رئيس التحرير
عصام كامل

جهادك ضد شيطانك


الناس فى بلادى «والبلاد المجاورة» قد لا يفرقون بين الدين المنزّل المقدس من ربنا سبحانه وتعالى والذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبين التدين؛ وهو أمر بشرى فيه الظاهر أمامك لحية وجلباب وحجاب ونقاب وزبيبة، وبين الباطن؛ وهو الأهم فى علاقة العبد بربه كيف يترجم دينه إلى معاملة، لذلك كان الحوار سخيفا للغاية عندما التقى الدين بالمتدين فى شارع «التقوى» على غير ميعاد..


الدين: إيه يا مولانا اللى بتعمله ومين سمح لك تتكلم باسمى؟

المتدين: حبى لدينى ورغبتى فى الدعوة إليه؟

الدين: ويا ترى دعوتك كانت ماشية بالحكمة والموعظة الحسنة ولا بالشومة والخرطوش والآلى؟

المتدين: شرع الله ولازم نطبقه.

الدين: إزاى بقى!

المتدين: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه وذلك أضعف الإيمان، وأنا إيمانى قوى بإذن الله.

الدين: وعلى كده بقى انت فعلا نصرت الدين ورفعت رايته؟

المتدين: أنا أجتهد والأجر والثواب على الله.

الدين: بس إنت ما أكثر ما استخدمت الدين وآيات القرآن والحديث لصالح مشروعك، هدمت كل شيء.

المتدين: جَلَّ من لا يخطئ، والحرب العلمانية الكافرة شغالة ليل نهار من كل ناحية.

الدين: قصدك الغرب؟

المتدين: ملاعين وملاحدة!

الدين: ولما هما كده طلبت منهم النجدة والنصرة ليه؟

المتدين: ده شغل سياسة مش دين!

المتدين: والحمد لله الدين بتاعنا فيه كل أمور الدنيا.. وبعدين هدفنا الخلافة ورفع راية الإسلام.

الدين: هنا أتذكر قول الإمام على كرم الله وجهه فى رسالة كتبها إلى معاوية قال فيها «سبحان الله ما أشد لزومك لهؤلاء المبتدعة والحيرة المتبعة مع تضييع الحقائق، وطرح الوثائق التى هى لله مطلوبة وعلى عباده حجة، فأما إكثارك الجدال فى عثمان حتى قتلته، فإنك إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك، وخذلته حيث كان النصر له والسلام".

المتدين: معنى كده أقعد أتفرج على اللى بيحصل وأسكت عن الجهاد.

الدين: جهادك ضد شيطانك أولى عند الله من جهادك ضد شياطين الإنس يا مولانا!!
SAMIRELGAMEL@YAHOO.COM
الجريدة الرسمية