رئيس التحرير
عصام كامل

فاينانشال تايمز: أوباما أقحم نفسه في حرب كلامية مع "بشار".. بريطانيا وأمريكا لا تريدان توريط جنودهما في سوريا.. المعارضة السورية غير مستعدة لتولي السلطة.. وردع "الأسد" واجب دولي

الرئيس باراك أوباما
الرئيس باراك أوباما والرئيس بشار الأسد

اهتمت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية بتطور الوضع في سوريا، ورغبة الإدارة الأمريكية في معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد، لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.


وأشارت الصحيفة إلى وجود 3 أسئلة لضرب سوريا، وعلى الولايات المتحدة وحلفائها العثور على إجابات ثلاث مهمة قبل اتخاذ قرار بتوجيه ضربات عسكرية للنظام السوري.

ورأت الصحيفة أن موقف القوى الغربية خلال العامين ونصف الماضية يشبه المترو لكن تغير الموقف بشكل كبير الآن، لاتجاههم لعمل عسكري للرد على الهجوم الكيميائي الذي وقع في شرق دمشق بالمنطقة الريفية الغوطة ويجب على الدول الغربية أن تنظر إلى الإجابات الثلاث.

وكان السؤال الأول: كم من الوقت يجب أن ينتظر الغرب لجمع أدلة حاسمة على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي ضد المدنيين؟ موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في حرب كلامية مع الرئيس السوري، وماطل الأسد في السماح للمراقبين الدوليين بالوصول إلى مواقع التفتيش، وكان ذلك يهدف إلى مسح الأدلة الموجودة على استخدام أسلحة كيميائية.

وهذا الموقف يشبه موقف واشنطن ولندن عندما ارسلا مفتشين دوليين للبحث على أسلحة الدمار الشامل في العراق أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين حيث تعجلت الحكومتان في اتخاذ إجراء عسكري بينما كان وفد التفتيش يطالب بالمزيد من الوقت للعثور على أدلة دامغة وهو الخطأ الذي ينبغي عدم تكراره.

وأوضحت الصحيفة أن السؤال الثاني الذي يجب أن تجيب عنه واشنطن وحلفاؤها هو: ما مدى قدرة أمريكا وحلفائها على القيام بعمل عسكري خارج مظلة الأمم المتحدة؟ لأن بذلك سيصبح الموقف مشابها للغاية لما حدث في العراق وفي صربيا عندما شنت واشنطن وحلفاؤها غارات جوية دون تفويض من الأمم المتحدة عام 1998، زاعمين عدم احتياجهم لتفويض لحماية المدنيين من الجرائم التي ترتكب في حقهم، وينبغي على القوى الغربية ألا تكرر هذه الأخطاء في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن السؤال الثالث: ما طبيعة العمل العسكري وأهدافه التي تخطط لها واشنطن؟ لأن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة أعلنتا أنهما لا يريدان توريط جنودهما في معارك برية مع قوات المعارضة السورية لأنهما ببساطة لا يريان في أي منها قوة قادرة على شغل فراغ السلطة المتوقع حدوثه في حالة سقوط نظام الأسد، وفي الوقت نفسه ترغبان في عمل عسكري يكون رادعا للأسد.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن العمل الذي يجب أن يجرى تجاه سوريا هو غارات مكثفة بالطائرات والصواريخ، على بعض الأهداف الاستراتيجية للجيش السوري، لكيلا يستخدم الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين بشكل أكبر عما استخدمه من قبل.
الجريدة الرسمية