رئيس التحرير
عصام كامل

اسحبوا «نوبل»


سياسة واشنطن الحالية - في عهد أوباما - لم تختلف كثيرًا عن سياسة سلفه بوش الابن.. وربما يكون أوباما هو الزعيم الوحيد الحاصل على جائزة نوبل للسلام الذي لم يقدم أي إنجاز يذكر لتحقيق الإخاء والسلام بين الأمم.. ولم يحقق أية مكاسب ملموسة في ظل مواجهته لتحديات تتراوح من الحرب في أفغانستان والعراق إلى المواجهة النووية مع كل من إيران وكوريا الشمالية.. ولم يترجم خطابه التاريخى بجامعة القاهرة للعالم الإسلامى لخطوات عملية ملموسة تشعر المسلمين بجدية أوباما وإصراره على المصالحة مع العالم العربى والإسلامى.. ولم ينجح في أي مبادرة لحل المشاكل المزمنة في العالم وأولها الصراع العربى الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة..

أي عمل خيرى أو سلمى قدمه أوباما ليحصل على الجائزة..!!؟


إنه لم يفعل.. ولن يفعل هذا البهلوان والمخادع والكاذب بل تسير كل سياساته في اتجاه التهديد والوعيد لمن يخالفه وأصبح يتدخل علنًا في الشئون الداخلية والخارجية للدول العربية والإسلامية.. ثم تم كان قراره الأخير بشن ضربة عسكرية موجعة على سوريا - رغم اختلافنا مع نظام بشار نحو شعبه - دون أي غطاء شرعى من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة..؟

هو الذي انتقد بشدة غزو أمريكا للعراق وهاجم بوش بضراوة في حملته الانتخابية ثم يقلده اليوم.


إن الأحداث تتوالى عندما تقدم أمريكا على أمر ما.. فلا يمنعها الروس والصين أو غيرهما عندما تكون مصالحها في خطر أو بمعنى أدق حين تكون مصالح إسرائيل مهددة..؟

إذًا.. الضربة السورية واقعة لا محال، حتى وإن لم يكن هناك تفويض أممى فالوضع يتطلب معاقبة نظام الأسد لإعادة الهيبة لزعيمة العالم «الولايات المتحدة الأمريكية» وتفكيك قدرته العسكرية الضاربة بفعل القصف وتهديده بالأشد «أي الأسد» إذا تعدى الحدود.

نفس السيناريو الأول الذي تم ضرب العراق فيه يتكرر ونفس الحجة وهى «الكيماوى» والتي لم تثبت التقارير حتى اليوم من الذي استخدمها النظام أم المعارضة..؟

وظنى أن الأمر مخطط له وباتفاق بين الأطراف الموجودة في العملية طالما أن الضربة محدودة ولا تهدد مصالح أحد من الكبار..

إن كان هذا كله في سبيل القضاء على الصواريخ التي تطال إسرائيل.. وأما حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية فما هي إلا شعارات وأن ما يحرك الدول الكبرى المصالح فقط..

أرجو ألا يكون اجتماع وزراء خارجية الدول العربية اليوم من أجل إعطاء «الغطاء» لأمريكا لضرب سوريا وهو ما تم قبل ذلك بالنسبة لضرب العراق وتقسيم السودان إلخ.. بل يكون لتقديم حل سياسي ينقذ سوريا من الدمار.. صدقونى: العيب ليس في أمريكا ولا في غيرها بل فينا نحن العرب والمسلمين.. لأننا تخاذلنا وانقسمنا وتنازعنا وأضعف بعضنا بعضًا وتخلفنا عن ركب العلم وامتلاك موازين القوة.. تخلفنا في كل شىء وتقدمت إسرائيل في كل شىء.. ولم تقو إلا بضعفنا ولم تتجبر إلا باستكانتنا.. ونحن الذي سمحنا - للأسف - بتدخل أمريكا في شئوننا الداخلية والخارجية تحت شعارات الديمقراطية والحرية.. والمعونة..!!؟

إن العدوان على سوريا.. هو اعتداء صارخ على الأمن القومى المصرى.. بل تهديد لكل الدول العربية أجمع..!!

إننا أمام مرحلة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط، أما سيناريوهات ما بعد الأزمة فهى غير واضحة وإن كانت تجارب الدول العربية الأخرى حاضرة، فهناك العراق وليبيا وتونس ولا يبدو أن لها نهاية..

أرجو ألا يكون رد الفعل السورى إزاء الضربة المرتقبة بداية إعلان حرب إقليمية.. فكل الاحتمالات قائمة.. ويبقى أن أقول أخيرًا.. إن مؤسس جائزة نوبل لو كان حيا بيننا الآن لسحب الجائزة من أوباما فورًا.. فهل أصبحت نوبل لقادة الحرب والدمار؟!!
الجريدة الرسمية