رئيس التحرير
عصام كامل

وزير تعاون الإمارات يعرض 7 مشروعات استثمارية لدعم مصر.. إنشاء وتجهيز 10 وحدات صحية في القرى والمناطق النائية.. توفير لقاحات وأمصال تغطي 80% من احتياجات البلاد.. بناء صوامع جديدة لتخزين القمح

الدكتور حازم الببلاوى-
الدكتور حازم الببلاوى- رئيس مجلس الوزراء

انتهى الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، من اجتماعه اليوم الثلاثاء، مع وفد دولة الإمارات العربية الشقيقة برئاسة سلطان الجابرى، حضر الاجتماع نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولى، ومحافظ البنك المركزى، ووزراء النقل، والصناعة والتجارة، والاستثمار، والتخطيط، والمالية، والصحة، وأمين عام مجلس الوزراء.


وفى بداية الاجتماع أكد سلطان الجابرى، وزير دولة الإمارات، أن هذه الزيارة تأتى بتكليف من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل بحث مجالات التعاون والمساعدة التي يمكن للدولة العربية الشقيقة أن تقدمها إلى مصر في هذه الظروف المهمة.

وقال الجابري: "نحن - كدولة الإمارات حكومة وشعبًا - نقف معكم جنبًا إلى جنب، بالطريقة والأسلوب الذي ترونه مناسبًا".. وأضاف المسئول الإماراتى أن بلاده تسعى لتقديم كل أشكال الدعم الممكن ليس فقط من خلال حزمة المساعدات والقروض لدعم الاحتياطي النقدى، وإنما أيضًا من خلال برامج تنموية في الأجلين المتوسط والطويل، بهدف تطوير وإعادة هيكلة العديد من قطاعات الاقتصاد القومى، وأهمها قطاع الطاقة، وقطاع الغزل والنسيج، والحديد والصلب، حتى تصبح تلك القطاعات قادرة على مواجهة كل التحديات بكفاءة وفعالية.

من جانبــه أشـاد د. حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، بموقف دولة الإمارات العربية الشقيقة الداعم مصر، وهو موقف لا يختلف عن المواقف التاريخية المشهودة لدولة الإمارات في عهد المغفور له سمو الشيخ زايد آل نهيان، مؤكدًا أن الشعب المصرى يُقدّر للإمارات هذا الموقف النبيل والمشرف.

وخلال الاجتماع تم استعراض المشروعات التي يمكن للإمارات المساهمة فيها، سواء المشروعات العاجلة التي تحقق فائدة سريعة للمواطن المصرى، أو المشروعات التي تحتاج مدى زمنيًا أطول للتنفيذ، وذلك لعرضها على الجانب الإمارتى لدراستها، والتي منها على سبيل المثال، إنشاء وتجهيز 10 وحدات صحية في القرى والمناطق النائية، تقدم الرعاية الصحية لما يزيد على 200 ألف مواطن، ودعم الشركة القابضة للمصل واللقاح لتأهيل عدد 2 خط إنتاج أمصال ولقاحات، لتوفير 65 مليون جرعة لقاحات وأمصال تغطى80% من احتياجات البلاد، بدلًا من الإنتاج الحالى الذي يغطى 15% فقط من الاحتياجات.

فضلًا عن أن تأهيل خطى الإنتاج سوف يسهم في توفير 100% من حاجة البلاد من الأنسولين اللازم لمرضى السكر، والمساهمة في مشروع بناء الصوامع اللازمة لتخزين القمح، من خلال توفير التمويل اللازم لبناء صوامع جديدة هذا العام، وهو ما سوف يساعد على استيعاب الإنتاج المحلى من القمح، ومن ثم التقليل من كمية القمح المستورد.

وأضاف أن من ضمن المشروعات، المساهمة في إتمام مشروع توصيل الغاز الطبيعى لعدد 800 ألف وحدة سكنية، من أجل التخفيف من عبء دعم البوتاجاز، والمساهمة في مشروع بناء مليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل على مدى عدة سنوات، وترفيق المناطق الصناعية من أجل زيادة النشاط الصناعى في تلك المناطق، وفتح المجال أمام إنشاء مصانع جديدة توفر فرص العمل، والمساهمة في إنشاء تجمعات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تستوعب أصحاب الحرف والورش، وتوفر المجال للتوسع في إقامة مشروعات صغيرة للشباب. 

وقدم وزير النقل ورقة تتضمن دراسة حول مشروعات إعادة تأهيل ورفع كفاءة منظومة النقل في الجمهورية، سواء النقل العام أو السكك الحديدية، وهي مشروع إنشاء نفق السكة الحديد والسيارات جنوب بورسعيد والذي سيمر أسفل قناة السويس ليربط بين وادي النيل وشبه جزيرة سيناء، ومشروع توسيع المجرى الملاحى وتعميق ميناءى السويس وبورسعيد، والذي سوف يسمح بدخول الناقلات العملاقة التي لا تسمح المداخل الحالية بمرورها، وهو ما سوف يضاعف من دخل قناة السويس، وينشط حركة التجارة. 

كما عرض وزيرا التخطيط والاستثمار المشروعات التي قاربت على الانتهاء والتي تحتاج إلى تمويل عاجل حتى تدخل الخدمة، كما سيجرى في الفترة القادمة افتتاح مستشفى الشيخ زايد، من جهة أخرى عرض الجانب الإماراتى قيام الإمارات بتأهيل عدد من القرى المحرومة من الكهرباء، عن طريق إنارة بيوت تلك القرى بالطاقة الشمسية، وهو المشروع الرائد الذي نفذته شركة "مصدر" الإماراتية في العديد من الدول العربية والإسلامية بكفاءة كبيرة. 

وختم الاجتماع بتأكيد أنه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد المصرى في الفترة الراهنة، فإنه يمتلك القدرة على التعافى سريعًا والانطلاق لتحقيق مستويات نمو مناسبة، عن طريق استعادة الثقة تدريجيًا في السوق والاقتصاد.. وقد بدأت بعض ملامح تلك الثقة بعد ثورة 30 يونيو، حيث زادت الودائع الدولارية من الأفراد، كما نجح البنك المركزى رغم كل الصعوبات في القضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة. 

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإماراتى الشيخ محمد بن زايد قد التقىب رئيس الوزراء في 5 أغسطس الجارى، حيث تم خلال الاجتماع استعراض مشروعات التنمية بين الجانبين، كما تم الاتفاق على قيام وفد إماراتى بزيارة مصر لمناقشة التفاصيل الفنية لجوانب المساعدات المختلفة، وهو ما تم بالفعل بزيارة سلطان الجابرى والوفد المرافق له.
الجريدة الرسمية