كونارى: 30 يونيو ليس انقلابًا عسكريًا.. خارطة الطريق عمل مصرى نسعى لتوحيد الفصائل حولها.. طلبنا من المعزول دعوة أنصاره لوقف العنف ورفض.. لم نطالب بضم الإخوان للعملية السياسية
أكد ألفا عمر كوناري، رئيس الوفد الأفريقى رفيع المستوى، رئيس مالي الأسبق، أن السلطات المصرية سهلت لهم مقابلات عدد من المسئولين ومسئولين جدد لم يلتق بهم من قبل خاصة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى.
وقال كونارى: إننا وجدنا الشعب المصري يريد أن يعيش في تسامح، وفي الزيارة الأولى تمت مقابلة أعضاء حزب الحرية والعدالة والدكتور محمد مرسي والمعتصمين في رابعة، وفى هذه الزيارة قابلنا أعضاء حزب الحرية والعدالة لنوضح لهم طبيعة عملنا في القاهرة.
وتابع كونارى أن مهمة الوفد الأفريقى في القاهرة هي توطيد الثقة بين كل الأطراف والاتحاد الأفريقى، وثانيًا دعم خارطة الطريق، آملين أن يجتمع عليها كل الفئات وخاصة حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين، مضيفا أنه يجب على المنظمات أن تنفذ خارطة الطريق أيا كانت الخلافات لذلك فنحن نسعى لتوحيد الفصائل السياسية حولها.
وأشار إلى أنه تم توجيه هذه الرسالة للجميع، فضلًا عن أنه تم توصيل رسالة مفادها أن مصر تود أن تتقدم في احترام حرية الإنسان وحرية التعبير.
ووجه كونارى خلال المؤتمر الصحفى له اليوم بوزارة الخارجية بالقاهرة، بحضور "داليتا محمد داليتا" رئيس وزراء جيبوتي الأسبق، دعوة إلى كل الطوائف للالتفاف حول خارطة الطريق بعيدًا عن المناوشات، وفى إطار حقوق الإنسان.
وأكد كوناري أن بعض المنظمات المصرية هي التي طالبت بضم الإخوان للعملية السياسية وليس أعضاء اللجنة الأفريقية، منوهًا إلى أن التهميش هو الذي أدى لاندلاع ثورة 30 يونيو، ومشيرًا إلى أن التاريخ المصري قائم على الحوار والتعددية والتنوع، والرسالة الواضحة التي يتمنى توصيلها هي نبذ العنف.
وأوضح أن مهمته تعنى دعم الثقة بين مصر والاتحاد الأفريقى، لأن ما يهم القاهرة يهم أفريقيا، ونرفض تدويل القضية المصرية، مطالبًا الإعلام بممارسة مهامه.
وركز على أن أفريقيا تستمد قوتها من قوة مصر، مشيرًا إلى أن مصر ليست ضحية مؤامرة تم اتخاذها من الاتحاد الأفريقي بتعليق نشاطها، ولكن ما حدث هو تطبيق لإجراءات محددة من قبل الاتحاد، مضيفًا قوله "عامة المصريين لم يفهموا فحوى القرار، ولم نتحدث عن انقلاب عسكري".
وأكد عمر كونارى، على ضرورة نبذ العنف في مصر من أجل وحدة الدولة والتعددية وهذا هو المستقبل والسبيل لتحقيق أهداف 25 يناير، مشددًا على أنه لا يمكن العودة إلى عصر ما قبل 25 يناير.
وقال: إن خارطة الطريق هي القاعدة الأساسية، وأنه قام بتوصيل هذا المعنى لحزب الحرية والعدالة، موضحًا أنه طلب من الرئيس المعزول محمد مرسي أن يبعث برسالة لأنصاره لوقف العنف ضد المؤسسات العامة والخاصة ولوقف المصادمات، ولكنه رفض بحجة عدم مقدرته على التواصل مع أنصاره أو أفراد أسرته، مشيرًا إلى أن العنف لم يأت بنتيجة، كما أن الإقصاء لن يؤدي إلى أي نتيجة أيضًا.
وقال كونارى: إن الاتحاد الأفريقى يتابع عن كثب ما تم بعد 25 يناير 2011 وكذلك بعد 30 يونيو، وردًا على سؤال حول عدم تدخلهم بعد إعلانات الرئيس مرسي الدستورية التي أغضبت الشعب المصرى، كشف كونارى أنه طلب زيارة الرئيس المعزول محمد مرسي قبل 30 يونيو، ولكن تم إبلاغنا برفضه للمقابلة، إلا أنه بعد 30 يونيو وأثناء قيام وفد الاتحاد بزيارته أقسم لنا أنه لم يبلغ بطلبنا السابق لمقابلته أثناء وجوده في الحكم.
وطالب كونارى وسائل الإعلام بمساندة الحرية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أنه يطالب كافة الفصائل السياسية المصرية بنبذ العنف.
وأكد أن الاتحاد الأفريقى يعلم أن خارطة الطريق عمل مصرى، ولكننا نعمل على توحيد جميع الفصائل حولها، مطالبًا بضرورة نبذ العنف، مؤكدا أن استمرار مصر لا بد أن يكون قائما على العدالة والمساواة.
ونفى أن يكون هناك تعليق لنشاط مصر في الاتحاد الأفريقي بسبب مؤامرة، مشيرًا إلى أن نصف أعضاء الجامعة العربية من أفريقيا، مؤكدا أن موقف الاتحاد الأفريقى لا يحمل أية مؤامرات ضد مصر، وموضحًا أن الاتحاد الأفريقى لم يقل إن ما حدث في مصر انقلاب عسكري، ولكننا فقط نتابع ما يحدث بعد 30 يونيو.
وأضاف بقوله " لا يجب أن تتوهم الدول الكبرى أنها تتخذ قرارا بدلًا من أفريقيا".