رئيس التحرير
عصام كامل

مستشفى الحسين العام.. الداخل مفقود والخارج مولود.. أكوام من القمامة فى المدخل.. وعيادات الباطنى والصدر عربيات أجرة.. والد مريض: بيقولولى لف وارجع تانى إيه اللى جابك هنا

فيتو

"الداخل مفقود والخارج مولود" جملة نطق بها لسان حال كل من أراد العلاج بأحد المستشفيات الحكومية أو بالمعنى الأدق مستشفيات القطاع العام التى يقصدها محدودى الدخل من الطبقة المتوسطة التى تمثل الأغلبية العظمى من المجمتع المصرى، فكان لـ"فيتو" جولة بأحد تلك المستشفيات بـ"مستشفى الحسين الجامعى" المفترض بها الهدوء والنظافة والاستجمام ولكن "تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن" بداية حينما يريد المريض الاستفسار أو الاستعلام عن إحدى العيادات للكشف فيسأل أو عامل أو مسئول يصادفه فالرد المعتاد من سيادة المسئول "إيه اللى جابك هنا"؟!


ومن جانبها، تروى درية عبدالرحمن، والدة إحدى المرضى، مشوارها مع مستشفى "الحسين الجامعي" فتقول: "منذ 15 يومًا، أصيبت نجلتى "بوسى" (4 سنوات)، بكسر فى ذراعها الأيسر وأتيت للمستشفى لعمل الأشعة والجبس اللازم، وقد كان تم عمل جبيرة لها وجئت اليوم لعمل الأشعة الأخرى للاطمئنان ما أن كان الكسر بدأ يلتئم أم لا" ؟

وتابعت: "للأسف فوجئت بطبيب الأشعة يخبرنى بأنه مضطر لفك الجبس وعمل جبيرة أخرى فوافقت وذهبت لطبيب العظام بالمستشفى لعمل الجبيرة وبالفعل تم تجبيس ذراع ابنتى مرة أخرى ورجعت لطبيب الأشعة ليخبرنى بأن الجبس خطأ هذه المرة أيضًا وقام بفك الجبس لتجبير ذراعها مرة أخرى،  مضيفة أنه لولا ضيق ذات اليد لذهبت بها الى أحد العيادات الخاصة وأنقذ ذراع ابنتى المهدد بالإعاقة فكل ما أستطيع تحمله هو الـ"5" جنيهات ثمن تذكرة الدخول وهو ما يقومون باستغلاله فى المستشفيات الحكومية ولا نجد بديلًا عن ذلك.

ويقول "حامد عبدالراضى" (45 سنة – عامل): "جئت لعمل أشعة على ساق نجلى فأنا هنا من التاسعة صبحًا، ولم أستطع الاستدلال على مكان الكشف إلى بعد معاناة دامت لأكثر من 3 ساعات فكل من أسأله عن مقصدى يخبرنى بجملة واحدة، إيه اللى جابك هنا.. لف وارجع تانى".

وتابع: "فلا أحد يرشدنا كل الموظفين هنا يتعاملون معنا على أننا نتسول أو نطالب بما ليس من حقنا"، لافتًا إلى أن معظم الأطباء بالعيادات من حديثى التخرج أو طلبة الامتياز ممن يفتقدون الخبرة وفى النهاية المريض هو من يعانى الويلات فى رحلة علاجه داخل المستشفى الحكومى بصفة عامة".

وأضاف، أحد الزائرين، قائلاً "لم تقتصر الحالة المزرية التى عليه المستشفى من سوء معاملة من الموظفين والممرضات أو أطباء دون الخبرة ولكن أبسط حقوق الإنسان لا يستطيع الحصول عليها من الحمامات التى لم تشهد أى أعمال صيانة منذ قرابة الـ15 عامًا ولا تصلح للاستخدام الآدمى للأصحاء، فكيف بها لمريض يحتاج لأبسط حقوقه فى الراحة".

وتابع: "إلى جانب أننا فوجئنا فى بعض العيادات كعيادات الباطنة والعظام والصدر وغيرها يقومون بإدخال أكثر من مريض فى نفس الوقت وكأنه، بيحمل عربية أجرة، إلى جانب أن العناية المركزة المفترض بها أهدى مكان بالمستشفى يوجد بها 6 حالات فما هو المفهوم للعناية المركزة من وجة نظرهم"؟

وأشار إلى أن هناك أكوامًا مترامية من القمامة فى مدخل المستشفى والعيادات إلى جانب طفح الصرف الصحى الذى يؤذى الصحيح ويقضى على حياة المريض.
الجريدة الرسمية