رئيس التحرير
عصام كامل

"دماء المصريين تتفرق بين مبارك والإخوان".. أغسطس شهر حساب من حكموا وتحكّموا في مصر.. "الرئيس الأسبق"يظهر خلف الأسوار.. الظروف الأمنية تحول دون حضور بديع والشاطر جلسة محاكمتهما الأولى

جانب من محاكمة
جانب من محاكمة

دماء.. شهداء.. مصابون.. ثورتان.. محاكمات تعاد وآخرى تبدأ، أزمات حياتية وآمال معلقة في المستقبل، ومخاوف من خفافيش الظلام الأمريكية والإخوانية المدعومة من أطراف دولية لا تخفى كراهيتها الصريحة وحقدها الدفين نحو مصر الكنانة هذا هو الواقع الذي يعيشه المواطن المصري هذه الأيام.

ومن هذا الواقع يبدو مشهد محاكمة القرن وإعادتها ليس غريبا على المصريين، كما أن مشهد استباحة دماء المصريين لم يعد جديدا على القيادات التي بات من الواضح أنها لا تعلم ما هي قيمة دماء الشعب الذي تحكمه وما هو الفرق بين أن تحكم وأن تتحكم في حياة ورقاب البشر.

يبدو أن شهر أغسطس دخل تاريخ المصريين من أوسع أبوابه فأصبح خير شاهد ودليل على محاكمات دماء المصريين ففي 3 من أغسطس عام 2011 عقدت أولى جلسات محاكمة القرن الأولى للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك برفقة وزير داخليته حبيب العادلي بعد أن قتل نظامه أكثر من 800 شهيد و4000 جريح.

واليوم 25 من أغسطس 2013 يتكرر نفس المشهد، ولكن هذه المرة مع نظام جديد أسقطه المصريون سريعا بعد أن لطخ يديه بدمائهم، وقتل المئات أمام مكتب إرشاد جماعته بالمقطم، حيث يشهد اليوم انعقاد أولى جلسات محاكمة قيادات مكتب الإرشاد محمد بديع وخيرت الشاطر ورشاد بيومي بتهمة قتل المتظاهرين في نفس التوقيت الذي يتم فيه استئناف قضية محاكمة القرن واستئناف جلسات محاكمة الرئيس الأسبق في قضية قتل المتظاهرين.

في 25 من يناير 2011 خرج المصريون ثائرون ضد نظام حكم الرئيس الأسبق مبارك رافعين شعارات "عيش حرية عدالة اجتماعية" وعندما استحل رئيسهم دماءهم تحول الشعار إلى "الشعب يريد إسقاط النظام" بعدما دفع أبناء المصريين دماءهم ثمنا للحرية.

وفي مشهد جديد على المصريين أن يحاكموا رئيسهم تم عقد جلسات محاكمة الرئيس الأسبق وسط تشديدات أمنية وتم بثها على شاشات التليفزيون المصري ووسط حضور آباء الشهداء وأقاربهم أطل علينا مبارك خلف الأسوار على فراش المرض مرتديا نظارته السوداء، بعدها استمرت إجراءات المحاكمة حتى أعلن المستشار أحمد رفعت تنحيه عن نظر القضية ليتم بذلك إعادة المحاكمة من جديد وما بين أروقة المحاكم يتم استئناف القضية حتى اليوم لم يبت فيها.

وفى جلسة اليوم وهى السادسة من جلسات إعادة محاكمة مبارك يظهر الرئيس الأسبق صاحب الـ 85 عاما بعد أن أخلي سبيله منذ أيام على متن مروحية أقلته إلى مستشفى عسكري في المعادي في القاهرة، حيث يخضع للإقامة الجبرية.

والمفارقة التي ساقها القدر لكل آت لعله يعتبر أن اليوم هو محاكمة المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع الذي اعتقل فجر الثلاثاء الماضي في شقة في رابعة العدوية في القاهرة حيث اعتصم مؤيدو المعزول لأسابيع، قبل أن تامر النيابة العامة بحسبه 15 يوما بتهمة التحريض على العنف وقتل المتظاهرين، كما تشير الدلائل أن محاكمة مرسي آتية ربما قريبا، وربما بعد حين.

وقد أحيل بديع صاحب الـ 70 عاما ونائبه خيرت الشاطر، والقيادي رشاد البيومي لمحكمة الجنايات بتهمة التحريض على قتل ثمانية متظاهرين سلميين مع سبق الإصرار أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في نهاية يونيو الماضي.

وسيحاكم بديع والشاطر والبيومي وثلاثة أعضاء آخرين بتهمة التحريض على القتل التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، في دار القضاء العالي اليوم. كما ستنظر الجلسة ذاتها في محاكمة 29 شخصا من بينهم 28 مسجونا وآخر هارب بتهمة "استعمال القوة والتهديد في ضاحية المقطم أمام مقر مكتب الإرشاد، لتصبح بذلك هي المحاكمة الأولى لقادة الإخوان المسلمين منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي المنتمي للجماعة مطلع شهر يوليو الماضي.

الفرق بين القضيتين أن محاكمة مبارك كانت على مرأى ومسمع من العالم كله وعبر شاشات التلفاز أما قيادات الجماعة فلم يتم عرض محاكمتهم، بل أيضا لم يحضروا جلسة اليوم نظرا لدواعٍ أمنية، ومحاكمة بديع ونائبيه جاءت بعد أقل من شهرين من عزل محمد مرسي أما محاكمة مبارك جاءت بعد مرور أكثر من 6 أشهر على تنحيه من الحكم ليثبت المصريون للعالم أجمع أنه لم ولن يتهاون في دماء شبابه.
الجريدة الرسمية
عاجل