رئيس التحرير
عصام كامل

ميزانيات الحرب تتضخم على حساب مكافحة السل، هل يمهد الغرب لكارثة صحية عالمية جديدة؟

مرض السل، فيتو
مرض السل، فيتو

 أدى تصاعد التوترات السياسية وتزايد النزاعات، إلى تقليص التمويل الدولي لمكافحة الأمراض المعدية مثل السل الذي أصبح رهينة الحسابات السياسية المدمرة للدول الكبرى، مما يفتح الباب أمام كارثة صحية عالمية.

ويناسب اليوم الذكرى التي تحيي فيها  منظمة الصحة العالمية من كل عام، اليوم العالمي لمرض السل للتوعية بالمرض وخطورته وأهم أعراضه وطرق الوقاية منه. 

وترصد «فيتو» كل إشكاليات الأزمة، وكيف أصبحت السياسة الغربية حاليًا أداة في تخلف القوى الكبرى عن دورها في حماية البشر، وقد تتسبب في أزمة أخطر بكثير من كورونا، إذا استمرت في السير على هذا النهج التدميري.

 

السل: القاتل الصامت في حياة البشر

 يعتبر السل واحدًا من أقدم الأمراض المعدية التي عرفها الإنسان، حيث عثر على أدلة تشير إلى وجوده في بقايا بشرية تعود إلى أكثر من 9000 عام.

وعرفت جميع الحضارات تقريبًا هذا المرض، بدءًا من قدماء المصريين، حيث وجدت آثار له في المومياوات، مرورًا بالإغريق والرومان الذين أطلقوا عليه اسم «الهزال»، وصولًا إلى العصور الوسطى حيث كان يعرف باسم «الطاعون الأبيض» بسبب نحول أجساد المصابين.

وكان السل في القرون الماضية بمثابة حكم بالإعدام البطيء، حيث تفشى المرض في المدن المزدحمة وسجون أوروبا خلال الثورة الصناعية، كما انتشرت العدوى بسبب سوء التهوية وسوء التغذية، وفي القرن التاسع عشر، تسبب السل في ربع الوفيات في أوروبا، وحصد أرواح شخصيات بارزة مثل فريدريك شوبان وفرانز كافكا وجورج أورويل.

جهود مكافحة السل عبر الزمن

عام 1882 اكتشف العالم الألماني روبرت كوخ البكتيريا المسببة للسل، مما شكل نقطة تحول في فهم المرض، وفي القرن العشرين، بدأ تطوير لقاح BCG عام 1921، والذي ساهم في الحد من إصابة الأطفال، ومع ظهور المضادات الحيوية مثل الستربتومايسين عام 1944، حدثت ثورة في العلاج، وساهم ذلك في تقليل الوفيات بشكل كبير.

وفي التسعينات أطلقت منظمة الصحة العالمية استراتيجيات متعددة لمكافحة السل، أبرزها برنامج DOTS ـ العلاج قصير الأمد تحت الإشراف المباشر ـ مما أدى إلى خفض الحالات عالميًا. 

ومع بداية القرن الحادي والعشرين، أصبحت جهود القضاء على المرض جزءًا من أهداف التنمية المستدامة، حيث كان الهدف خفض نسبة الوفيات بنسبة 90% بحلول 2030.

لكن رغم النجاحات الكبيرة، لا يزال المرض ملايين الأشخاص سنويًا، ويتسبب في وفاة مئات الآلاف خاصة مع ظهور سلالات مقاومة للأدوية تجعل العلاج أكثر صعوبة، إضافة إلى ذلك، فإن تراجع التمويل العالمي لمكافحة المرض ـ كما يحدث حاليًا ـ يهدد بعودته للانتشار على نطاق أوسع، والتسبب في انتكاسة صحية عالمية.

كيف تؤثر الأزمات السياسية على مكافحة السل؟

ساهمت الأزمات العالمية مثل الحرب في أوكرانيا، والتوترات بين الصين والولايات المتحدة، والصراعات بالشرق الأوسط،  في تحويل أولويات الدول الكبرى نحو قضايا الأمن على حساب الاستثمارات الصحية، وبينما تنفق المليارات على التسلح والنزاعات، تقلص في المقابل ميزانيات الوقاية والعلاج من الأمراض التي تهدد ملايين الأرواح سنويًا، إذ بات تمويل مكافحة الأمراض المعدية في خطر، وهذا الانخفاض في الدعم سيؤثر على برامج التطعيم، والأبحاث الدوائية وعلاج المرضى، مما يخلق بيئة خصبة لعودة المرض بقوة.

مصر والمنطقة العربية، هل نعيش في مأمن من خطورة السل؟

نجحت مصر في تقليل نسب الإصابة بالسل إلى حد بعيد، إلا أن المرض لم يستأصل بالكامل، لكن المشكلة تبدو أكثر وضوحًا في الدول العربية ذات الموارد المحدودة، التي ستجد نفسها أمام تحدٍ جديد في مواجهة المرض.

وهناك بعض الدول، مثل اليمن والسودان، تعاني بالأساس من ارتفاع معدلات الإصابة بالسل، نتيجة تدهور الأوضاع الصحية بسبب النزاعات والفقر، ومع تراجع التمويل الدولي، قد يصبح احتواء المرض أكثر صعوبة، مما يزيد من احتمالات انتشاره في الدول المجاورة.

لهذه الأسباب تحذر المنظمات المعنية من أن أي تراجع في تمويل مكافحة السل، حتى لا يؤدي إلى كارثة صحية عالمية، تتجاوز الدول الفقيرة وتمتد إلى المجتمعات المتقدمة، وفي ظل غياب التزامات قوية من الحكومات والمؤسسات الدولية، قد يجد العالم نفسه أمام سيناريو مشابه لما حدث مع جائحة كورونا، لكن هذه المرة بمرض أقدم وأشد مراوغة.

ويطالب الخبراء بضرورة الحفاظ على الالتزامات المالية لدعم العلاجات والأبحاث، وإيجاد حلول مستدامة لتمويل هذه الجهود دون الاعتماد الكلي على المساعدات الدولية، لأن تجاهل هذا الخطر قد يؤدي إلى دفع البشرية بأكملها ثمن أكبر من الجميع في المستقبل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية