في ذكرى رحيله.. حسين صدقي واعظ السينما ورجل الفضيلة.. سجن نفسه في الأدوار المثالية.. وصفه المصور الفرنسي مسيو كورنيل بـ«النجم الجلنتلمان».. والملك فاروق يرفض عرض فيلم «يسقط الاستعمار» لهذا السبب

الفنان حسين صدقى، عرف طوال حياته برجل الفضيلة والأخلاق الذي يوجه الناس عن طريق الفن، كما سمى بواعظ السينما وشيخها، قدم أعمالا هادفة فى السينما، وظل خلال أفلامه يبحث عن السينما النظيفة فسجن نفسه فى الأدوار المثالية فى صورة الزوج الصالح والشاب الطيب، حتى لقب بالمصلح الاجتماعى، وصف المصور الفرنسي الشهير مسيو كورنيل الفنان حسين صدقي بأنه صورة من النجوم العالميين وأنه هو النجم الجنتلمان بكل معاني الكلمة، احتل مرتبة الفتى الأول في السينما أكثر من ربع قرن، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1976.
ولد الفنان حسين صدقي عام 1917 بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة، رحل والده وهو طفل وتولت والدته التركية تربيته وتنشئته نشأة دينية، أحب الفن منذ صغره وتعرف على جورج أبيض، وعزيز عيد، وزكي طليمات فى فريق التمثيل بمدرسة الإبراهيمية، فقرر دراسة الفن في الفترة المسائية بالمعاهد الحرة، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة ليبدأ مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات بمسرحية ألف ليلة وليلة مع جورج أبيض،، كان أول ظهور له عام 1926 في فيلم "الدفاع"من تأليف وإخراج يوسف وهبي، وشارك أمينة محمد في فيلم "تينا وونج" عام 1937 مقابل 15 جنيها، واستمر بعدها في انطلاقته السينمائية.
العزيمة أشهر أفلام حسين صدقي
وعلى مدى مشواره الفني قدم حسين صدقي 35 فيلما، واشتهر بتقديم فيلمه "العزيمة" في دور البطولة أمام فاطمة رشدى فى قمة تألقها ليظل بعدها فتى الشاشة الأول والدنجوان سنوات طويلة، كان أول إخراجه فيلم "غدر وعذاب" عام 1947، وآخر إخراجه فيلم "خالد بن الوليد" عام 1958، وبينهما أفلام: طريق الشوك، الأبرياء، وفى فيلم البيت السعيد ينظم العلاقة داخل الاسرة الواحدة من حيث الحقوق والواجبات، وفي فيلم "الشيخ حسن" ينظم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر بعد واقعة زواج الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق من موظف بعيد عن ديانتها ومكانتها الاجتماعية الزواج الذي قاومه الملك فاروق وكاد يتسبب في فتنة طائفية، وفي فيلم "معركة الحياة " قدم قضية الصراع بين الخير والشر.
فاروق يرفض فيلم يسقط الاستعمار
قدم حسين صدقى فيلم “وطنى وحبى” وهو عن دور القومية العربية فى حل القضية الفلسطينية وصورت اغلب احداثه فى غزة ، أيضا فى فيلم "يسقط الاستعمار" الذى دار حول معركة المصريين مع الإنجليز فى منطقة القناة عام 1951 وقد رفض الملك فاروق أيضا عرض هذا الفيلم ولم يعرض إلا بعد قيام الثورة وخلع الملك وخروجه من مصر.
عن فيلم “وطنى وحبى” قال الفنان حسين صدقى: في الفيلم واقعية صادقة تنقل المشاهد إلى الإطار الفعلى للأحداث.. سيرى غزة.. وبحيرة طبرية على الحدود بين الإقليم الشمالي وفلسطين المحتلة، وسيرى المعسكرات والمستعمرات اليهودية فى ارض فلسطين، ونادي الضباط السوري، والقيادة المشتركة قبل قيام الوحدة، كتب السيناريو فؤاد القصاص، والحوار لمحمد مصطفى سامي.
واتجه حسين صدقى إلى الإنتاج حتى يمكنه التحكم فى قصص الأفلام التى يقوم بتمثيلها فأسس شركة مصر الحديثة عام 1942، وقدمت الشركة 27 فيلمًا تقريبًا تناقش فيها قضايا المواطن المصري، وكانت باكورة إنتاجها فيلم "العامل" الذي أخرجه أحمد كامل مرسي، وبسبب هذا الفيلم دخل في صراع من النظام الملكي الذي قرر منعه لأن الفيلم سيؤدي إلى ثورة للعمال، لكن بعد تدخل بعض قيادات الأحزاب شاهد "عبد الحميد باشا عبد الحق" وزير الشؤون الاجتماعية الفيلم وأمر بعرضه لما فيه من مصلحة للعمل والعمال، بعد حذف جزء كبير منه.
استثناء خالد بن الوليد من الحرق
كان فيلم "خالد بن الوليد" هو الاستثناء الوحيد بين أفلام حسين صدقي، الذي لم يتبرأ منه، ويدور حول سيرة سيف الله المسلول، منذ أن كان مشركًا ـ ومحاربته للدعوة الإسلامية، حتى وإسلامه بعد عمرة القضاء ـ ثم قتاله للمرتدين، ودفاعه الدائم عن الإسلام، حتى وفاته، وقد ساعده السادات أثناء إنتاجه فيلم "خالد بن الوليد"، حيث استعان بالخيول وطائرات الهليكوبتر من الجيش، فضلًا عن عدد هائل من الجنود الذين عملوا كمجاميع، واستمر تصوير الفيلم ثلاث سنوات من عام 1958 الى عام 1961 بمنطقة أبو رواش التي صمم لها ديكورًا كاملًا لتشبه مدينة مكة، ويعد هذا الفيلم من أضخم ما أنتجته السينما في تلك الفترة، فقد تم تصويره بالألوان الطبيعية وحشد له مجموعة من أشهر الفنانين، وهو من إنتاج حسين صدقى، نظرا لإعجابه بالشخصية حتى إنه عندما أوصى بحرق أفلامه بعد موته أوصى باستثناء هذا الفيلم من الحرق.

كان من أمنيات الفنان القدير حسين صدقى فى السينما إنتاج فيلمين الأول عن قصة الزعيم الوطنى مصطفى كامل، وبعد أن أعد قصته طلبت الرقابة حذف مشهد حادثة دنشواى والبعض المشاهد التى بنى على أساسها قصة الفيلم، لكنه رفض الحذف وتوقف المشروع، أيضا تمنى تقديم فيلم عن قصة "سيدنا يوسف" وبعد أن أخذ موافقة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ المراغي شيخ الأزهر على الفكرة فوجئ برفض الرقابة، ورحل وهو يفكر فى فيلم ثالث عن عمر بن الخطاب.
سهم الله يصور مكائد اليهود ضد رسول الله
فيلم "سهم الله"، كان آخر فيلم من إنتاج شركة حسين صدقى حيث توفي الفنان الكبير قبل أن ينتهي من عمل المونتاج، وكان قد عانى خلال هذا العمل من الإجهاد الشديد، خاصة أنه لم ينل أي قسط من الراحة بعد رحلة المرض التى عانى منها، ونصحه الطبيب بالراحة لكنه ظل يعمل، وهذا الفيلم لم يعرض حتى الآن وهو فيلم دينى يتناول مكائد يهود المدينة للرسول ومحاولاتهم المستميتة لوأد الدعوة الإسلامية فى مهدها، والفيلم أبيض وأسود بطولة يوسف شعبان ومنى جبر وإخراج أحمد طنطاوي..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا