بعد تحرير القصر الجمهوري، لماذا يؤجل البرهان الكشف عن الدول المتورطة فى تسليح الدعم السريع

تمكن الجيش السوداني بعد معارك طاحنة مع مليشيات الدعم السريع، من استرداد السيطرة على القصر الجمهوري فى العاصمة "الخرطوم" الأمر الذي يعنى تحولا كبيرا فى المعارك الدائرة بين الطرفين.
البرهان يتعهد بكشف الدول المتورطة فى تزويد الدعم السريع بالسلاح
وفى سياق تعليقه على السيطرة القصر الجمهوري، قال رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم الجمعة: إن الجيش يتقدم بخطى ثابتة نحو النصر، مؤكدا أن المعركة لن تتوقف، وأن الجيش سيواصل القتال.
كما لفت البرهان، إلى أن الجيش السوداني يستمد روحه القتالية في هذه المعركة من دعم الشعب له، على حسب تعبيره، وقال "لن نتراجع ولن نتأخر، وسنأخذ للشعب حقه من الذين نهبوه وقتلوه".
وأشار رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى أن التمرد يملك أسلحة لا يمكن لمليشيا أن تحصل عليها وهناك من يزودهم بالسلاح، وقال "في المستقبل سنكشف عن الدول والأطراف التي تزود المتمردين بالسلاح النوعي".
أيضا أكدت الخارجية السودانية أن استعادة القصر الجمهوري تعد "آخر إسفين في نعش المؤامرة الخارجية على سيادة السودان.
الكشف عن مشاركة مرتزقة من كولومبيا وأوكرانيا
ومع زيادة منسوب تصريحات المسئولين فى السودان، عن المؤامرة الخارجية والدول المتورطة فيها بدو تسميته، أثارت التصريحات الرسمية لبعض المسؤولين الأوكرانيين، خلال الأشهر القليلة الماضية، مقابل الصمت الحكومي السوداني استياء المهتمين بالشأن السوداني، خاصة بعد تصاعد وتكرار التصريحات الرسمية من كييف والتي تؤكد تورط قوات بلادهم فى دعم ميليشيا "الدعم السريع" والقتال إلى جانبها في السودان ضد قوات الجيش السوداني.
ومع تزايد المعلومات والتقارير المدعومة بالوثائق، حول مشاركة مرتزقة أوكران وأفارقة ومن كولومبيا بالقتال إلى جانب قوات "الدعم السريع" ضد الجيش السوداني، وازدياد التساؤلات حول هذا الموضوع، خرج أحد المسؤولين في وزارة الخارجية السودانية، بتصريحات أدلى بها لصحيفة "السوداني" المحلية، شرح فيها خلفيات الأزمة.
دبلوماسي سوداني يتحدث عن دور المرتزقة فى الصراع
وقال مسؤول بإدارة البعثات في وزارة الخارجية السودانية للصحيفة، أن الصمت الحكومي السوداني على اعتراف المسؤولين الأوكران بمشاركة مرتزقة أوكران في الصراع الدائر في البلاد يعود لوجود علاقات وتفاهمات اقتصادية بين كييف والخرطوم.
وأشار المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن "السودان لديه مشكلات اقتصادية خاصة فيما يتعلق بتأمين المواد الغذائية الأولية، والدولة غير قادرة على اتخاذ قرار في هذا الموضوع، لأنه فيه ضغط من قبل بعض الشركات المعنية على الدولة".
وتابع المسؤول في إدارة البعثات في وزارة الخارجية السودانية، "بأن هذا الموضوع يهم المواطن السوداني، والتعاون يجري بين شركات في القطاع الخاص وأوكرانيا، والشركات هذه تتمتع بنفوذ ولا يهمها سياسة السودان، ويتعاملون مع العدو من أجل مصلحتهم فقط".
وأضاف، أن: "الخارجية السودانية هي جهة اعتبارية تنفذ سياسة الدولة وحتى الآن الجهات السيادية لم تصدر بيانًا حول أوكرانيا بسبب وجود ضغوط من الناحية الاقتصادية"، معبرًا عن تمنيه بوجود شركات تدخل في المنافسة وتفك الاحتكار عن الشركات الموجودة.
الشركات المحتكرة تدعم "الدعم السريع" ولديها ارتباطات بواشنطن
وحول الشركات التي تفرض قرارها على الدولة السودانية وتضغط اقتصاديًا، قال المسؤول بأن "هذا الموضوع شائك، وهناك أطراف لديها علاقات مع الأمريكان مثل شركات شخص يدعى "أسامة داوود".
وبحسب مزاعمه فإن "أسامة داوود مقرب من جدًا عبدلله حمدوك، كما أن هناك معلومات حول وجود شراكة في أعمال استثمارية وتجارية بين الطرفين. ويمتلك معاملات تجارية مع أوكرانيا".
مضيفًا بأن "الدولة حاولت إعادة الشركات لحكومة السودان لكن تعرضت لضغوطات خارجية أفريقية وأوربية وأمريكية وحتى آسيوية من دول كثيرة، في الأزمة الآن هي أزمة قانون الاستثمار".

وتوقع، بأن الصمت الحكومي السوداني لن يستمر طويلا، وأن الجيش السوداني يقترب خطوة تلو الأخرى من النصر، وهو بموقع قوة، لذلك لا يمكن الرضوخ لفساد بعض الأشخاص، ولابتزاز قوى غربية ودول إقليمية داعمة لميلشيا "الدعم السريع"، معتبر أن البدائل والحلول دائمًا موجودة. إلى جانب ذلك، فإن التحركات العسكرية الميدانية الحالية تتجه لصالح الجيش السوداني وتضعه في موقف قوة، ويستطيع أن يتخلص من ابتزاز القوة السياسية الداخلية والخارجية الداعمة للمتمردين كما يمكنه اجراء عملية لمكافحة الفساد المستشري بمؤسسات الدولة بحكم حالة الصراع التي تعيشها البلاد.
مشيرا، إلى أنه بهدف تعويض السلع وغيرها من الاحتيجات الشعبية، فمن الممكن التوجه للأسواق الشرقية كبديل متوفر كما فعلت كثير من الدول سابقًا، ضاربا المثال بروسيا والصين وغيرها الذي اعتبرها بدائل ممتازة لاستيراد المواد الغذائية الأساسية وكل المستلزمات التي يحتاجها السودان، فأوكرانيا ليست وحدها في العالم من يستطيع تأمين هذه المواد، إنما هي مجرد عملية فساد داخلي وحسابات سياسية لبعض الدول المتدخلة بالصراع الحالي في البلاد ولابد من التخلص منها.
مذكرا فى هذا السياق، بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال لقائه مؤخرا مع وزير الخارجية السوداني، حول جاهزية موسكو لمساعدة الخرطوم في تطوير قاعدة الموارد المعدنية، معتبرًا إياها أحد المجالات ذات الأولوية، بالإضافة لاستعداد بلاده لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية.
اعترف مرتزقة بالمشاركة فى القتال بالسودان
بشار إلى أن الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، مكسيم صبح، كان قد قال فى تصريحات نشرتها صحيفة "العربي الجديد" القطرية، في فبراير الماضي، بأن "بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع. ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين.
مضيفًا: بأن "أوكرانيا لا تعتبر في الوقت الحالي أي طرف من الأطراف المتحاربة في السودان كيانًا شرعيًا"، "كما أنها تدعم تشكيل حكومة مدنية مستقلة غير مرتبطة بأي جماعات شبه عسكرية".
معربًا عن استعداد بلاده لأن تصبح موردًا بديلًا للأسلحة للبلدان الراغبة في الدفاع عن سيادتها، خاصة ضد روسيا. وقال: " لدينا بعض النجاحات الأمنية في أفريقيا.
أيضا كان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، كتب على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" مطلع يناير الماضي، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون العون لقوات "الدعم السريع" بدعوة شخصية من محمد حمدان دقلو حميدتي، وبحسب ما كتب "يفلاش" فإن: "كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكريًا في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديدًا مع قوات الدعم السريع"
وكانت وسائل الإعلام الأوكرانية وعلى رأسها صحيفة "كييف بوست" منذ مطلع الـ2024، قد نشرت تقارير تؤكد التواجد العسكري الأوكراني في السودان. وصرح رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف حينها، بأن قواته تقاتل في السودان، مضيفًا أن "أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا