من غزة إلى أوكرانيا،  كيف يغير الصراع ملامح الشهر الكريم ؟

رمضان شهر العبادة والتقوى، هو وقت يتجلى فيه التلاحم الاجتماعي، التقاليد، والطاعات ولكنه في مناطق النزاع والحروب، يأخذ شكلًا آخر، تتغير فيه الطقوس اليومية ويكتسب معانٍ جديدة، وفي هذا التقرير تستعرض «فيتو» كيف تغيّرت طقوس الشهر الكريم في ظل الأزمات المتتالية، من الصراع في غزة، السودان، أوكرانيا، وغيرها من المناطق المتأثرة بالحروب.

 رمضان في غزة، صيام بين الظلام والصمود

في غزة حيث لا تنتهي الحروب والمواجهات، أصبح رمضان ليس فقط شهر العبادة، بل أيضًا صراعًا من أجل البقاء، ومع انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، يعاني سكان القطاع من تحديات كبيرة في تأدية عباداتهم، وتتأثر صلاة التراويح، حيث يضطر البعض إلى الصلاة في العراء تحت ضوء الفوانيس البدائية. 

أما مائدة الإفطار، فغالبًا ما تكون مكونة من وجبات بسيطة، في ظل الحصار المطبق وصعوبة توفير المواد الغذائية ورغم الظروف الصعبة، يتمسك الناس بروحانية الشهر الكريم، ويحرصون على إشاعة الأمل بين أفراد أسرهم والمجتمع.

رمضان في السودان، إفطار على أصوات طلقات الرصاص 

في السودان، ومع تصاعد الأزمة السياسية والحروب الداخلية، بات شهر رمضان يشهد حالة من التوتر الاجتماعي، وفي بعض الأحيان، تتناثر مشاهد الشوارع المهدمة وتختلط رائحة البخور من المآذن مع أصوات طلقات الرصاص، وقد يختلف نمط الحياة من مدينة لأخرى، فالبعض يعكف على العبادة لتجاوز الواقع المرير، بينما آخرون يستكملون الصراع المرير، ما يخلق حالة من التضارب بين العبادات والنضال من أجل الحرية.

رمضان في أوكرانيا، تحديات الحرب المستمرة مع الدب الروسي 

وفي أوكرانيا، حيث الحرب تقصف المدن وتُدمّر الأرواح، يواجه المسلمون تحديات غير مسبوقة فالمناطق المتأثرة بالنزاع لا تقتصر على معركة الجيوش، بل تشمل أيضًا معركة الحصول على الطعام والماء خلال ساعات الصيام. 

ومع ذلك يحاول المسلمون الحفاظ على الطقوس التقليدية، رغم أن النزاع قد يعيقهم من أداء صلاة التراويح في المساجد المدمرة، لكن الإصرار على عبادة الله يبقى ثابتًا، ويزداد تأثرًا بالقيم الروحية التي يتمسك بها الجميع، بما في ذلك تسهيل تقديم المعونات الغذائية لأبناء المجتمع.

 تأثير الحروب على التقاليد الرمضانية

بجانب الطقوس الدينية، تتأثر التقاليد الاجتماعية التي ترافق رمضان في مناطق النزاع. عادة ما تشهد مائدة الإفطار تجمعات عائلية، ولكن الحروب تفرّق العائلات وتسبب الخوف والانعزال. 

ومع انقطاع التواصل بسبب الحروب، يصبح هنالك تحدٍ جديد في توطيد الروابط الاجتماعية. ففي غزة، يتم تبادل وجبات الإفطار عبر القوافل الشعبية، وفي السودان يعقد الأفراد اجتماعات صغيرة للعبادات، بينما في أوكرانيا، تكتسب تجمعات المسلمين في مخيمات اللاجئين طابعًا فريدًا يعكس تحديات حياتهم اليومية.

ويبقى رمضان في ظل الأزمات والحروب بمثابة مرآة للمعاناة والصمود في آن واحد. ففي الوقت الذي تتأثر فيه الطقوس اليومية والعبادات بتحديات الحرب، يظل الشعور بالتواصل الروحي والاجتماعي قويًا، ويحث الناس على الأمل والتضامن. الحرب تدمّر كل شيء، ولكنها لا تقهر روح رمضان.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.