رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

دموع عازفة الكمان أميمة الملا

علاقتي بحفلات الموسيقى العربية قديمة.. عمرها يصل لحوالي أربعين عاما، وأحرص على حضورها بمسارحها الثلاثة.. معهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس، ومسرح الجمهورية بعابدين، والمسرح الكبير بالجزيرة..

وبين جدران هذه المسارح تطرد العملة الجيدة مثيلتها الرديئة، ويفرض الفن الأصيل نفسه بقوة لينتصر على فلول التلوث السمعي الذي انتشر كالنار في الهشيم بين الأوساط الغنائية!

فنون الأوبرا الراقية تمنحني مذاقا خاصا يحلق في أرجاء الكون الفسيح لتشبع رغبات قلبي بالحب والرومانسية، وتروي فؤادي ووجداني بالسعادة والحنين لسنوات عمري الأولى التي شهدت توهج رغباتي العفوية للاستمتاع بكل ما هو جميل، خاصة تعلق أذني بأغاني عمالقة الطرب أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وفايزة ونجاة وقنديل وعادل مأمون.. 

 

على خشبة مسارح الأوبرا يصطف العازفون المهرة في أشكال هندسية متوازية بديعة، يصيغون أروع الألحان بالتزام وخشوع مهيب وكأنهم يؤدون صلواتهم في اتجاه محراب الفن وكعبة الجمال، ومن ينكر أن العمل عبادة؟!


وألمح دائما الترتيب الدقيق للعازفين، فالمتخصصون في الآلات الإيقاعية كالطبل والرق والدف يحتلون أقصى اليمين، وخلفهم الأدوات النحاسية والبيانو (حسب متطلبات كل أغنية)، وفي المنتصف عازف الناي والتشيلو والقانون، أما عازفو الكمان فيصطفون أمام الرواد المشاهدين على اليسار دائما، وكما رأيتهم في جميع الحفلات طوال السنوات الماضية معظمهم رجال، باستثناء سيدة جميلة الوجه تعزف على الكمان وتتوسط زملائها الرجال..

تتعامل هذه العازفة بحرفية مبهرة مع أحن الآلات الموسيقية (الكمان) فتضفي على الموسيقى الكلاسيكية الصادرة همسا دافئا بصوت هذه الآلة الحزين؛ فأنا بإحساسي الفني الشخصي أسمع صوت الكمان أكثر حزنا من الناي وأنعم منه!

وأرى هذه الفنانة الرقيقة (السيدة أميمة الملا) تمرر أوتار كمانها بقوسها لأعلى ولأسفل فتعكس مشاعرها الإنسانية الدافئة على أرجاء موقعها فتبهر جمهورها بهذا الأداء النبيل..

تعرفت على أميمة الملا يوم الجمعة الماضية فقط رغم أنني أشاهدها من سنين بعد أن تابعتها على مقطع فيديو متداول على نطاق واسع ظهرت خلاله وهي تبكي بحرارة خلال عزفها لأغنية.. ست الحبايب يا حبيبة، في حفل كبير أقيم خارج الحدود، ولاقى هذا الفيديو تفاعلا كبيرا بين المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي.. 

حاولت فيه أميمة الملا أن تحبس دموعها لكنها غلبتها وانسابت على وجنتيها الجميلتين، بعد أن تذكرت والدتها الراحلة، وأدى هذا الانفعال العفوي إلى دخولها دائرة الشهرة من وجهة نظري، بعد أن كان الناس يعرفونها بالملامح فقط دون الاسم، وتعاطف الجمهور معها خاصة بعد إصرارها وعزمها على مواصلة عزفها في حالة وجدانية صعبة، لكنها نجحت في استمرار عزف لحنها الحزين بكل اقتدار.. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية