إيران وإستراتيجية الفوضى في الساحل السورى، إعادة إنتاج للصراع أم نزعة انتقامية لدى النظام؟

مع سقوط نظام بشار الأسد، بدا المشهد السوري مفتوحا على احتمالات معقدة، لكن أحد الأمور التي بقيت ثابتة هو الدور الإيراني في الأزمة. منذ اندلاع الثورة السورية، تبنت طهران خطابا متشددا، مصورة المعركة على أنها "حرب وجودية" لحلفائها، وعلى رأسهم النظام السوري.
استغلال الخوف والطائفية كأداة سياسية
بعد انهيار الأسد، وجد النظام الإيراني نفسه في مأزق استراتيجي غير مسبوق، فلطالما كانت دمشق حجر الأساس في مشروع طهران الإقليمي، وها هي اليوم تفقد السيطرة على الأرض التي كانت تعتبرها بوابة نفوذها نحو البحر الأبيض المتوسط.
ويري خبراء، أن خطاب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، عقب سقوط الأسد مجرد رثاء لحليف قديم، بل كان بمثابة خريطة طريق لاستراتيجية طهران الجديدة. تحدث خامنئي عن "الشباب السوري الذي لا يملك شيئا ليخسره"، مشيرا إلى أن "المجموعة الشريفة والقوية" يجب أن تتدخل لهزيمة من وصفهم بـ"الثوار السوريين". كان هذا الخطاب موجها في جوهره إلى العلويين، مستخدما الخوف كأداة تعبئة، ومروجا لرواية الإبادة الجماعية الوشيكة.

لقد أدركت طهران أن إشعال النزاعات الطائفية يمكن أن يكون وسيلة ناجعة لضمان بقاء تأثيرها، حتى بعد رحيل الأسد. لذلك، دعمت تشكيل ميليشيات محلية جديدة تحت عناوين "المقاومة الإسلامية في سوريا" و"المقاومة الشعبية"، لكن هذه المجموعات لم تكن تهدف إلى قتال "العدو الخارجي"، بل كانت موجهة بشكل أساسي لضرب الاستقرار الداخلي وخلق صراعات جديدة في مرحلة ما بعد الأسد.
إيران والحرب بالوكالة الجديدة
مع تصاعد الاشتباكات في الساحل السوري، وخصوصا في مدينة جبلة، تتحرك خيوط اللعبة الجديدة. فسوريا الرسمية تتهم طهران بزعزعة الاستقرار في المنطقة، فى المقابل هناك من يحذر من نزعة انتقامية لدي النظام الجديد الذي يقوده أحمد الشرع، لتصفية الحسابات مع الطائفة العلوية بدون ضوابط قانونية واستغلال حالة الفوضى للذبح على الهوية.
وعلق الدكتور سامح راشد، الباحث في الشأن الإيراني، على التطورات الأخيرة في سوريا، مشيرًا إلى أن إيران لن تقبل بسهولة بتقليص نفوذها هناك، ولن تصمت عن محاولات إخراجها من المشهد السياسي والعسكري، سواء في سوريا أو في لبنان.
وقال راشد: "الميليشيات الإيرانية المنتشرة على الأراضي السورية لم تنتهِ بشكل كامل، ولم تتبخر بين ليلة وضحاها، بل لا تزال موجودة وإن كانت متوارية في الوقت الحالي. لذلك، لا يمكن استبعاد احتمالية أن يكون لها دور فيما يجري حاليًا، رغم عدم وجود معلومات مؤكدة تثبت ذلك بشكل قاطع."
وأوضح أن ما يحدث ليس محاولة من إيران لإعادة تشكيل وجودها في المنطقة بقدر ما هو سعي للحفاظ على نفوذها الذي كان قائمًا أو استعادته جزئيًا بعد التراجع الذي شهدته خلال الفترة الماضية.
وأضاف: "عملية إعادة صياغة الوضع في سوريا تتم بجهود الولايات المتحدة والسلطة الجديدة هناك، بينما إيران تسعى فقط إلى تثبيت موطئ قدمها أو استعادة بعض من نفوذها السابق، حتى لا تفقد أوراقها الاستراتيجية في المنطقة."
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المشهد السوري لا يزال معقدًا ومفتوحًا على عدة احتمالات، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في إطار صراع النفوذ بين القوى الكبرى والفاعلين المحليين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا