رئيس التحرير
عصام كامل

المجلس الإسلامي بلبنان يبدأ في تجريد المفتي من صلاحياته

 الشيخ خلدون عريطم
الشيخ خلدون عريطم أمين عام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

أعلن الشيخ خلدون عريطم أمين عام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى (أعلى هيئة دينية سنية في لبنان) أن المجلس قد يبدأ خلال اجتماعه غدا، في تجريد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني من صلاحياته لعله يعود إلى جادة الصواب ويبتعد عن المحور الإيراني ويعود إلى الصف الإسلامي ؛ لأن المفتي في مكان وأغلبية المسلمين السنة في مكان آخر، على حد قوله.


وقال عريطم - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن المجلس منتخب على مستوى الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة الحالية وله حق التشريع ضمن الصلاحيات التي أعطيت له من المجلس النيابي.

وأضاف أن ما يحدث للمسلمين السنة في لبنان هو جزء من التدخل الخارجي في كل شرائح المجتمع اللبناني، والفريق الذي يتدخل على الساحة اللبنانية هو الفريق الإيراني، وما تريده إيران من خلال حلفائها أن يكون لبنان حديقة خلفية لمشروعها، وهو مشروع مذهبي قومي فارسي، أما مشروعنا كعرب ومسلمين فهو وحدة الأمة، من هنا بدأ التناقض بين المشروعين..مشددا على أن 90 % من المسلمين من أهل السنة في لبنان هم ضد المشروع الإيراني.

ولفت إلى أن إيران تعمل من خلال حلفائها في لبنان وفي مقدمتهم حزب الله على احتواء كل شرائح المجتمع اللبناني ليسهل لها أن تمسك بالورقة اللبنانية أو الملف اللبناني، لتضع هذا الملف رهينة لديها في حواراتها الإقليمية والدولية، بالإضافة لملفات سوريا والعراق التي تستخدمها لتفاوض العرب والمجتمع الدولي حول مشروعاتها الخاصة.

واعتبر أن ما يحدث في دار الفتوى، جزء مما يحدث في لبنان، حيث تم استغلال خلال حدث بين المفتي محمد رشيد قباني وبين المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى حول قضيتين أساسيتين هما طي الملف المالي لمفتى الشيخ محمد رشيد قباني، وملف آخر هو أنه كان يريد أن يكون مفتيا مدى الحياة من خلال تعديل نظام الإفتاء، ولقد رفض المجلس طلبي المفتي ومن هنا بدأت الابتعاد بين الجانبين.

وأضاف لقد دخلت بعض القوى السياسية واستغلت هذا الخلاف، ثم احتضنوا وجهة نظر المفتي، واستطاعت القوى المحتضنة من قبل إيران أن تحتضن وجهة نظر المفتي، وتدعمها وتوحي إلى حلفائها وهم أقلية من المسلمين السنة وتجعلهم يتبنون وجهة نظر المفتي ؛ ما انعكس سلبا على دار الإفتاء.

وحول رد المفتي بأنه يتصدى لتغول تيار المستقبل على دار الإفتاء، قال الشيخ عريطم "نحن وإياه سنتصدى لتغول تيار المستقبل على دار الفتوى ولكن قبل أن يتصدى لتوغل تيار المستقبل، عليه أن يتصدى لحزب الله والنفوذ الإيراني في دار الفتوى".

وتابع "تيار المستقبل هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي لأهل السنة في لبنان، صحيح إنه ليس تنظيما دينيا، ولكن له تنظيم سياسي يخطىء ويصيب وأكثريته المطلقة من السنة ".

وأردف قائلا "لا يستطيع المفتى أن يقول إنه يتصدى لتيار المستقبل ؛ لأن عدد نواب السنة في الجماعة في المجلس النيابي هم 27 نائبا منهم 25 نائبا من تيار المستقبل، ونائبان عن حزب الله، فكيف تترك الـ 25 نائبا وتقف مع حزب الله، وهناك رؤساء الحكومات السابقين، وهم المرجعية السياسية للسنة، وكذلك القضاة الشرعيين، والمفتين، وأكثرية المشايخ في مكان، والمفتي محمد رشيد قباني في مكان آخر".
الجريدة الرسمية