الصحف الأجنبية: تنظيم القاعدة يريد تحويل مصر لـ"عراق جديد".. أهالي سوريا لا ترهبهم الضربة العسكرية.. الرئيس الأمريكي ينتظر موافقة الكونجرس لضرب دمشق.. وخطاب أوباما أثبت ضعف الإدارة الأمريكية
اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأحد بتطورات الوضع في الشرق الأوسط في كل من مصر وسوريا والموقف الأمريكي لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.
فقد حذرت صحيفة "هوفينجنتون بوست" الأمريكية من أن تصبح مصر معقلًا لتنظيم القاعدة، مشيرة إلى دعوة زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة أبو محمد العدناني للمصريين لمحاربة جيشهم وانتقد جماعة الإخوان قائلا: إن" الشر" هو السعي إلى السلطة من خلال الديمقراطية.
وأضافت الصحيفة أن سخرية العدناني من جماعة الإخوان بأنهم لا يجاهدون في سبيل الله وإنما في سبيل الكرسي، تأتي بمثابة تمهيد لعمليات إرهابية قادمة قد تشترك فيها عناصر خارج مصر، لافتة إلى أن دعوة زعيم تنظيم القاعدة كانت واضحة باستهداف الجيش المصري.
وتابعت أن دعوة تنظيم القاعدة للمصريين بنبذ الدعوات السلمية وإلى حمل السلاح والانضمام للجهاد في سبيل الله، تأتي بمثابة رغبة التنظيم في خلق عراق جديد مقسمة في مصر، تشيع فيها الفوضى والقتل.
وسلطت "هوفينجتون بوست" الضوء على خبر العثور على طائر يحمل أجهزة تجسس بمحافظة قنا المصرية.
ونقلت قول محمد كمال، مدير الأمن بمحافظة قنا إنه تم العثور على أجهزة اتصالات ببعض الطيور الخاصة في المحافظة، وتم نقلها إلى قسم الشرطة الجمعة الماضية.
وقال أيمن عبد الله، رئيس الخدمات البيطرية بقنا وفضلا عن ذلك، اكتشفوا أنه كان جهاز تعقب للحياة البرية المستخدم من قبل العلماء الفرنسيين لمتابعة حركة الطيور المهاجرة، وقال عبد الله إن الجهاز توقف عن العمل عندما عبرت الطيور الحدود الفرنسية.
وانتقدت الصحيفة الحادثة مشيرة إلى أنها تأتي في مجال الشائعات التي انتشرت بكثرة في مصر في الآونة الأخيرة ومنذ ثورة 25 يناير 2011، حيث معظم الاتهامات التي ليس لها مبرر أو دليل، يتم تعليقها على شماعة التجسس.
وقالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن حي المالكي في دمشق لا يخشي الهجمات المحتملة من الولايات المحتملة وحلفائها على سوريا، حيث تخرج العائلات للمحال ويستمتعون بأوقاتهم في المطاعم ومحال التسوق على الرغم من تهديدات القيام بعمل عسكري.
ونقلت الصحيفة عن إحدي نساء الحي، وتدعي دينا وهي أم لطفل واحد "نحن نؤمن بالله ولا نخشي إلا الله، وعلي ثقة كبيرة برئيسنا وفي جيشنا ونعلم جيدا أننا مستهدفون من الغرب منذ أكثر من عامين فهم لن يخيفونا فنحن نصبح أكثر قوة وعزيمة أكبر على مواجهتهم وهزيمتهم فنحن أقوياء وأشد عزما من أي وقت مضي".
وأشارت الصحيفة إلى استمرار حركة السوق والعمل على الرغم من تغير الحياة في سوريا بسبب خراب الحرب عليها، ولفتت إلى قيام المواطن السوري بتجهيز مؤنة من الأغذية استعدادا لوقوع ضربة عسكرية ضد النظام السوري للرئيس بشار الأسد.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن تأخير ضربة عسكرية ضد سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية يعد منعطفا جديدا حيث يصر الرئيس باراك أوباما على توجيه ضربة ضد النظام السوري ويسعي لتفويض من الكونجرس في حربه ضد سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح أوباما الذي أكد فيه أن الهجوم الكيميائي في سوريا يعد الأسوأ في القرن 21 وأيد استخدام القوة ضد النظام السوري وأنه سيسعي أولًا على موافقة الكونجرس الأمريكي في شن هجوم عسكري على سوريا، مما يعد تحولا مثيرا في موقف أوباما لأنه في وقت سابق من الأسبوع كان على وشك شن ضربات ضد سوريا دون موافقة الكونجرس، وألقي وزير الخارجية جون كيري خطابا عاطفية لاتخاذ الإجراءات ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة أن زعماء الكونجرس وافقوا على إجراء تصويت بعد عودة المشرعين إلى واشنطن في الأسبوع المقبل.
ولفتت الصحيفة إلى خطاب أوباما الذي وجهه إلى الأمة من حديقة الورود في البيت الأبيض، وقال فيه "إنه قرر أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات عسكرية محدودة في مدتها ونطاقها تهدف لمعاقبة نظام الأسد لاستخدامه أسلحة كيميائية وتكون رادعا لأي سلوك مثل هذا في المستقبل ولا تهدف الضربة الإطاحة بالأسد".
ولكن المفاجأة جاءت عندما قال أوباما "إنه اتخذ قرارا ثانيا في السعي لحصوله على موافقة الكونجرس في شن هجوم عسكري على سوريا وأنه استمع لأعضاء الكونجرس الذين أعربوا أنهم يرغبون أن تسمع أصواتهم ووافق على ذلك، وأصر أوباما أن التأخير في الهجوم على سوريا لن يكون له عواقب تكتيكية.
ورأت الصحيفة أن خطوة أوباما تعد مقامرة سياسية كبيرة لأنه ليس هناك ضمان أن الكونجرس سيوافق على العمل العسكري، ولم يوضح أوباما هل سيوجه ضربات جوية عسكرية إذا لم يوافق الكونجرس وأعطائه الدعم أم لا. ومن المحتمل أن يفشل أوباما في الحصول على دعم الكونجرس، في توجيه ضربة لنظام الأسد، مما سيكون ضربة كبيرة لسلطة أوباما.
واهتمت الصحافة الإسرائيلية، بتصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما والتي أعرب فيها عن رغبته في الحصول على تفويض من الكونجرس قبل توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
فقالت الإذاعة العبرية إن هذا القرار له مدلولات والتي قد تشير إلى ضعف وتراجع عند الرئيس أوباما عن موقفه، وما له من انعكاسات على الملف الإيراني واستعداد الولايات المتحدة في نهاية المطاف توجيه ضربة عسكرية لإيران لوقف مشروعها النووى.
ونقلت الإذاعة عن نائب رئيس الحكومة السوري "قدري جميل"، معلقًا على موقف أوباما قوله إن الاستعدادات العالية من قبل الجيش السوري أردعت الرئيس الأمريكى، موضحًا أن الشعب يأمل في تغيير حقيقي في سوريا دون تدخل خارجي.
ورأى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ومدير معهد الأمن القومي الإسرائيلي "عاموس يادلين"، أن قرار أوباما بتأجيل الضربة العسكرية لحين الحصول على موافقة البيت الأبيض قد يكون في صالح توجيه ضربة عسكرية أكبر وأكثر فاعلية، لأن التأجيل بانتظار قرار الكونجرس سيتيح للإدارة الأمريكية إجراء مزيد من المداولات، وبذلك يستطيع توسيع نطاق الأهداف العسكرية ضد سوريا.
ذكر موقع "ماكو" الإسرائيلي أن نائب رئيس الحكومة السوري "قدري جميل"، قال إن خطاب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، أثبت ضعف الولايات المتحدة، مثلما تحاول أن تعرض نفسها.
وأشار "جميل" إلى أن نظام الأسد على استعداد لأية حالة ولكل التطورات سواء كانت داخلية أو خارجية، كما سخر من موقف أوباما في تناوله عناصر المعارضة السورية، حيث قال إن العلاقة بينهم من الممكن أن نصفها بالمثل الشعبي "أخذتني في الطريق إلى بئر الماء ولكنك تركتني في منتصفه".