رئيس التحرير
عصام كامل

محاكمة هارب من معركة الإرهاب


مصر تخوض معركة ضارية ضد الإرهاب، لإنقاذ شعبنا والعالم كله من الخطر الداهم الذي يهدد الحضارة الإنسانية، ولكل مصرى دوره في هذه المعركة، بداية من قواتنا المسلحة والشرطة المدنية وانتهاءً إلى كل مواطن شريف، وتحملت الحكومة مسئوليتها وكلفت القوات التي تتصدى للأعمال الإرهابية باتخاذ الإجراءات المناسبة لنجاح مهمتها، وتحملت عنهم مسئولية مخاطبة العالم الخارجى وتقديم الحقائق إلى شعوب العالم، وتم تعيين نائب لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية للقيام بهذا الدور، وهو الدكتور محمد مصطفى البرادعى الذي عمل بوزارة الخارجية المصرية ثم أصبح عضوا في الوفد الدائم لمصر بالأمم المتحدة وانتقل إلى العمل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وحصل على أكبر جائزة دولية ــ وهي جائزة نوبل للسلام بوصفه المدير العام لهذه الوكالة.


وبعودته إلى مصر، لقي التكريم اللائق وتم الإنعام عليه بأعلى وسام مصرى ــ وهو قلادة النيل عظيمة القدر ــ والتي تمنح لرؤساء الدول، وتحرك البرادعى ليرد شيئا مما يدين به لمصر التي ولد ونشأ وتعلم فيها، وقاد حملة توعية للشباب وتحدث معهم عن حقنا في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وكان عنصرا مهما في تفجير ثورة الخامس والعشرين من يناير، ما جعله مؤهلا لتحمل مسئولية العمل الموكول إليه باعتباره دبلوماسيا قديما وشخصية عالمية معروفة وله خبرات متعددة في التفاوض والتعامل مع الهيئات الدولية والحكومات الأجنبية.

وأصبح مكلفا بنقل تطورات حرب بلاده ضد الإرهاب إلى العالم بصورة تحقق مصالح مصر وتكسب التأييد العالمى لها، وبدلا من أن يكون ممثلا لمصر لدى الجهات العالمية تحول إلى مندوب للعالم الخارجى لدى مصر، ولم يعد معنا بل أصبح علينا وترك موقعه القيادى وهرب من المعركة وتخلى عن واجبه في أصعب الظروف، مرددا ما يدعيه علينا الارهابيون ومن وراءهم.

ووجب بذلك إجراء محاكمة شعبية له بواسطة الشباب الذين رفعوه يوما على أعناقهم واستقبلوه استقبال الأبطال في مطار القاهرة، فخانهم وتخلى عن معركتهم، وهرب من الميدان يوم كان شعب مصر يخوض معركة ضارية ضد الإرهاب والإرهابيين في القاهرة والجيزة، وقدم استقالة ردد فيها ادعاءات من هم علينا، فكان منهم، وهي سابقة فريدة في تاريخ الحروب فلم يعرف العالم أحدا من القيادات يفعل هذه الفعلة في مثل هذا الوقت العصيب.

ولن نترك الحكم عليه للتاريخ، فقد آن لشباب مصر أن يصدروا عليه الحكم الآن وقبل تنتهى المعركة وهو ما اصطلح عليه المحاربون الذين يعرفون متى وكيف تكون محاكم الميدان التي يمثل أمامها الهاربون..
الجريدة الرسمية