أزمة مفتعلة في خريطة "القرآن الكريم"..والنقابة تدعو "المسلماني" إلى التراجع..والأخير: لسنا في خدمة القراء..والمستمعون يلوحون بالمقاطعة

لم يكد يستبشر مستمعو شبكة القرآن الكريم خيرًا بإبعاد الإعلانات وبرنامج وزير الأوقاف السابق حتى استيقظوا على مجموعة من الإجراءات "السرية" والمرتبكة والصادمة التي دفعت بعضهم إلى التلويح بالمقاطعة التامة للشبكة؛ لحين التراجع عنها؛ لا سيما أنها تنم عن عدم احترافية ودراية، وربما تصل إلى حد العشوائية والتسرع.

جاء قرار استبعاد عدد كبير من القراء القدامي من خريطة التلاوات المجودة، وحصرها في مجموعة محدودة جدًا من الأسماء، أو تقليص حضور قراء آخرين من أصحاب السيرة الناصعة؛ ليثير انزعاج المستمعين الذين ارتبطوا بإذاعة القرآن الكريم منذ صغرهم عبر أصوات هؤلاء القراء التي لا تتشابه ولا تختلط مثل أصوات القراء المعاصرين، بل كان لكل منهم بصمة إبداعية خاصة تميزه عن غيره من أول وهلة.

عدم الوضوح الذي شاب هذا القرار العجيب، وحالة السرية التي تم فرضها، والاختفاء القسري لبعض الأصوات التاريخية، وتهميش ظهور آخرين، وارتباك الخريطة اليومية..كل هذه الإرهاصات أكدت أن هناك أمرًا دُبِّر بليل على غير هدى يستهدف إذاعة القرآن الكريم؛ بعدما ظن متابعوها أنها عادت إليهم من جديد بعد فترة غير قصيرة من اختطافها؛ سواء بسبب سرطان الإعلانات أو برنامج الوزير السابق وتحكمه في سياساتها.

غضب أبناء القراء

على مدار 4 أيام متصلة، وتحديدًا منذ يوم الجمعة الماضية..لم تتوقف حالة الغضب، سواء من أبناء القراء المستبعدين الذين تحدثوا مع "فيتو"، أو من مستمعين هالهم أن يتم العبث بخريطة إذاعتهم المفضلة على نحو ليس له ما يبرره أو يسوغه؛ لا سيما أن عددًا كبيرًا من الأسماء المستبعدة صاحبة أيادٍ بيضاء على دولة التلاوة المصرية، وكان أصحابها خير سفراء للقرآن الكريم حول العالم. وفي المقابل..أصرت الإدارة الجديدة للشبكة على موقفها الغامض والملتبس.  

حرب بيانات بين النقابة والهيئة

بدورها..دخلت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم على خط الأزمة، وأصدرت بيانًا أعربت فيه عن استيائها من استبعاد عديد الأصوات من خريطة شبكة القرآن الكريم، وناشد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني بإعادة الشيء إلى أصله واستعادة جميع الأسماء المستبعدة.

وقبل أن ينتصف يوم الأربعاء..أصدرت الهيئة على لسانها رئيسها بيانًا مطولًا لم يطرح حلحلة للأزمة المفتعلة، بل عكس إصرارًا على معاندة المستمعين. وبدا من البيان أن صاحب القرار يفتقد إلى عدم الدراية بتاريخ دولة التلاوة وعدم معرفة أقدار القراء القدامي، فضلًا عن وجود حالة من الخلط قادت إلى إدراج قاريء متأخر ضمن القائمة الأساسية، واستبعاد من يفوقونه تاريخًا وتأثيرًا.

وبحسب بيان المسلماني..فإن خريطة القراء تضم في دورتها الحالية 32 قارئًا فقط، هم: الشيخ محمد رفعت، الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ محمود خليل الحصري، الشيخ محمود على البنا، الشيخ علي محمود الشيخ محمد محمود الطبلاوي، والشيخ أبو العينين شعيشع.
كما تضم أيضًا: الشيخ أحمد نعينع، الشيخ عبد العظيم زاهر، الشيخ ابراهيم الشعشاعي، الشيخ راغب مصطفى غلوش، الشيخ منصور الشامي الدمنهوري، الشيخ محمد عبد العزيز حصان، الشيخ شعبان عبد العزيز الصياد، الشيخ حمدي الزامل، الشيخ طه الفشني، الشيخ محمود عبد الحكم، الشيخ عبد العزيز علي فرج، الشيخ عبد الرحمن الدروى، الشيخ عبد العاطي ناصف، الشيخ محمد أحمد شبيب، الشيخ محمود محمد رمضان، الشيخ محمد بدر حسين، الشيخ الشحات محمد أنور، الشيخ أحمد محمد عامر، الشيخ كامل يوسف البهتيمي، الشيخ احمد سليمان السعدنى، الشيخ علي حزين، الشيخ علي حجاج السويسي.

المسلماني نوه في بيانه أيضًا إلى أن القراء الآخرين سوف يتم توزيعهم على محطات إذاعية أخرى، فيما سوف يقتصر رفع الأذان على سبعة قراء فقط هم:الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الشيخ محمد رفعت، الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ محمود خليل الحصري، الشيخ سيد النقشبندي، الشيخ علي محمود، الشيخ طه الفشني، مختتمًا بيانه بأن هدفه الأسمي هو خدمة القرآن الكريم، وليس القراء.

تساؤلات مشروعة وإجابات غائبة

بيان المسلماني فاقم حالة الجدل، وفتح الباب واسعًا أمام التكنهات والخوف من قرارات أخرى غير جيدة تقود أقدم إذاعة دينية إلى نفق مظلم لا تستطيع مغادرته من جديد.

من بين التساؤلات التي أثارها البيان المذكور: 

-هل لجأ "المسلماني" إلى أهل العلم والاختصاص والإنصاف قبل الإقدام على اتخاذ مثل هذه القرارات، ومن هم؟

-ما هي المعايير التي تم الاعتماد عليها في حذف عشرات من أسماء كبار القراء مثل: الشيخ محمد حسن النادي، الشيخ محمد الصيفي، الشيخ هاشم هيبة، الشيخ محمد فريد السنديوني، الشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي، الشيخ أحمد أبو المعاطي، الشيخ فرج الله الشاذلي، الشيخ السيد متولي عبدالعال، الشيخ عثمان الشبراوي، الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي، الشيخ محمد عطية حسب، الشيخ محمد محمد هليل، الشيخ محمود حسين منصور، الشيخ محمود البجيرمي، الشيخ محمود صديق المنشاوي، الشيخ عبدالواحد زكي راضي، الشيخ محمود إسماعيل الشريف، الشيخ محمد الليثي..وآخرين؟

-إذا كان هناك ترحيب باستبعاد أصوات القراء المعاصرين، بل وضرورة إعادة اختبارهم أمام لجان اختبار رشيدة..ولكن ألم يكن من عدم الإنصاف أن يشمل هذا القراء الجائر قراء متقنين ومتميزين، ينظر إليهم باعتبارهم امتدادًا لدولة التلاوة، مثل: الشيخ محمود الطوخي والشيخ ياسر الشرقاوي والشيخ أحمد الزارع مثلًا وليس حصرًا؟

-لماذا يتم قصر الأذان على السبعة المذكورين فقط، فهل لم يسمع صانع القرار أذان الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران مثلًا وليس حصرًا؟

وأخيرًا.. فإن "المسلماني" بدا للمراقبين والمتابعين والمستمعين أنه يغالط الواقع بهذا البيان؛ فليس صحيحًا أن الملايين يطيرون فرحًا بهذا التدابير والخطوات، بل إن معاندة المستمعين سوف تدفعهم دفعًا إلى هجرة إذاعة القرآن الكريم، ويبقى التراجع عن هذه الإجراءات التعسفية أمرًا مطلوبًا؛ فالرجوع إلى الحق فضيلة ومكرمة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.