رئيس التحرير
عصام كامل

فى الفرق .. بين الثورة والهيصة!


كثيرون يعتقدون أن خروج الناس وتجمعهم وتظاهرهم ثورة.. هكذا مرة واحدة.. وليست هوجة أو انتفاضة أو تحرك شعبي كما أسماها السابقون في دقة شديدة.. وفي حين تراهم هم أنفسهم يعتبرون أن تحركا للجيش الوطني للبلاد انقلابا عسكريا حتي لو غير الأوضاع السياسية والاجتماعية للبلاد رأسا علي عقب.. وفكك طبقات وجاء بأخري.. وأطاح بطموحات ومكاسب سياسيين متنفذين في الحياة العامة للبلاد.. ووسع من دائرة المشاركة في القرار السياسي بوسائل وأدوات أخري جديدة!!


من الذي أوصل البعض إلي هذه الدرجة من الجهل؟ ومن الذي أفهمهم أن مجرد وجود رجال الجيش فالأمر يعد انقلابا مهما أثمر من تغيير لمصلحة الطبقات العريضة وتظاهر الجماهير ثورة حتي - حتي - لو جاء بكوارث كبري؟ ومن الذي عبث في عقول الناس وزور لهم تاريخهم؟ من قال لهم - مثلا - إن الإخوان كانوا ضحايا لكل العصور والحكام وهم ليسوا إلا ضحايا لأفكارهم وقادتهم ولإجرامهم ولسلوكهم؟ ومن قال لهم - مثلا - إن محمد نجيب الذي ضحك عليه الإخوان ودفعوا الثمن جميعا كان بريئا مظلوما..ومن قال لهم إنهم أذلوه وبهدلوه وقد رأوا وشاهدوا أن في زمن الشرعية الثورية - الثورية - ذهب الرئيس الذي خلعوه - ولم يكن قد فعل شيئا لشعب مصر- إلي قصر زينب هانم الوكيل - هكذا كان لقبها - ومعه مساعدا وطباخا وسكرتيرا شخصيا ..وفي عصر كان الإعدام هو الإجراء المعروف عند كل ثورات الدنيا مع مخالفيها والمنقلبين عليها.. في حين في زمن الشرعية الدستورية ذهب من خلعناه إلي سجن طرة !!

لماذا لا يفكر الكثيرون ويعملون عقولهم دون السماح لآخرين بحشوها لهم ؟
التاريخ المصري -يا سادة - في حاجة إلي تطهيره.. من عبث الهوي السياسي.. والهوي السياسي ..لعبة الإخوان المفضلة!
والثورة ..أي ثورة - يا سادة -..تقاس بنتائجها الإيجابية لمصلحة الوطن وأهله..وهذا هو معيارها الوحيد!
الجريدة الرسمية