رئيس التحرير
عصام كامل

فضائل الصحابة ومناقب آل البيت.. سعد بن معاذ، شيَّعه 70 ألف ملك

سعد بن معاذ، شيَّعه
سعد بن معاذ، شيَّعه 70 ألفا من الملائكة، فيتو

أحد زعماء الأنصار.. صحابي جليل، أسلم صغيرا، أيده الله في حكمه، واهتزَّ له عرشُ الرحمن عند موته.
كان سعد بن معاذ، رضي الله عنه، سيدًا للأوس في يثرب قبل الهجرة النبوية.
أسلم على يد مصعب بن عمير، رضي الله عنه، سفير رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى يثرب ليعلم أهلها دينهم، فأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل كلهم؛ بعد هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم.
شهد سعد بن معاذ مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، مواقع بدر وأحد والخندق التي أصيب فيها إصابة بليغة ولما حاصر الرسول، صلى الله عليه وسلم، بني قريظة قبلوا بالاستسلام على أن يُحكَّمْ فيهم سعد، فحُمل إليهم وهو جريح، فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين.
بعد ذلك اليوم، انتقض جرح سعد، ولم يلبث إلا قليلا ومات.

رغم صغر سنه، كان سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، سيدًا لقبيلة الأوس قبل هجرة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، إليها.

بعد إسلامه

ولما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم قالوا: "سيدنا فضلًا، وأيمننا نقيبة"، قال: "فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله"، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا.
وصارت داره مقرًا لمُصعب بن عمير وأسعد بن زرارة يدعوان أهل يثرب فيها إلى الإسلام.
وقد تولى سعد بن معاذ، رضي الله عنه، ومعه أسيد بن حضير، تحطيم أصنام بني عبد الأشهل.

وبعد أن أضاءت المدينة المنورة بتشريف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لها، آخى النبي بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وقيل بينه وبين سعد بن أبي وقاص.
وفي بدر، وحين استشار سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، أصحابه قبل المعركة، قال سعد: "قد آمنا بك وصدَّقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبرٌ عند الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله".
وحمل راية الأوس يوم بدر.. كما شهد سعد أيضًا مع يوم أحد، وثَبَتَ مع الرسول، عليه الصلاة والسلام، في القتال لما ولّى المسلمون عنه.

في يوم الخندق

وفي يوم الخندق، رُمي سعد بسهم قطع منه الأكحل (وريدٌ في وسط الذِّراع)، وكان الذي رماه رجل من قريش اسمه "حيان بن قيس بن العرفة"، فقال سعد: "اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه. اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة".

بعد الخندق، دعا الرسول، صلى الله عليه وسلم، أصحابه إلى قتال بني قريظة لنقضهم عهدهم مع المسلمين، وتحالفهم مع قريش في غزوة الخندق.
حاصر المسلمون حصون بني قريظة 25 يومًا حتى أرسلوا يطلبون السلم، ويرتضون حكم سعد بن معاذ فيهم، وكان حليفهم في الجاهلية، فأرسل الرسول إلى سعد، فجيء به محمولًا على حمار، وهو مُتعَب من جرحه، فقال له: "أشِرْ عليَّ في هؤلاء"، فقال سعد: "لو وليت أمرهم، لقتلت مقاتلهم، وسبيت ذراريهم"، فقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لقد أشرت عليّ فيهم بالذي أمرني اللهُ به".

وفاته

عاد سعد، محمولا، للمدينة إلى القُبَّة التي ضربها عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المسجد النبوي ليعوده من قريب، وكوى له ذراعه، ثم عاد الرسول وأبو بكر وعمر وقت وفاة سعد، فوجدوا يد سعد انفجرت بالدم، فقام إليه الرسول وعانقه، حتى مات.

بكى أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما، وحزن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأخذ بلحْيته.
وحُمل فدُفن بالبقيع، وشهد الرسول دفنه، وكان الذين أنزلوه في قبره ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حضير وأبو نائلة سلكان بن سلامة بن وقش وسلمة بن سلامة بن وقش.
كانت وفاة سعد بن معاذ سنة 5 هـ، بعد موقعة الخندق بشهر.

كان سعد بن معاذ رجلًا أبيض، طويلًا، جميلًا، حسن الوجه، واسع العينين، حسن اللحية.
قال الحسن البصري: "كان سعد بادنًا، فلما حملوه، وجدوا له خفة. فقال رجال من المنافقين: والله إن كان لبادنا، وما حملنا أخف منه فبلغ ذلك رسول الله، فقال: إن له حملة غيركم والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد واهتز له العرش".

نجاته من ضغطة القبر

وروت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: "إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيًا منها لنجا منها سعد بن معاذ".
وروى سعد بن أبي وقاص عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: "لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفًا ما وطئوا الأرض قبل، وبحق أعطاه الله تعالى ذلك".


وقد أهدى أكيدر بن عبد الملك الرسول، صلى الله عليه وسلم، يومًا ثوبًا من ديباج مطرّز بخيوط من ذهب، فجعل الصحابة يتعجبون من لينه وحسنه، فقال: "مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا".

وقالت عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها: "كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر".

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية