تقسيم سوريا إلى 4 دويلات، صراعات داخلية ومخططات خارجية تواجه إدارة أحمد الشرع

دخلت الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، فى تجاذبات داخلية وإقليمية، وبعد أيام من أحداث الساحل السوري الدامية، شهدته ليلة الأحد اشتباكات مسلحة على الحدود السورية اللبنانية.
الاشتباكات المسلحة على الحدود السورية اللبنانية
الاشتباكات المسلحة مع الجارة العربية تطورت إلى قصف الجيش السوري لمنطقة القصر اللبنانية، وهو ما رد عليه الجيش اللبناني، معززًا انتشاره في المنطقة الحدودية.
ونتيجة القصف، قُتل طفل لبناني في الحادية عشرة من عمره ونزحت عائلات من الجانب اللبناني للحدود إلى الداخل.
وبدأ التوتر وفق وسائل إعلام محلية إثر دخول ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية قرب بلدة القصر اللبنانية، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب"، دون أن يوضح المصدر سبب دخولهم إلى لبنان.
من جهته أكد الجيش اللبناني ذلك، وقال إن اشتباكًا أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من الجنسية السورية، اثنان منهم قُتلا وأُصيب ثالث بجروح خطيرة، وذلك إثر حادث وقع في محيط منطقة القصر- الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية. ونُقل الجريح إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، إلا أنه سرعان ما فارق الحياة متأثرًا بجروحه.
مخطط أمريكى إسرائيلي لتهجير سكان غزة إلى سوريا
واليوم كشفت قناة " سي بي إس" الأمريكية، عن مخطط أمريكى إسرائيلى، لتوطين الفلسطينيين من قطاع غزة في سوريا، بعد رفض مصر والأردن قبول خطة ترامب للاستيلاء على القطاع وتهجير سكانه.
واستبق الكشف عن المخطط تقارير حول رؤية خطيرة وضعها الاحتلال الإسرائيلي، تهدف لقسيم سوريا إلى 4 كيانات، واحد للعلويين بمنطقة الساحل، وآخر للدروز في السويداء، وثالث لقسد شمال وشرق سوريا، ورابع لحكومة دمشق.
وتعيش سوريا أوضاع صعبة متناثرة جغرافيًا ما بين شرق البلاد وغربها وجنوبها، ضربت صميم الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وتفاوتت في تداعياتها، وأبرزت حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه السلطات الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، ألقت الضوء على ضرورة تقليص التحديات التي تواجهها على الصعيد الخارجي، وتأمين علاقات ثنائية تعاونية مع دول كبرى فاعلة فى الملف السوري ودول عربية تمتلك خبرات بناء المؤسسات الوطنية لمجابه المخاطر الداخلية المحدقة.
ولازالت تداعيات الساحل السوري وقراه بعد أحداث العنف الدامية أواخر الأسبوع الماضي. والتى درات رحاها في إطار حملة أمنية نفذتها قوات الأمن العام والقوات المتحالفة معها، بينها عناصر أجنبية من دول آسيا الوسطى، ضد النظام السابق –فلول الأسد- بعد مهاجمتها مواقع الأمن العام في تلك المدن، ونتج عنها مقتل مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أحداث الساحل السوري تكشف هشاشة الأوضاع داخليا
فيما أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن عائلات بأكملها بما في ذلك نساء وأطفال، قُتلت خلال أعمال العنف الأخيرة في المنطقة الساحلية السورية ضد العلويين.
وأشارت إلى أن العديد من الحالات كانت إعدامات ميدانية نفذت على أساس طائفي، حيث سقط أكثر من 1200 مدني معظمهم من العلويين.
صحيح أن الإدارة السورية الجديدة تدارك الموقف ولو بشكل متأخر، عبر إيقاف العملية الأمنية وإعلان الرئيس أحمد الشرع، تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري، والكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى وقوع تلك الأحداث، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها.
ووفق التقارير التى واكبت الحدث، ساهمت القوات الروسية العاملة في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، في توفير ملاذ آمن للآلاف من العائلات الذين فروا من أعمال العنف، وذلك حرصًا من الحكومة الروسية على الحفاظ على أرواح المدنيين وفق تصريحات صادرة من موسكو، بهدف مساندة للحكومة السورية الجديدة في مجابهة المخاطر والتداعيات الإنسانية الضخمة التي تسبب بها نظام الأسد، وأجزاء من القوات النظامية الجديدة التى أشعلت الأحداث.
ومع اتضاح حقيقة الأحداث وتسرب مقاطع مصورة ترصد الانتهاكات، أدركت إدارة أحمد الشرع خطورة ما يحدث، وأن من ضمن أهدافه ضرب ثقة المواطنين في وعود السلطة بحمايتهم، وربما تؤدي لاستنساخ الأحداث في مناطق أخرى مما يؤثر على شرعية الحكومة وقدرتها على توفير الأمن، كما يوحي بأن البلاد تعيش في فوضى وأن الدولة ضعيفة مما يغري الطامحين للحكم الذاتي أو الراغبين في الانفصال بكيانات صغيرة تتمركز فيها أقليات عرقية ودينية.
رفض الأكراد والدروز الإعلان الدستوري
وفى ظل تصاعد التوترات الداخلية والتجاذبات، لم تكد تنتهي الأحداث في الساحل السوري، أعلن مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" رفضه الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية الذي أقره أحمد الشرع، ووصف المجلس الإعلان الدستوري بـ "غير الشرعي"، موضحة أنه لا يتوافق مع اتفاق الرئيس السوري مع مظلوم عبدي قائد قسد، مرجعة رفضها إلى النص على أن الشريعة الإسلامية مصدر أساسي للتشريع يأخذ البلاد نحو الفوضى، وفق قولها.
في الجنوب السوري أيضا، صرح شيخ زعيم طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري،بأن "حكومة دمشق متطرفة، وأنه لا وفاق ولا توافق معها"، وتزامن حديثه مع دخول وفد من 50 شخصا من رجال الدين الدروز من السويداء إلى الجليل شمال فلسطين المحتلة لزيارة قبر النبي شعيب بواسطة حافلات برعاية جيش الاحتلال، في حدث هو الأول من نوعه.
جميع هذه التحديات الداخلية والخارجية الضخمة تثبت صعوبة السيطرة والتوفيق على بلاد متنوعة عرقيًا ودينينا، خصوصًا بعد سنوات طوال من الحرب والدمار والإرهاب، في وقت يري مراقبون أن العنف الطائفي الذي شهده الساحل السوري لا يجوز أن تلام به سلطات دمشق الجديدة وحدها ولكنه ياتى خلف ستار أجندات وأطماع الدولية تغذي الصراع بدون تحكيم لغة المنطق والعقل.
بلا شك أن قوات الجيش السوري والأمن المشكلة حديثًا، وتحوي جزء من المتطوعين يضم مقاتلين من آسيا الوسطى ومتشددين، يغيب عنها منظومة قيادية وإدارية تمتمع بخبرات عسكرية وطنية تضمن سير عملهم بشكل كامل وتتحقق من ماضيهم أو من غاياتهم، وهذا ملف تعمل الإدارة الجديدة على معالجته حسب المعلن على لسان بعض القادة الجدد، ولكن إلى حين تحقق ذلك، سوف تستمر الانتهاكات وخروج البعض عن السيطرة وبالتالي تزداد معه مخاوف الأقليات الدينية والعرقية الأخرى تجاه سلطات دمشق، وهذا ما يعبر عنه "الدروز" في الجنوب و"الكرد" بالشرق.
الاستعانة بخبرات عربية ودولية لبناء مؤسسات أمنية سورية وطنية
ووفق المتابعون للملف السوري وتطوراته منذ فرار الأسد وتمكن الشرع من السيطرة على المشهد السياسي، بات هناك ضرورة ملحة لاستكمال شكل الدولة الوطنية من خلال الاستعانة بشركاء خارجيين للمساهمة في إعادة بناء دولة القانون والسيطرة على مجريات الاحداث في سوريا، موضحين أنه لابد من طلب الدعم الفنى من الدول العربية الكبيرة صاحبة التاريخ فى بناء الموسسات الوطنية للمساهمة فى هيكلة الأجهزة الأمنية بطريقة احترافية، كما أنه من الممكن التعويل على الخبرة الروسية السياسية والأمنية فى الملف، بعدما تبين أن والتعويل على أوروبا والغرب لن يأتي بنتائج إيجابية وهذا ما ظهر جليا مع غض الطرف الغربي عن التجاوزات والانتهاكات الضخمة للاحتلال في الجنوب السوري.
ومن بين الأفكار التى وضعها المراقبون للأزمة السورية، إمكانية تكرار تجربة الاستعانة بالشرطة العسكرية الروسية، عبر تسيير دوريات أمنية مشتركة، على غرار ما حدث فى أدلب سابقا، ويري أصحاب الفكرة أن من شأنها تشكيل رادعًا للمنفلتين بالمؤسسات الأمنية داخليا، ومواجهة للمخططات الإسرائيلية التي تغذى تأجيج ملف الأقليات بهدف تفتيت الدولة إلى دويلات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا