رئيس التحرير
عصام كامل

القاعدة في "الرافدين": أنشئت لمقاومة قوات أمريكا فحاربت الجيش العراقى.. ادعت إقامة دولة إسلامية وكفَّرت الشعب.. تعاطف معها العراقيون في البداية فهاجمت الأسواق الشعبية والمساجد.. قتلت ألف شخص في شهر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة واشنطن تايمز البريطانية، قُتل 47 شخصًا في العراق في حرب المسلمين السنة والقادة المتشددين ضد القرويين الشيعة في العراق أمس.

ونقلت الصحيفة عن جيروزاليم بوست في تقرير لها أفاد إن تنظيم القاعدة التابع للدولة الإسلامية في العراق صعد هجماته في الأشهر الأخيرة مما أسفر عن قتل أكثر من 1000 شخص في شهر يوليو فقط، ويعد هذا أعلى عدد للقتلى منذ عام 2008.

وأشارت الصحيفة إلى تنظيم القاعدة بالعراق يستهدف الشيعة ويقوم بتفجير سيارات مفخخة وإلقاء القنابل على الطرق وإطلاق النار في عدة مناطق بالعراق.

وترى الصحيفة أن أعمال العنف الراهنة تعد أحدث حلقة في الاشتباكات الجارية التي نمت بشكل سيئ للغاية بسبب الحرب في سوريا المجاورة، حيث أكد بعض الخبراء العسكريين أن هذه الموجة الأخيرة من العنف يمكن أن تقع العراق في موجة قتل واسعة النطاق التي لم يسبق لها مثيل وستكون أكثر من عامي 2006 و2007.

وأضافت الصحيفة أن معظم الهجمات الأخيرة التي وقعت، كانت في التجمعات العامة مثل المقاهي والأسواق، وكانت أكبر التفجيرات وقت أمس الأحد في بعقوبة التي تبعد 40 ميلا عن بغداد، وأعلنت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت بالقرب من مجمع سكني، مما أسفر عن قتل 11 وإصابة 34 شخصًا.

كما قام المتشددون بمهاجمة جنود في بلدة تبعد عن العاصمة العراقية بنحو 180 كيلومترًا، حيث أوقف المتشددون سيارتي أجرة كانتا تنقل الجنود إلى الموصل، ونجت سيارة واحدة من الكمين ولكن السيارة الأخرى أطلقوا النيران عليها وحرق المسلحون جثث الجنود الخمسة وضابطًا عسكريًا واحدًا.

وجدير بالذكر أن تنظيم القاعدة بالعراق يعرف باسم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" وكان يهدف في بادئ الأمر إلى مساعدة المقاومة العراقية لمحاربة القوات الأمريكية مما أكسبهم الكثير من التعاطف والدعم في مناطق عراقية.

ومع بداية ظهور معالم الحكومة العراقية وبدا تكوين قوات الجيش والشرطة العراقيين اعتبر التنظيم جميع السياسيين المشاركين بالحكم عملاء، وأصبح يستهدف جميع أجهزة الأمن العراقية.

وصرح التنظيم بأن هدفه هو إقامة دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في العراق، كما أنه أصبح يستهدف المنظمات الدولية والمقاولين الأجانب وإعلان تكفير فئات من الشعب العراقي مثل المدنين الشيعة الذي وصفهم الزرقاوي "الزعيم السابق للتنظيم بالعراق" بالروافض، وتم بعد ذلك الكثير من الهجمات الدامية والتي استهدفت أسواق شعبية ومساجد.

ونقلت وكالة "يونايتد برس إنترناشونال" الأمريكية عن قيادي بارز في التيار السلفي الجهادي في الأردن قوله: "إن خلافًا كبيرًا نشب مؤخرا بين تنظيمين سلفيين يرتبطان بتنظيم القاعدة، ويوجدان على الأراضي السورية".

وأشار القيادي -الذي قالت الوكالة إنه طلب عدم ذكر اسمه- إلى أن الخلاف نشب بين قائد دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني المكنى بـ"الفاتح" زعيم جبهة النصرة لأهل الشام".

وأوضح أن "البغدادي طلب من الجولاني الانضمام تحت لوائه، وهو ما رفضه زعيم جبهة النصرة لأهل الشام"، مشيرًا إلى أن "الجولاني أصر على موقفه".

ونقل القيادي في التيار السلفي الجهادي عن الجولاني قوله إن "البغدادي لم يستشره بالأمر، مما استدعى تدخل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي طلب من الاثنين الاستمرار في مسئولياتهما دون تغيير".

وأوضح أن هناك "محاولات من قيادات سلفية في الخارج للم شمل البغدادي والجولاني في تنظيم واحد وتحت لواء واحد"، غير أنه أشار إلى أن هناك "صعوبات بالغة تحول دون جمعهما"، مفضلًا عدم التوسع في هذا الأمر.

ولفت القيادي إلى أن "قائد دولة العراق والشام الإسلامية أبو بكر البغدادي، كان قد أرسل زعيم جبهة النصرة لأهل الشام أبو محمد الجولاني، إلى سوريا وقدم له ولعناصره دعمًا لوجستيًا كبيرًا".

يشار إلى أن مقاتلي "دولة العراق والشام الإسلامية" يوجدون في مدينة حلب شمال سوريا، بينما يتمركز مقاتلو "جبهة النصرة لأهل الشام" في مدينة درعا جنوب سوريا.

يذكر أن "دولة العراق والشام الإسلامية" هو كيان سياسي جهادي مسلّح ينتشر في العراق وسورية، ويسيطر على مناطق عدة في العراق والشام، ويلقب قائدها بـ"أمير المؤمنين"، و"أميرها" الحالي هو أبو بكر البغدادي الذي شكل "الدولة الإسلامية في العراق" في 15 أكتوبر 2006.

و"جبهة النصرة لأهل الشام" هي منظمة سلفية جهادية تم تشكيلها أواخر العام 2011 خلال الأزمة السورية، وزعيمها هو أبو محمد الجولاني المكنى بـ"الفاتح" وهو من دمشق.
الجريدة الرسمية