زعيم استقلال اليمن الذي انتهى حكمه بالدماء، ذكرى اغتيال الإمام يحيى حميد الدين

في مثل هذا اليوم، السابع عشر من فبراير عام 1948، شهد اليمن واحد من أكثر لحظاته السياسية دموية، باغتيال الإمام يحيى حميد الدين، حاكم المملكة المتوكلية اليمنية، في عملية انقلابية لم تدم طويلًا وكانت حادثة اغتياله نقطة فاصلة بين الحكم الإمامي الذي عزله عن العالم الخارجي، ومحاولات تحديثية باءت بالفشل، تاركة البلاد أمام عقود من الاضطراب السياسي.

وُلد الإمام يحيى محمد حميد الدين عام 1869 في صنعاء، ونشأ في كنف والده، الإمام محمد بن يحيى، الذي كان زعيمًا دينيًا وسياسيًا للطائفة الزيدية. مع سقوط صنعاء بيد العثمانيين، نشأ يحيى في بيئة المقاومة وتمكن بعد وفاة والده من قيادة المعركة ضد الأتراك حتى نجح في انتزاع الاعتراف بحكمه عقب انسحابهم عام 1918، ليؤسس الدولة المتوكلية اليمنية المستقلة.

وتبنى الإمام يحيى سياسة الانعزال عن العالم الخارجي، فلم يعترف بالحكومات العربية الحديثة، ولم يقم بعلاقات دبلوماسية واسعة، باستثناء بعض الاتصالات مع إيطاليا. كما اتخذ موقفًا صارمًا ضد التدخل البريطاني في جنوب اليمن، ما جعله على خلاف مع القوى الاستعمارية.

الحكم بالعزلة، أسلوب حياة لـ الإمام يحي 

حكم الإمام يحيى بأسلوب تقليدي قائم على النظام القبلي والمرجعية الدينية، ما جعله يواجه صراعات داخلية من القبائل المعارضة لحكمه، خاصة من القوى الحديثة التي كانت ترى أن اليمن بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية وتعليمية وعلى الرغم من استقراره النسبي في الحكم لثلاثة عقود، إلا أن هذه العزلة أضعفت الدولة أمام أي محاولات انقلابية.

اغتيال الإمام يحي.. لحظة الانقلاب الذي لم يكتمل

في 17 فبراير 1948، وبينما كان الإمام يحيى في طريقه من منطقة حدة إلى صنعاء، تعرض لكمين من قِبل مجموعة من المتمردين بقيادة عبد الله الوزير، حيث تم اغتياله بالرصاص. جاء ذلك في إطار انقلاب عُرف بـ"ثورة الدستور"، التي سعت إلى الإطاحة بالنظام الإمامي وإقامة حكم دستوري حديث، لكن المحاولة لم تدم أكثر من 25 يومًا.

تولى عبد الله الوزير الحكم بعد الاغتيال، لكن نجل الإمام، أحمد بن يحيى، تمكن من حشد القبائل الموالية له واستعادة السيطرة على صنعاء، ليقضي على الانقلاب ويعيد الحكم لأسرة حميد الدين.

إرث الإمام يحي حميد الدين في اليمن

اليوم، وبعد عقود من رحيله، لا يزال الإمام يحيى حميد الدين شخصية جدلية في تاريخ اليمن. فالبعض يراه زعيمًا وطنيًا حافظ على استقلال اليمن، بينما يعتبره آخرون حاكمًا انعزاليًا تسبب في عزل يلده عن العالم وتأخره عن ركب التحديث. لكن المؤكد أن اغتياله لم يكن نهاية الصراعات في اليمن، بل كان بداية لسلسلة من الانقلابات والاضطرابات التي استمرت حتى يومنا هذا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.