المساعدات وسنينها
أي دراسة جدوى لقيمة المساعدات الأمريكية لمصر تذهب إلى تدوير تلك المساعدات لصالح الشركات الأمريكية، ويمكن القول إن تلك المساعدات الأمريكية لا قيمة لها مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي المصري، وغالبيتها الساحقة تعود للولايات المتحدة لدعم المجمّع الصناعي العسكري والشركات الأميركية الموردة للسلع والخِدمات. وبالتالي فإن أي تلويح بإستخدامها لابتزاز الموقف المصري عبثي.
ومن المعلوم أن المعونة العسكرية تأتي في إطار قطع غيار للأسلحه الأمريكية.. وصيانة وعمرات الأسلحة فقط.. ومصر لن تتأثر من وقف المعونة ولكن الخاسر هو الولايات المتحدة وحليفتها في المنطقة، والأمر المؤكد أن رئيس أمريكا لم يأخذ رأي أي جهه مسئولة قبل تلويحه بورقة المعونة،
ويكشف الواقع أن المعونة الأمريكية لمصر ما هي إلا معونة للولايات المتحدة وذيولها.
فالمعونة الأمريكية لمصر تخضع لشروط المانح الأمريكي، الذي يشترط أن توجه أموالها لشراء آلات أو معدات أو سلع أمريكية يتم شحنها على سفن أمريكية، وتعتمد على خبراء أمريكان يصل عددهم نحو 26 ألف خبير برواتب مرتفعة..
فضلًا عن إرتفاع أسعار تلك السلع والمعدات بنحو 50% عن السعر العالمي، وارتفاع تكاليف النقل البحري بنحو 35% عن الأسعار العالمية، وما تتكلفه دراسات الجدوى للمشروعات المعدة بمعرفة مكاتب أمريكية من ملايين الدولارات.
كما أن المعونة الأمريكية توجه في أولوياتها إلى أنشطة ليس لها أولوية للمواطن المصري، اللهم سوى خدمة الإدارة الأمريكية والمحسوبين عليها، وهو ما ظهر جليًا في برامج تنظيم الأسرة، وما يسمى ببرنامج تطوير التعليم في مصر، وبرنامج خصخصة التأمين الصحي، وهو ما يفرغ المعونة من إسمها ومضمونها، ويجعل منها هباءً منثورًا..
فلسان حال أمريكا حين تمنحها يقول: بضاعتنا ردّت إلينا. وفي كل الأحوال تقدمت المساعدات الاقتصاديّة الأميركية لمصر تدريجيا من قرابة مليار دولار قبل أكثر من 4 عقود حتى بلغت نحو 115 مليون دولار في عام 2010، وارتفعت بعد عام 2011 لتبلغ 250 مليون دولار، لكنَّها عادت للتّراجُع تدريجيًّا لتبلغَ نحو 125 مليون دولار حاليًّا، ونصيب الفرْد في مصر منها يبلغ نحو 1,1 دولار فقط.
وبغضِّ النّظر عن توجيهِها وفقًا لرؤية الولايات المتحدة، فإنَّها تُشكِّل لا شيء تقريبًا بالنّسبة للنّاتج المحلّي الإجمالي المصري، الذي بلغ وفقًا لصندوق النقد الدولي نحو 2230 مليار دولار وفقًا لتعادُل القوى الشرائيّة، وهو النّاتج الحقيقي الذي يُستبْعَدُ إثر تقييم العملات بأسعار مغايرة لقدراتِها الشرائيّة المقارَنة في أسواقِها.
وحتّى لو نَسَبْناها للنّاتج المحلّي الإجمالي المصري المُقدَّر بالدولار وفقًا لسعر الصَّرف السّائِد بعد تخفيضِه بصورةٍ مبالغٍ فيها للغاية أدَّت لتخفيض القيمة الدّولية لذلك النّاتج من 475 مليار دولار عام 2022، إلى 380 مليار دولار عام 2024، فإنَّها لا تُذكر أيضًا بحيث تبلغ نحو 0,03% من ذلك النّاتج!
أمّا المساعدات التي تُقدّمها الولايات المتحدة لاسرائيل والتي تبلغ سنويًّا نحو 3,8 مليارات دولار، ويبلغ متوسط نصيب الفرد منها في نحو 383 دولارًا. وأضافت إليها 17 مليار دولار عام 2024، بواقع 1717 دولارًا للفرد، كدعمٍ لحرب الإبادة الإجراميّة التي شنتها اسرائيل على غزّة. وأضافت 5 مليارات دولار بواقع 506 دولارات للفرد، كدعمٍ لتطوير الدِّفاعات الجويّة ضدّ المُسيَّرات والصواريخ الإيرانيّة واليمنيّة. أيّ أنّ اسرائيل حصلت على 25,8 مليار دولار عام 2024، بواقع 2606 دولارات للفرد.
ولو حصلت مصر على ما يُعادِل المساعدات الأميركية المقدَّمة لاسرائيل عام 2024 مع وضع عددِ السّكان في الاعتبار، فإنَّ الرّقم يصل إلى 290 مليار دولار تقريبًا! ومثل تلك المساعدات غير المشروطة هي التي يمكن لأميركا استخدامها للضّغط لو أرادت.
أمّا المساعدات الهزيلة المقدَّمة لمصر فلا قيمة لها، والأفضل لمصر أن تتجاهلَ جماعات المصالح المحلّية وتبادِر بالاستغناء عنها لتُنهيَ هذه الذريعة المَقيتة للتدخُّل الأميركي في خيارات ومواقف مصر.
كما أنّ النموذج الذي قدّمته كندا والصين والمكسيك بالرد بالمثل على قيام ترامب برفع الرّسوم الجمركيّة على واردات بلادِه منها، هو وحده الذي يصلح لإيقاف خبل ترامب ونزعاته العدوانية تجاه البلدان الأخرى سواء اعتبرها منافسة لبلادِه، أو يريدها تابعة لها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا