رئيس التحرير
عصام كامل

بل كان العادلي.. أسوأ وزراء الداخلية في تاريخنا!!


ولأننا شعب عاطفي.. ولأننا نتأثر بما حولنا وما يحيطنا.. ولأننا نقلد ولا نفكر.. ولأننا أصحاب عقليات تقريرية كلاسيكية استسهالية وليست نقدية تحليلية مبدعة.. ستجد أن رأيا من هناك يردده آخرون من هنا.. دون أن يجتهدوا أو يجهدوا أنفسهم في رؤية ما يقول بالبصيرة وبالبصر.. ولذلك.. وبعد أن ذاق هؤلاء مرارة حكم الإخوان تذكروا لمبارك كل محاسنه وتناسوا عمدا كل مصائبه وهي كثيرة.. ولذلك أيضا.. تجدهم فجأة يغنون معا نشيدا جديدا مفاده أن اللواء حبيب العادلي كان أفضل وزراء الداخلية في مصر!! وأنه لو كان موجودا لأدخلهم جحورهم .. يقصدون الإخوان!!


وكل هؤلاء..لا يفكر واحد فيهم أو حتى يتذكر.. أن حبيب العادلي كان موجودا بالفعل قبل عامين.. فلا أدخلهم جحورهم ولا أدبهم ولا يحزنون.. وإن شئتم الدقة فقد أدخلوه هم السجن.. واخترقوا أجهزته واقتحموا مؤسسات ومبان تابعة له وكانت في حراسته وحمايته وكانت الخيبة بالويبة.. والخجل والصمت يجب أن يكون ملاذكم الوحيد!

هؤلاء..فجأة.. يتناسون وفي حالة استعباط بارع.. أن في عهد العادلي الميمون فاز 88 نائبا للجماعة في انتخابات البرلمان.. وهؤلاء يعايرون الجماعة بالصفقة التي فازوا بسببها ويتناسون صاحب الصفقة!

وفي عهد العادلي الميمون استولى الإخوان على أغلب نقابات مصر.. ولم نكن نأمل في تزويره لها حاشا لله..وللوطن.. وللديمقراطية.. وإنما ساهمت إجراءاته الأمنية السيئة في استغلالها من كل خصوم النظام.. ونسألكم: أليس في عهد سيادته تم الاعتداء على القضاة وسحلهم في الشوارع وأمام ناديهم كسابقة أولى وأخيرة في تاريخ مصر ؟؟

هل تعرفون أن من سحلوهم لا ينتمون للإخوان؟ أليس في عهد العادلي تم الاعتداء على نواب في البرلمان في عرض الطريق وفي قلب القاهرة وبعدها استقال النائب محمد فريد حسانين على الفور وقد كسرت قدمه كسابقة لم تحدث من قبل في تاريخ البلاد أيضا؟ أليس في عهده الفاشل تم الاعتداء على الصحفيات لأول مرة ولأول مرة ينتهك عرضهن في عرض شوارع القاهرة ؟؟

شطارة إيه وذكاء إيه وقوة إيه؟
متى يفكر الكثيرون بيننا قبل أن يتكلموا؟
أمال لو انتصر العادلي على الإخوان كنتوا قلتوا إيه؟
متى نستخدم فريضة التفكير ونمارسها؟؟
وبالمناسبة: ما ذكرناه سابقا كلها وقائع وأحداث وتاريخ.. وليست رأيا ولا فلسفة ولا غضبا نستخرجه في مقال!!
الجريدة الرسمية