الجيش المصرى والوحدة العربية
- لم أجد مع جرائم الإخوان والقاعدة فى مصر وتواطؤ أمريكا والغرب الأوروبى إلا استمساكا شعبيا بجيش مصر وقيادته، بعد أن بات وحيدا عربيا فى مواجهة مخطط الشرق الأوسط الكبير واستدعاء الفاشية الدينية من قبل دول تدعى الديمقراطية ولا تتعامل مع حقوقنا وحرياتنا إلا ببراجماتية تضمن لها مصالحها، فى مناخ غير مستقر بمنطقتنا وسوق حر مفتوح ومتسع لتجارة السلاح المخزن والمصنع من قبل شركاتها متعددة وعابرة الجنسيات.
- فارق كبير بين جماعة تخرب وتقتل وترهب شعبا وتهدم معالم حضارته، وشعب عربى ينتمى إلى حدوده ولغته ودينه وعقيدته كالشعب العربى، ممثلاً فى بلدان السعودية والإمارات والبحرين والأردن، وبين الدور المشرف للدبلوماسية السعودية الذى غير كثيرا من مواقف بلدان مبتزة قبل اجتماع سفرائها فى بروكسل أمس الأول، وبين أسرع الردود الإماراتية الصادرة عن حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى بتكريم شهداء رفح وإعادة بناء منارة علم بهندسة القاهرة ودعم تشغيل مصانع متوقفة وتطوير عشوائيات تسهم فى ظهور بؤر إجرامية بالجيزة، نقف كشعب عربى مصرى أمام تساؤل تاريخى طرحه الراحل جمال عبد الناصر: أليس فيكم رجل عاقل يفكر فى وحدة وطن وهدف ورؤية ومستقبل فى مواجهة عالم متغير متقلب متحول متفق ضد حقوقنا ومصالحنا؟
- المسيرات السلمية لجماعة إرهابية بوزن الإخوان، أكذوبة كبرى أشهد بنفسى عليها مع جيرانى الذين استهدفتهم عشوائيا رصاصات الجماعة خلال مسيرة بعين شمس تقدمها بلطجية بالخرطوش وتذيلها حملة الأسلحة الآلية خلف مجموعة من النساء الفقيرات جرى جلبهن من قبل جمعيات التسول التى تتحكم فى أرزاقهن. المشهد لا يحتمل معى وجيرانى إلا مطالبة الشرطة والجيش بالتعامل بكل حزم وقوة وردع مع حملة السلاح، فسقوط طفل ميتا أمامى وإصابة 11 بريئا مصابين قبل هروب المسيرة إلى أحد المساجد الإخوانية لاستعراض القوة أمام الناس، قبل الوصول إلى ميدان المطرية واقتحام محال تجارية وإصابة أصحابها واصطناع مشاهد قناصة فوق مبان مقابلة للميدان بغرض إيهام الناس أنهم مستهدفون أمنيا أو من قبل بلطجية. السلاح لا يقابله إلا السلاح حتى سقوطه.
-لماذا تبقى الحكومة حتى الآن على مجلس قومى لحقوق الإنسان يضم أشكالا إخوانية كالدماطى وغيره، وعلى مجلس أعلى للصحافة يضم السائر فى فلك الجماعة وجليس باكينام فى الحوارات "المقندلة" ومن على شاكلته، ولماذا لم يجر تغيير سفير واحد اختاره الرئيس المطرود المتهم بالعمالة محمد مرسى، ولماذا لم تحظ الجمعيات الممارسة للسياسة والدين معاً بقدر من الاهتمام من وزير التضامن، كما لا تلتفت حكومة إلى خطورة الإبقاء على أحزاب دينية مسلحة أبرزها حزب الإخوان؟ لماذا تتأخر العدالة كما تتأخر الإسعاف عن إنقاذ المريض وتتلكأ الشرطة فى إنقاذ الضحية؟
-لا أراهن كثيرا على موقف روسى – صينى داعم لحقوق وحريات المصريين أمام المحافل الدولية، فانخراط هذه البلدان فى نظام سياسي – اقتصادى عالمى واحد ، وليس لديها تصور بديل للتعامل مع غير أقطاب هذا النظام، أمريكا والقطب الأوروبى، فالسلع الصينية تغرق أسواقا هنا وهناك، والأزمات الروسية لا تحتمل إلا أن يراجع بوتين سيدا أمريكيا قبل الرد على طلب سعودى شراء صفقة أسلحة لحساب الجيش المصرى وشرطته تتحمل المملكة تكلفتها. رهانى مصرى – عربى على ثبات الجيش والشعب والشرطة داخليا وتفوق الوحدة العربية إقليميا مجددا فى مواجهة الأحلاف والمشروعات والمخططات الغربية.
-لا أتمنى العودة مجددا إلى حالة "قراءة الفاتحة" على شهداء جدد لجيشنا وشعبنا وشرطتنا، بعد استشهاد 25 جنديا قبل يومين برصاص الإرهاب الإخوانى، ولا أنتظر إلا إعداما لقتلتهم أرباب الجماعة، ولا أريد لشرطة وطنى مشاهد تمثيل بجثث ضباطها أو استخفاف بعقول مشاهديها على قناة الجاسوسية القطرية التى تزيف الصورة وتقلبها إلى أداة ضد الضحية، أتمنى عودة العقل المصرى على المستويين النظامى والشعبى، كفاية جهل.