رئيس التحرير
عصام كامل

تأشيرة الرئيس!


بكل تواضع وبساطة، تحدث الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور إلى الأمة عن كل ما يهم الشعب المصري في حاضره ومستقبله..

كان حديثا من القلب لرئيس من نوع جديد.. قال كل شىء.. ورد على كل التساؤلات التي تدور في خاطرنا جميعا دون أن يتجاوز في حق أحد.. كما كان يفعل الرئيس المعزول مرسي.. وهو ما رأيناه عندما هاجم القضاء علنا في سابقة هي الأولي من نوعها، فكلماته محسوبة بدقة بالغة.


تحدث عن خارطة الطريق والدستور والأمن ودولة القانون والاقتصاد والتعليم والرئيس «الفرعون» ومفهوم الديمقراطية الحقيقة.
تحدث الرئيس بالأرقام وبلغة القانون، فكان حديثه صادقا ومعبرا بحق فلاقي استحسان الجماهير لنموذج جديد من الرؤساء بعد ثورة ٣٠ يونيو.

إن أهم ما تناوله الخطاب وكنا نتنظره بالفعل هو تعقيبه الصائب الصريح حول استقالة الدكتور البرادعي من منصبه كنائب للرئيس.. وكأنه يعبر عما يجيش في صدورنا جميعا وما نشعر به من صدمة وغصة في هذا الرجل الذي هرب من الميدان في ظروف بالغة الصعوبة يمر بها الوطن ويعطي لأمريكا وللغرب وللتنظيم العالمي للإخوان فرصة ذهبية ليفتروا ويتدخلوا في شئون مصر.

لقد قال الرئيس بأدب جم إن الاستقالة جاءت بشكل مفاجئ ولم يكن يبدو لي ولا لأي أحد أن الدكتور البرادعي سيأخذ تلك الخطوة، وأبلغني شفويًا ثم أرسل الاستقالة مكتوبة في اليوم التالي، وراجعته فيها عندما أبلغني بها شفويًا.

أضاف: وهذا هو المهم، في اليوم التالي أشرت على الاستقالة بالتالي: الوطن يمر بمرحلة بالغة الدقة والخطورة ويبقي لكل إنسان قناعاته.. ولكل إنسان أن يستنتج من هذه التأشيرة ما يشاء.

سيادة الرئيس عدلي منصور، فهمنا ما تقصده في تأشيرتك التاريخية.. فهذه طبيعة البرادعي لم يكمل عملا إلى نهايته، فقد خذل شباب ثورة ٢٥ يناير وانسحب من خوض سباق الرئاسة.. ثم أخيرًا خذل الشعب المصري كله بانسحابه في ظروف تاريخية وترك المعركة وهرب.. فأين إذن الولاء لمصر؟.. ولصالح من يعمل البرادعي؟

نرجو أخيرًا أن توثق هذه التأشيرة.. ولنترك حسابه لله.. وللتاريخ الذي لن يرحمه.
الجريدة الرسمية