ناجح إبراهيم
إمعانا في الزهد.. اعتذر ناجح إبراهيم أمس عن قبول عضوية المجلس القومي الحقوقي الشهير.. صاحب الصيت الكبير.. لينجح في اختبار النفس الأمارة بالسوء وينتصر علي شهوات المال والنفوذ.. ليخبر الجميع أنه عند وعده مع ربه.. وأن انتقاده للإخوان لا يصح أن يتحول إلي مكاسب من أي نوع، حتي لو كان مجلسا يتردد أن مكافآته الشهرية بلغت في عهد الإخوان عدة عشرات من الألوف شهريا !
سيقول المتشددون من الناس، كيف تمتدح إرهابيا سابقا؟ ونقول: ولمن خلق الله التوبة إذن إن لم تكن للأوابين التوابين الذين يعودون إلي الحق متي عرفوه؟ أخطأ ناجح إبراهيم وأجرم في حق وطنه ونفر منه.. لا ننكر ذلك ولا ينكره.. إلا أنه نال جزاءه وغيبه السجن عمرا طويلا خلف أسواره.. وهناك راجع الرجل ما فعل.. وتوقف وتبين.. فكان من الناجين من نار الأفكار الضالة المضلة.. وأصدر قبل سنوات مع رفيق جماعته وسجنه ومراجعاته وزهده كرم زهدي كتب "المراجعات" لأفكار الجماعات الإرهابية مبينا الرأي الشرعي في كل أفكارها.. ويومها كتبنا في الأسبوع ما معناه أنه صادق فيما يقول.. فمن يكذب يسوق الأسباب السياسية وليست المبررات الشرعية..
ناجح إبراهيم وفيما نري.. بات عنوانا للاستنارة والتسامح.. وهو أحد المجاهدين الكبار في سبيل إبراز الوجه الحقيقي لدين الله الحنيف.. ولن تري منه الآن أبدا سبا لمن يختلف معهم أو قدحا فيمن يختلفون معه.. إنما تراه ناصحا أمينا لهم داعيا إياهم إلي ما يراه طريق الرشاد..
الخلاصة: معيار بسيط نفرز به الصادقين من المدعين.. يكفي نجاحهم في الاختبار تلو الاختبار لتكتشف معدنهم الحقيقي، وكذلك نكشف غيرهم من الفاشلين فيه.. والله وحده سبحانه من يعرف ما في نياتنا وما تخفي الصدور.. ولا نملك إلا التحية لرجل يختتم ما تبقي من حياته - أطال الله عمره - بغير السبيل الذي بدأها به!