رئيس التحرير
عصام كامل

الحاكم بأمر الله.. عدو المرأة والنصارى و"الملوخية" و"الجرجير"

الباحث الأثرى سامح
الباحث الأثرى سامح الزهار

أكد الباحث الأثرى سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية أنه على مر العصور عرف تاريخ البشرية حكاما ورؤساء، تصرفاتهم غريبة تصل إلى حد الجنون ولا يمكن تفسيرها بالمنطق والعقل، مما يؤكد أنهم دائما ما يحتاجون إلى من ينتقدهم ويتحرى عيوبهم لكى يكونوا حكاما صالحين راشدين.


وقال الزهار إن من أبرز هؤلاء الحكام على مر التاريخ المصرى هو سادس حكام الدولة الفاطمية "الحاكم بأمر الله"، ومن أبرز تصرفاته غير المنطقية منع أكل "الملوخية"، وذكرت بعض المصادر أنه أجازها بعد ذلك شريطة أن تكون مع أرانب، كما منع أكل "الجرجير" والمتوكلية المنسوبة إلى المتوكل "وهى تدخل في صنع الحساء".

وأضاف أن أول ضحايا الحاكم بأمر الله، الذي تولى الحكم في عمر الخامسة عشرة، هو وصية "برجوان" الذي قام بتربيته وكان يسميه (الوزغة) بمعني "السحلية" حيث أرسل في بداية حكمه يطلب معلمه برجوان قائلا (الوزغة الصغيرة قد صار تنينا عظيما، وهو يدعوك) فجاء برجوان خائفا وعندما حضر إليه أمر الحاكم بقطع رأسه في عام 390هـ.

وأشار إلى أن الحاكم بأمر الله برر تلك الواقعة بقوله (إن برجوان كان يسعى للاستئثار بالسلطة فلم أستطع كخليفة أن أقوم بالحكم الفعلي وأنني أفتقر إلى الحكمة بسبب شبابي وصغر سني وعدم درايتي بأسلوب الحكم).

وأوضح الباحث الأثرى أن تصرفات الحاكم بأمر الله غير المنطقية لم تقف عند هذا الحد بل امتدت إلى أنه قام بمنع عجن الخبز بالرجل والمنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام ولا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث، وأصدر قرارا آخر بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة.

وتابع أنه أصدر قرارات بمنع بيع الفقاع "الخمر"، كما ضرب في الطرقات بالأجراس، ونودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر وتتبعت الحمامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وشهروا.

وأكد أنه من بين التصرفات غير المنطقية للحاكم بأمر الله أنه أمر بألا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرج، وألا يباع شيء من السمك بغير قشر وأن لا يصطاده أحد من الصيادين، كما أمر بكنس الأزقة والشوارع وأبواب الدور في كل مكان ومنع صلاة التراويح 10 سنين، ثم أباحها، وقطع الكروم، ومنع بيع العنب، ولم يبق في ولايته كرما، وأراق خمسة آلاف جرة من عسل في البحر خوفا من أن تعمل نبيذا.

وقال إنه أمر النصارى بأن تعمل في أعناقهم الصلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعا وزنته خمسة أرطال وأمر اليهود أن يلبسوا العمائم السود.
الجريدة الرسمية