقانون، والمظاهرات حق للجميع لكن شريطة ألا تعطل مصالح السواد الأعظم من المواطنين، وألا تضر بالطلاب وأولياء أمورهم.
