الولاية المأزومة.. يوسف: تصريحات ترامب عدوانية وتخلق العديد من بؤر التوتر.. الدسوقى: حديثه عن تهجير الفلسطينيين مناف للشرعية الدولية

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين والمهاجرين وكندا وبنما حالة من الجدل السياسى والقانونى بين المتخصصين، خاصة وأن هناك حالة من الترقب لخطوات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لأن تصرفاته لا بد أن تكون لها تأثيراتها المهمة فى الساحة الدولية، وبالتالى التصريحات كشفت عن سعى ترامب لاكتساب المزيد من العداء للولايات المتحدة الأمريكية وهذا من شأنه الإضرار بالمصالح الأمريكية وعلاقاتها الخارجية.
فى البداية، يقول الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلاقات الدولية والخبير الاستراتيجى بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، إن تصريحات ترامب فور إعلان تنصيبه لفترة رئاسية ثانية للولايات المتحدة الأمريكية كشفت حالة من العدوانية سواء ضد الشعب الفلسطينى بطرحه فكرة تهجير الفلسطينيين أو ضد روسيا بإمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة أو ضد كندا وبنما، ولذلك، أتوقع أن ترامب سوف يقضى فترة رئاسته الثانية بشكل صعب مليء بالتحديات والأزمات الداخلية والخارجية.
ويؤكد أن ترامب منذ فترة ولايته الثانية وقبل أن يتولى مهامه رسميًا أوجد صراعًا مع عدد من الدول مثل بنما والمكسيك وكندا، وبالتالى سيواجه صعوبات كثيرة، وهنا يجب ألا ننسى أنه لم ينجح فى تحقيق ما يريده إلا فى الأشياء التى تعتمد عليه وحده مثل الاعتراف بالقدس ونقل السفارة الأمريكية للقدس، لكنه فشل فى تحقيق صفقة القرن، وحذر إذا استمر ترامب فى سلوكه الحالى سوف يتسبب فى خلق العديد من بؤر التوتر الجديدة التى ليس لها ضرورة، وهذا الأمر سيؤدى إلى كشف وعوده الزائفة للمواطن الأمريكى وقت الانتخابات، وهذا سيتسبب فى فترة اضطراب مستقبلًا.
أما مسألة إنهاء الصراع فى أوكرانيا فهى تتطلب جهدًا فائقًا، كذلك فإن تصورات ترامب مثلًا عن تهجير نصف سكان غزة على الأقل إلى خارجها غير مقبولة من الأطراف المعنية بهذا التهجير، سواء سكان غزة أنفسهم الذين يرفضون الفكرة بالمطلق، أو الجهات التى يُفْتَرَض أن تستقبلهم وعلى رأسها مصر، وكل هذا مجاف لفكرة للقانون الدولى أصلًا، أما المطالبات الإقليمية المفاجئة لترامب تجاه بنما والدانمارك وكندا والبرازيل، فليس هناك عاقل يتصور إمكانية موافقة هذه الدول عليها، أو احتمال أن يلجأ ترامب للقوة لتنفيذها، لما سوف يترتب على ذلك من تعقيدات ومساس هائل بالمكانة الأمريكية، والخلاصة أن طريق ترامب لتنفيذ توجهاته لن يكون مفروشًا بالورود.
أما الدكتور أبو بكر الدسوقي، الخبير الاستراتيجى ومستشار مجلة السياسة الدولية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، فيرى أن تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب خلقت حالة من العداء تجاه جميع الدول، وهذا من شأنه الإضرار بعلاقات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، خاصة تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن، فهى قرارات منحازة لإسرائيل وهو الموقف الثابت للرئيس ترامب باعتباره الرئيس الوحيد الذى نقل السفارة الأمريكية للقدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل واعترف أيضًا بضم الجولان. بل إنه صرح بأن مساحة إسرائيل صغيرة وتحتاج إلى التوسع، وهذا التوسع سيكون على حساب جيرانها العرب. بل إن إسرائيل استغلت هذه التصريحات واستغلت سقوط نظام بشار الأسد للاستيلاء على الجولان كاملة وعلى المنطقة العازلة.
ويضيف الدسوقى أن قرارات تهجير الفلسطينيين منافية للشرعية الدولية ومخالفة لكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التى تضمن للفلسطينيين حق العودة إلى أراضيهم وإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل 1967 وفقًا للقرارات الدولية التى طالبت بحل الدولتين. وموقف ترامب يذكرنا بوعد بلفور الذى أعطاه الإنجليز بإنشاء وطن لهم وهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. وبالتالي، تصريحات ترامب تخالف اتفاقيات السلام التى تم التوصل إليها سابقًا بإيجاد حلول للاجئين الفلسطينيين والمهجرين بسبب الاحتلال.
وواصل حديثه قائلًا إن ترامب لا يريد حل القضية الفلسطينية وإنما زيادة تعقيداتها، فبدلًا من ضمان حق العودة، فإنه يخلق مشكلة تاريخية جديدة بتهجير الفلسطينيين للدول المجاورة، وهذا يكشف كذب الادعاءات الأمريكية بشأن حقوق الإنسان وحريات الشعوب. أضف إلى ذلك أن تصريحات ترامب تمثل انتهاكًا لسيادة القانون الدولى ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية والإضرار بالدول التى يريد التهجير إليها، وبالتالي، هذه التصريحات ستضر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وستخلق حالة عداء فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن تصريحات ترامب لم تقف عند حد تهجير الفلسطينيين وإنما امتدت عداوته لدول أمريكا اللاتينية، فهى تتسم بالحدة خاصة فيما يتعلق بقضايا المهاجرين والقضايا الإقليمية. وبدأ بالفعل فى تهجير جماعى للمهاجرين غير الشرعيين وقام بفرض رسوم جمركية قدرها 25% على التجارة مع كولومبيا وهدد باستخدام القوة العسكرية لاستعادة قناة بنما، بل أمر ببناء حجز لـ 30 ألفا فى خليج جونتنامو لاستيعاب المهاجرين، مما أثار القلق لدى رؤساء أمريكا اللاتينية.
بدوره قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، إن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حازت على اهتمام واسع فى مختلف المجالات، سواء فيما يتعلق بالمهاجرين أو الصراع الفلسطينى أو السياسة الدولية الخاصة بكندا أو بنما أو روسيا. من الناحية القانونية، كان للعديد من هذه التصريحات والقرارات تأثيرات كبيرة على العلاقات الدولية، خاصة مع الدول التى تم ذكرها فى سياقات متباينة.
مضيفًا: أطلق ترامب عدة تصريحات وقرارات تتعلق بالحد من الهجرة غير الشرعية، مثل بناء الجدار على الحدود مع المكسيك وحظر دخول مواطنى بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة. من الناحية القانونية، أثار هذا النهج انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، حيث اعتُبر مخالفًا لمبادئ حقوق الإنسان التى تضمنها الاتفاقيات الدولية مثل “العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” الذى يضمن الحق فى حرية التنقل.
وتابع سلامة: ترامب اتخذ خطوات تتماشى مع مواقف إسرائيلية، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. من منظور القانون الدولي، يشكل هذا انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 242 الذى يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة، وقرار 478 الذى يعتبر نقل السفارة إلى القدس غير قانوني. كما أن القرار يهدد بتقويض جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أيضًا، مقترح ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن يعد بمثابة تطهير عرقى للفلسطينيين فى غزة وتصفية مباشرة وجائرة للقضية الفلسطينية وتقويض الحق الشرعى للفلسطينيين فى تقرير مصيرهم.
بالنسبة لبنما، قال «سلامة»: كان ترامب قد انتقد بعض السياسات الاقتصادية لبنما واتهمها بممارسة غسل الأموال، وهو ما أثار جدلًا قانونيًا حول حق الدول فى اتخاذ إجراءات قانونية ضد دول أخرى.
ويؤكد سلامة أن خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتهجير الجماعى للفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، تعتبر خرقًا صارخًا للقانون الدولى ولحقوق الإنسان، ولا تعدو كونها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق إلغاء الهوية الوطنية للشعب الفلسطينى وحقوقه الأساسية.
وأضاف أستاذ القانون الدولى “إن محاولة نقل مجموعة كبيرة من الناس بالقوة إلى أراضٍ خارج حدودهم هو انتهاك صارخ للعديد من المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان. فوفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة، التى تحظر النقل القسرى للمدنيين فى حالات النزاع، فإن هذا المقترح يعد انتهاكًا للقانون الدولى الإنساني. هذه الاتفاقية، التى تم تبنيها فى 1949، تنص على أن أى محاولة لتهجير المدنيين قسريًا من أراضيهم يجب أن يتم استنكارها باعتبارها جريمة ضد الإنسانية. نقل الفلسطينيين من غزة سيكون بمثابة تجسيد واضح للتطهير العرقي، وهو ما يرفضه المجتمع الدولى فى أى شكل من الأشكال”.
وأشار سلامة إلى جريمة التطهير العرقى والفصل العنصري، وقال “من بين أبرز العواقب القانونية والسياسية لهذا المقترح هو أنه يعد عملية تطهير عرقي، عندما يُجبر شعب على مغادرة أرضه والتشتت فى أماكن أخرى، فإن ذلك يعد انتهاكًا للقوانين التى تحظر الفصل العنصرى والتمييز ضد الشعوب بناءً على هويتهم العرقية أو الوطنية”.
نقلا عن العدد الورقي
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا