رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. وضع مصر المضطرب يضر بالعالم.. تحالف "أمريكي- بريطاني- فرنسي" للتدخل العسكري في سوريا.. مشرعون أمريكيون يطالبون واشنطن بالتدخل العسكري في دمشق.. إسرائيل تجري اتصالات لتصدير الغاز لمصر

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة أرشيفية

تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الإثنين بين الشأن المصري والسوري وتهديدات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بالتدخل العسكري في سوريا في غضون أسبوعين.


قالت مجلة "فوربس" الأمريكية الشهيرة إن المجتمع الدولي يراقب من كثب تطور الأوضاع في مصر، وما أصابها في الفترة الأخيرة بسبب العمليات الإرهابية في سيناء، بالإضافة إلى فرض حالة الطوارئ، نظرًا لقيام إرهابيي جماعة الإخوان بممارسة العنف، مشيرة إلى أن الوضع المتدهور في مصر لا يضر بمصالح الشرق الأوسط فقط، بل العالم أجمع.

وأضافت المجلة على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين، أنه في غضون الأزمة التي تعيشها مصر على المستوى السياسي والأمني، فإنها تواجه معضلة إستراتيجية ليس فقط للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن أيضا بالنسبة للدول الرئيسية في المحيطين الهندي والهادئ، مؤكدة تراجع حركة السياحة بشكل كبير بالإضافة إلى تراجع تصدير مصادر الطاقة الرئيسية أو استيرادها من النفط والغاز الطبيعي، كما حدث تخوف من عبور السفن والبضائع عبر قناة السويس التي تمثل عنصرا رئيسيا للتجارة الدولية الآمنة، مما يشكل على مصر بعض نقاط الاختناق الجيوسياسية.

وقالت "فوربس" إن قناة السويس هي أهم الشرايين الحيوية في نظام الشحن البحري العالمي، فربطها بين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، يجعلها توفر طريقا أسرع بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، ومن شأن أي تعطيل بقناة السويس يعتبر زيادة كبيرة في تكاليف النقل وذلك بإضافة آلاف الكيلو مترات إلى الشرق والغرب في رحلات الشحن، فحتى لو كانت القناة وخط الأنابيب يظلان مفتوحين، فلا تزال هناك مخاوف نفسية من العبور من خلال القناة بسبب الوضع الأمني في مصر، وهناك تخوفات من شركات التأمين والمضاربين لدفع أسعار النفط والغاز والتي تصل إلى المستويات التي يمكن أن تؤثر سلبا على الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش.

وأضافت أن الحكومة المدعومة من الجيش تسعى جاهدة لضمان سيناريو آمن لا يتطور، وعملت على فرض الأمن في جميع أنحاء البلاد، لكن لا تزال المخاوف متواجدة بسبب العمليات الإرهابية في السويس وشبه جزيرة سيناء المجاورة، لافتة إلى أن قائد الجيش الثاني الميداني جال في مدن القناة وشمال سيناء كدليل على جدية المخاوف العسكرية.

اهتمت صحيفة الإندبندنت البريطانية بالتهديدات البريطانية والأمريكية للنظام السوري، لزعمها أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في ريف دمشق بمنطقة الغوطة مؤخرًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا وبريطانيا تعهدا بعمل عسكري خلال أسبوعين، لأن مأساة استخدام الأسلحة الكيميائية في دمشق تمثل نقطة تحول لكل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وأشارت الصحيفة إلى تبادل المحادثات خلال اليومين الماضيين بين كاميرون وباراك وهولاند لمناقشة الخطوات التي يجب أن تتخذ اتجاه استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وناقشوا إمكانية استخدام غارات صاروخية وجوية على النظام السوري على أهداف إستراتيجية للأسد.

ونقلت الصحيفة عن العديد من المسئولين البريطانيين أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لا تستبعد أن تتخذ منظمة الأمم المتحدة قرارًا ضد نظام الأسد وإذا لم تتخذ ستتخذ الدول الثلاث قرارًا منفردًا تجاه النظام السوري كنوع من العقاب ردا على استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وتجاوزه الخطوط الحمراء في الصراع الدائر منذ عامين ونصف العام.

وقال وليم هيج، وزير الخارجية البريطاني " لا يمكن في القرن الحادي والعشرين أن يتم التسامح مع قيام جهة ما بهجوم كيميائي ثم يمر الموقف دون أن تتحمل العواقب".

وأضافت الصحيفة أن مجلس العموم البريطاني طالب كاميرون بعدم الإقدام على أي عمل عسكري من أي نوع دون الرجوع إليه، في حين أكد مسئول رفيع المستوي في رئاسة الوزراء البريطانية أن المملكة المتحدة تنوي الرد على الهجوم الكيميائي وسيقوم كاميرون خلال ساعات بإجراء محادثات هاتفية مع قادة الدول الغربية لمناقشة الخيارات المتاحة على كل الأصعدة والعواقب المحتملة.

دعا اثنان من كبار المشرعين الأمريكيين إلى تدخل العسكرية الأمريكية في سوريا خاصة بعد هجوم الغوطة الكيميائي المزعوم، وذلك جرى في مقابلات تليفزيونية بثتها "فوكس نيوز صنداي".

ذكرت ذلك صحيفة واشنطن بوست وقال السيناتور بوب كوركر، الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: ينبغي على الولايات المتحدة أن تستجيب بطريقة "الجراحة النسبية"، وهو الأمر الذي يلفت انتباههم، وذلك بوضع قلة من القوات الأمريكية في سوريا.

ومن جانبه يرى النائب إليوت إنجل، أحد كبار الديمقراطيين في لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب، أنه بالإضافة إلى استجابة الولايات المتحدة ينبغي تدخل حلفاء الناتو أيضًا.

والجدير بالذكر أن يبدأ محققو الأمم المتحدة اليوم الإثنين، بالتحقيق في واقعة هجوم الغوطة بريف دمشق.

قال موقع "جلوبس" الاقتصادى العبرى إن شركة "نوبل إنرجيا" الإسرائيلية تجرى اتصالات منذ عدة أسابيع مع مسئولين مصريين من أجل تصدير الغاز إلى مصر من بئري (تامار، ليفتان) الإسرائيليتين.

وأشار "جلوبس" إلى أن مجموعة "ديليك" الإسرائيلية بحثت أيضًا في 23 أغسطس الجاري الإمكانات المختلفة لتصدير الغاز الطبيعي عبر أنابيب لمصر والأردن وتركيا والسلطة الفلسطينية.

ولفت الموقع إلى أن الاتصالات بين الجانب الإسرائيلى والمصرى تشارك فيها شركة بريتش جاز البريطانية التي تعمل في مصر وتشغل مصنعين لتسييل الغاز، وهما مصنع إدكو وسيجاس في دمياط اللذان يعملان حاليا بشكل منقطع بسبب نقص الغاز بمصر، موضحًا أن استيراد الغاز الطبيعى من إسرائيل سيساعد على زيادة استثمارات الشركات العالمية داخل مصر.

وأبرز الموقع أن إعلان تصدير الغاز الطبيعى لمصر على وجه الخصوص أثار الدهشة في صناعة الطاقة، وذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد منذ الإطاحة بمرسي، لكن شركة "نوبل إنرجيا" الإسرائيلية وجدت سبل كيفية بيع الغاز في ظل الظروف الراهنة.

تحت عنوان " واشنطن تفقد تأثيرها على مصر" قال موقع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى: إن مصر كانت لسنوات عديدة حليفا لواشنطن في العالم العربى، لكن مع سقوط مبارك وجدت أمريكا نفسها فجأة دون شريك، ودون سياسة واضحة.

وأضاف أن سياسة إدارة أوباما في مصر خيبت آمال الكثيرين الذين توقعوا أن تعمل واشنطن بشكل أكثر إيجابية، مشيرًا إلى أن سياسة أوباما المتخبطة هي نتيجة رغبة واشنطن في تحرير نفسها من تدخلات مختلفة في العالم الإسلامى وتورطها في كل من العراق وأفغانستان.

وتابع الموقع قائلًا: إن واشنطن مجبرة على الخيار بين الجيش المصرى وبين جماعة الإخوان، وكلا الخيارين غير مريح بالنسبة لها، وهى تعلم جيدًا في حال عدم انحيازها لمطالب الشعب المصرى ووقفها للمساعدات العسكرية أن هناك البديل المتمثل في دول الخليج الذي يملأ الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة.

ولفتت إلى التصريحات السابقة للفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع المصرى مع صحيفة "واشنطن بوست" والتي استنكر فيها تخلى الولايات المتحدة عن المصريين، موضحًا أن مصر لن تنسى هذا أبدًا.

وأردف الموقع قائلًا: إن مصر ليست فقط الحليف المقرب للولايات المتحدة، فهى أيضًا شريك في معاهدة السلام مع إسرائيل، أحد الإنجازات التي حققتها الولايات المتحدة في المنطقة، إلا أن مصر تحاول الآن أن تجد طريقها لتتحرك إلى الأمام، دون الرجوع لخطط الولايات المتحدة.
الجريدة الرسمية