رئيس التحرير
عصام كامل

"الكونيسة" قنبلة موقوتة.. وكر للمخدرات وتجار السلاح.. قيادي إخواني بها متهم بحريق محافظة الجيزة.. ودعوات العنف ومواجهة الجيش والشرطة على منابرها

مبنى محافظة الجيزة
مبنى محافظة الجيزة المحترق بيد"المتأسلمين"-صورة أرشيفية

"الكونيسة "وان شئت قل عنها "تونس الخضراء" كما يحب اهلها أن يطلقوا عليها، ليس بسبب كثرة الأراضي الزراعية فيها، بل لكثرة تجار المخدرات والسلاح، ولانتمائها الواضح للإخوان في تلك المنطقة، ومن ثم التعاون بينهم على قدم وساق من أجل احراق مصر، منها خرج من أحرق مبنى محافظة الجيزة، ومنها خرجت الامدادات إلى اعتصام النهضة بالطعام والمال والسلاح احيانا للاستمرار في اعتصامهم، ومقاومة السلطات، ومنها خرجت محاولات الاعتداء على قسم الطالبية.


تعد منطقة "الكونيسة" معقل الإخوان، وقبلتهم في حى العمرانية بالكامل، وقنبلة "موقوتة" تنفجر في أي لحظة في وجه السلطة الحاكمة فكل شيء هنا موجود وله المحركون والمحرضون، ولهم شوارعهم التي لا يسير فيها أحد بالليل أو بالنهار، اما عن حظر التجوال فالكونيسة ليست على خريطة القوات المسلحة أو الشرطة.

منطقة "الكونيسة" كما اتضح من الاستقصاء تعيش الآن حالة من الحشد لاحراق مصر في الوقت الذي يحدده من يتحكم في الأمور، ومن يصرف تلك الأموال في سبيل اثارة البلبة، ومعظمهم من شخصيات إخوانية لها اليد العليا في هذا الأمر، "الكونيسة" معقل الإخوان ولهم فيها اليد العليا، ولا أحد آخر له يد سوى الإخوان، ورغم أن المنطقة نفسها لا تمثل خطرا بداخلها فهى عكس المناطق التي تجعل من نفسها هدفا، ولكنها اكتفت أن تكون هي المحرضة والمخرجة لكل اعمال البلطجة في محافظة الجيزة، واتخذوا من اماكن أخرى هروبا وملجأ وربما في وقت من الاوقات ميدانا للمعركة.

"العشاروة " هكذا يطلقون عليها، وهى العائلة التي ينتمى اليها جمال العشرى، نائب دائرة العمرانية في مجلس الشعب المنحل، واحد قيادات حزب الحرية والعدالة في محافظة الجيزة، وكان مرشحا في وقت من الاوقات إلى تولى منصب محافظة الجيزة، وهى عائلة تعيش بأكملها في تلك المنطقة بالإضافة إلى بعض القيادات الاخرى التي تعمل في الخفاء دون أن يعرفها أحد.

بدأت "الكونيسة" منذ عزل الرئيس محمد مرسي بالمساجد التي تحشد، والتي كان اشهرها مسجد العشاروة نفسه الواقع في إحدى ضواحى حى الكونيسة، والذي يعمل ليل نهار على الحشد من أجل عدم التراجع في تأييد الإخوان، وكان مركزا للعمليات في وقت اعتصام النهضة، كما أكد لنا بعض الأهالي فمن هذا المسجد خرج الاكل والشرب إلى اعتصام النهضة، وكان مكانا للتجمع في المسيرات التي كانت تخرج إلى مسجد الاستقامة بالجيزة، وهو احد المساجد التي تديرها الإخوان بجوار مسجدين اخرين مسجد عباد الرحمن الواقع بالقرب من منطقة عرض البحر، و"التوبة" القريب من الكوبرى الدائرى، والثلاثة مساجد من ساهم في انشائها جماعة الإخوان.

أما عن طريقة الحشد في "الكونيسة" فهي تختلف كثيرا عن أي منطقة أخرى، وبينما استخدم الإخوان لغة السلاح في بعض الاماكن ففى الكونيسة يستخدمون لغة المال، والتي زادت بشكل ملحوظ في الايام الماضية، وهذا بدا واضحا من ثراء بعض العاطلين، والبركة في (جمال العشرى) هكذا يقولون دون افصاح، بينما كان من يقوم باعمال الحرق رجال يرتدون الجلباب معلنين أن هذا جهاد.

"عرض البحر" وهى منطقة تبعد عن حى الكونيسة كثيرا، ولا يدخل اليها أحد إلا اهلها نظرا لأن كل من يسكنها هم تجار مخدرات وبطلجة، وتعد مأوى لكل الهاربين بالإضافة إلى طبيعتها الزراعية ووجود الترع في طريقها الأمر الذي يجعل الاختباء بها سهلا خاصة انها لا تعد منفذا إلى أي طريق بل هي آخر منطقة في حى الكونيسة، وهى المنطقة التي يستعد فيها الحشد لعدد من الاعمال التخريبية في البلد.

"عرض البحر" لم تتسلح حتى الآن بـ"الدشم" أو الحواجز، وانما تتسلح بالأسلحة فهى مخزن الأسلحة التي يستخدمها جمال العشرى من أجل حشد الإخوان، والخروج في الوقت المناسب، ومن يساعده في هذا الأمر أحد اقاربه الذي يملك ارضا كبيرة في تلك البقعة، وعددا من البيوت بالإضافة إلى معرفته الوطيدة بعدد من البلطجية هناك، والدخول لتلك المنطقة يتطلب شيئا واحد أن تكون منهم، اما غير ذلك فمن الممكن أن تموت ولا أحد ينظر اليك.

أهالي "الكونيسة" كما تبين بالاستقصاء ينقمسون فيما بينهم بين مؤيدين أو منتفعين وبين بعض الاشخاص البسيطة، وهم يرون تلك الأمور بشكل طبيعى، فقد اصبح مألوفا لديهم وهم على دراية كافية بما يحدث ومن المسئول عن تلك الأمور.

المسيحيون في الكونيسة هم الملف الغامض فالبرغم من أن تلك المنطقة لا يسكنها اقباط الا باعداد قد تكون نادرا نظرا لغلبة الطبع الإخوانى عليها، فقد اختاروا حى المنيب سكنا لهم، ولم يتبق إلا بعض البيوت التى اختارت من مساكن الطريق الدائرى منفذا لهم، فكما أكد بعض الأهالي انهم خرجوا قبل 30 يونيو بأسبوع خشية أي اعمال عنف، ولم يعودوا حتى الآن.

اما بالنسبة للمعارضين، فهم لا يتواجدون في "الكونيسة" وهى خالية من اي مقر لاي حزب سياسي والمقر الوحيد المتواجد هو بيت جمال العشرى الذي يعتبر مقر الإخوان المسلمين هناك.

الحظر هناك لا يطبق في ظل انعدام امنى واضح اما اللجان الشعبية فهى تنقسم إلى نوعين اما بعض البلطجية المتواجدين بالقرب من الكوبرى الدائرى، وهم يمارسون فعل السرقة بالإكراه يوميا اما القسم الآخر هم الإخوان المتمثلون في اللجان الشعبية التي لا تقف سوى بالقرب من بيت جمال العشرى وبيوت بعض الإخوان الآخرين مثل (عبد الحميد محمد) الذي يظهر اسمه كمحرك أيضا للأحدث وغير ذلك لا يوجد أحد.
الجريدة الرسمية