رئيس التحرير
عصام كامل

لا رجوع للوراء.. يا ولاد مصر


الحديث الجاري الآن من بعض الأطراف حول عدم تغير الأشياء لمدة 3 سنوات في مصر، وأن الوضع الحالي هو نفس الوضع قبل بداية رحلة التغيير في 2010، هو منتهي الاستخفاف والكذب والتلاعب بحقيقة الوضع الحالي، فيختذلون الوضع في ثلاث جمل "إن مبارك خارج السجون والإخوان عادوا إليها والآن البرادعي بالخارج كما كان سابقا!


والحقيقة، أن ذلك حق يراد به باطل فمبارك خرج من السجون بعد محاكمة استمرت لمدة 27 شهرا، ليخرج من قضية ليحاكم في أخري وحتي الآن مازال رهن محاكمات لم تنته بعد ولكن طبقا للقانون فقد استنفد مدد الحكم الاحتياطي حيث سجن لعامين واستزادوا 3 أشهر أخري بناءً علي قيام "النائب العام الإخواني طلعت عبدالله بمخالفته للقانون وقرار عدم إخلاء سبيله.

وبالنسبة لعودة الإخوان للسجون مثلما كانوا في عصر مبارك، فلك أن تتصفح ماذا فعل الإخوان في آخر خمسين يوما منذ عزل "مرسي" وانهيارهم وخروجهم كالمجانين يطيحون بالشعب من قتل علي الهوية أو حرق بيوت لأقباط أو قنص مصريين بالرصاص أو اقتحام مراكز الشرطة وذبح من فيها بالإضافة لتهديداتهم المتوالية والمتتالية لكل المصريين خلال تلك الفترة بالوعيد والحرق والتدمير.

ففي عصر مبارك، لم يكن الإخوان لينطقوا بكلمة من تلك ولكن كانوا يسجنون في أوقات انتخابات أو خلافه تنفيذا لاتفاق ما مسبق .. ولكن الآن إن لم يسجنوا ويعاقبوا علي جرائهم فهذا هتك لدولة القانون التي قامت الثورة أساسا لترسيخها وحاكمت رئيس الدولة علي ذلك، وفي النهاية الكلمة للقضاء الذي حكم علي مبارك بالمؤبد وإذا بالإخوان يستأنفون رغبة في الإعدام له والآن هو بصدد البراءة وهم بصدد عشماوي .

ونأتي للبرادعي، رجل التغيير من وجهة نظري الذي بدأ حياته السياسية الفعلية كمعارض لنظام مبارك، طارحا نفسه ومشروعه "التغيير" كسبيل لتخرج الدولة من مرحلة الدولة الديكتاتورية التي عفا عليها الزمن وأصبح محال استمرارها واجتمع الشباب حوله لثقتهم به ولتصديقهم لمشروعه وانخرط الشباب في السياسة تارة في ثورة يناير أو بالموجة الثانية لثورة يونيو وخلال تلك الفترة أنشئت الأحزاب وتحدث الجميع بالسياسة محاولين الفهم أو باحثين عن مصلحة الوطن ولو كان مشهد خروجه من الساحة السياسية هو الأسوأ علي الإطلاق ولكن أحدا لا يستطيع محو دوره التاريخي في قيادته لتلك المرحلة بفكره وليس بسلطته.

ونبتعد عن تلك الأمور الثلاثة من خروج مبارك وسجن الإخوان وسفر البرادعي ونسأل هل حقا لم نستفد خلال تلك الفترة منذ 25 يناير 2011 حتي يومنا هذا "هل لم نستفد خلال تلك الفترة من هدم دستور مبارك والذي كنا نندب ونبكي فقط من أجل تغيير مادة واحدة ونطالبه بأن ينعم علينا بتعديلها لتسمح لغيره بالترشح ؟

هل لم نستفد من انغماس المجمتع كله في محاولات فهم للأمور السياسية والمواد الدستورية، وأصبحت مواد الدستور تناقش في المواصلات والقهاوي وأماكن العمل والجامعات ونتج عن ذلك إلمام الكثير بالمعاني الدستورية والقوانين وإن فهمت خطأ حينها ولكنها بداية للطريق الصحيح ؟

هل لم نستفد من تجرأ الشعب المصري خلال ثلاث سنوات علي التظاهر من أجل المطالبة بحقوقه سواء كانت الفئوية أو الوطنية أو مطالب الحريات ؟

هل لم نستفد من كسر الدولة الأمنية وتأديب من طغي في يناير وإعادة التصالح معها في يونيو علي أساس اتفاق علي الاحترام المتبادل والحب والوطنية ؟

هل لم نستفد من رؤية جموع الشعب المصري كله يوم 30 يونيو أثناء نزولهم لإنقاذ الدولة من براثن الدولة الفاشية وإعلان أن مصر لكل المصريين وأن الوطن خط أحمر ؟
لا رجوع للوراء، لا رجوع للوراء "كان الهدف ومازال دولة ديمقراطية مدنية. 
ibra_reda Twitter

الجريدة الرسمية