علي جمعة: سيدنا محمد قبل البعثة كان إنسانا كاملا وبعدها أصبح إنسانا ربانيًّا

تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج "نور الدين والدنيا"، عن أخلاق ومعاملات سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الدكتور علي جمعة: نعيشُ مع سيدنا، صلى الله عليه وآله وسلم، من جانب آخر مأخوذٌ من سُنته وسيرته العطرة التي تملأ الدنيا بهجة وفرحة.
رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ترك لنا المثال الأتمَّ لكل أحد، المثال للتاجر والعالم والقاضي والطبيب، للزوج والأب والأخ ولواصل الرحم.
ترك لنا كل من في هذه الحياة الدنيا سيجد في سيرته، صلى الله عليه وسلم، مثالا لما أقامه الله فيه.
"إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"
رعى الغنم.. قاتل في سبيل الله.. سيدنا الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: "إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، ولما وصفه ربه في القرآن، قال: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم".
عندما وردت لنا السُنَّة، عددنا الأحاديث الواردة وجدناها 60 ألف حديث، هي التي رويت عن سيد الخلق، تصف كل لحظة من لحظات حياته، وتنقل كل كلمة قالها.. ستون ألف حديث منهما نحو 2000 حديث فقط في كل الأحكام الشرعية.. في الفقه، والعبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، وفي القضاء، والعلاقات الدولية.. 2000 حديث، جمعهم الإمام ابنحجر في كتاب أسماه "بلوغ المرام من أدلة الأحكام".. وبقية الـ60 ألف حديث.. 2000 على 60 ألف، يعني 3% فقط، طيب والـ97% في الأخلاق المرتبطة بالعقيدة: "والله لا يؤمن"، هنا دخل الإيمان.. "من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم"، أو يقول صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن من لم يأمن جارُهُ بوائقه" (المصايب بتاعته).. "ولا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه" (هايدخله في الميراث).. "من غشنا فليس منا".. أمرنا أن نضيف الضيف، وأن نرحم الصغير، وأن نوقر الكبير.. كلها أخلاق، والـ2000 حديث، يعني 3% فقط في الأحكام كلها: في الصلاة والصيام والزكاة والحج والقضاء والشهادة والميراث والزواج والطلاق.. في كل الأحكام.
"إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، صلى الله عليه وآله وسلم.
الإنسان الكامل
عندما نقرأ السيرة النبوية نجد أمامنا إنسانا كاملا.. هذا الإنسان الكامل بعد البعثة أصبح إنسانا ربانيا.. قبل البعثة كان إنسانا كاملا.. أخلاق، وهدوء، وجمال إيه.. قول اللي تقوله.. "وكيف يدرك في الدنيا حقيقته... قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُمِ".. قل ما شئت ستجده الإنسان الكامل.
بعد البعثة أصبح إنسانا ربانيا
بعد البعثة بقى إنسان رباني.. بعد الإسراء بقى نور: "يهدي الله لنوره من يشاء"، كان مشايخنا لما تيجي الآية دي، يسمعوها من القارئ، يقولوا: صلى الله عليه وسلم"، كأن كلمة "نوره" هنا هي النبي، صلى الله عليه وسلم، جعله الله نورا للعباد يهتدون به.
فرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شأنه عظيم وأخلاقه عظيمة.
كان، صلى الله عليه وسلم، يضحك حتى تظهر نواجذه الشريفة (ضرس العقل.. آخر ضرس في الفك).. معنى كدة إنه كان بيقهقه، لأن هناك فرق بين التبسم وبين خروج الصوت.
وكان أغلب ضحكه تبسما.. وكان بيهزر مع الأولاد، مع الصحابة، مع الزوجات، وهكذا...
وكان يحب هذا.. كان عنده واحد اسمه "نُعيمان" كان يعرف يقول "نكت"، ودمه خفيف، فكان يُضحك النبي، صلى الله عليه وسلم.
حكايات "نعيمان" مع رسول الله
"نُعيْمان" كان ينسى نفسه ويشرب الخمر، فلما نزل تحريم الخمر تحريما باتا: "إنما الخمر والميسر.........."، نعيمان مش قادر يبطل خمر، لو شرب يروح لسيدنا تاني يوم، ويقول له: وقعت في الخطيئة، شربت امبارح الخمر.. الخمر لها حد 40 عصاية.. فيقول للمتكفل بهذا: خده واضربه 40 عصاية.. وبعدين يمتنع شهرين تلاتة، ونفسه تغلبه: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".. فيروح يشرب الخمر تاني، ويروح تاني يوم الصبح معيَّط لسيدنا، صلى الله عليه وسلم، ويقول: يا رسول الله، أنا وقعت في الخطيئة، فيقيم عليه الحد.. مرة والتانية والتالتة والرابعة والخامسة والسادسة، سيدنا عمر زهق، وقال: يا رسول الله؛ اتركني أقتل هذا المنافق.. ده مش راضي يبطل.. قال: "لا، إنه يحب الله ورسوله".. المعصية بنتوب منها، لكن تروح تقتل واحد وهو بيحب الله ورسوله؟!!!... أمال جه يقول أنا عملت وسويت، وهو عارف إنه هاينضرب، ليه؟!! لأنه مؤمن بالله ورسوله، وزعلان، بس نفسه غلبته.
ولذلك كان سيدنا نعيمان يعمل شوية مقالب في سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، فالنبي يضحك.
فمرة كان يروح للبقال، ويقول له: عايزين جبنة وحلاوة وتمر، لرسول الله.. فالبقال يفهم أن رسول الله طلب الطلبات دي، يديها لنعيمان.. الحساب 5 أو 6 دراهم، ويروح للرسول، صلى الله عليه وسلم، بالحاجة، ويقول له: يا رسول الله؛ هذا الشيء من عند البقال، فيفهم النبي، صلى الله عليه وسلم، إنه هدية.. ياكل هو والصحابة، وبعدين يفاجأ إن البقال جاي، وبيقول له: الحساب 5 دراهم، فيقول: هو انت مش باعتهم هدية؟! يقول له: لا، ده نعيمان قال لي هذا لرسول الله.. ونعيمان يقف خلف السارية ويضحك، فالنبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ينظر إليه ويضحك.. ويعطي للرجل الـ5 دراهم، علشان المقلب بتاع نعيمان.
كان لطيف المعشر
فسيدنا الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، كان لطيف المعشر.. جميل الأخلاق، كان بهيجا يحب البهجة، ويحب الفرح.
مرة كانوا في يوم عيد، والنبي، صلى الله عليه وسلم، سهران طول الليل، وصلى بالناس العيد، فدخل ونام وغطى وجهه الشريف.
جايين الناس يعيدوا على السيدة عائشة، عيدوا معاها وفرحوا، وغنوا، ويقولوا غنا.. وسيدنا، صلى الله عليه وسلم، بيريح شوية.. فدخل أحد الصحابة، أبو بكر أو عمر، فقال لهم: انتم بتعملوا زيطة، وسيدنا نايم؟!! مش عاجبه الوضع. فالنبي، صلى الله عليه وسلم، كشف عن وجهه، وقال: "دعهم يا عمر فإنه يوم عيد".. خلليهم يتفسحوا شوية.
وهكذا كانت حياته، صلى الله عليه وآله وسلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا