فاطمة رشدي، حكاية سالومي الشرق من الشهرة وشارع يحمل اسمها إلى شقة متواضعة ونهاية بائسة
فاطمة رشدى (1908- 1996) تألقت ممثلةً ومخرجةً ومنتجةً، لُقبت بـ سارة برنار الشرق، وسالومي الشرق أيضًا، لقبت كذلك بصديقة الطلبة لتقديم روايتها إلى طلبة المدارس بالمجان. فنانة من الزمن الجميل، رائدة من رواد السينما المصرية.
فى مثل هذا اليوم عام 1908 ولدت فاطمة رشدي خليل أغا الشهيرة بـ فاطمة رشدي بالإسكندرية، عملت بالغناء والتمثيل وهي طفلة صغيرة مع أختها إنصاف رشدي في فرقة أمين عطالله بعد رحيل والدها، حيث كانت أولى أغنياتها في الفرقة "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة".
زواج فاطمة رشدي وعزيز عيد
تزوجت فاطمة رشدي 5 مرات، الأولى من عزيز عيد، والثانية من المخرج كمال سليم، ثم تزوجت من المخرج محمد عبد الجواد، أما الزيجة الرابعة فكانت من رجل أعمال، وانفصلت عنه بعد شهور قليلة، لتتزوج عام 1951 من ضابط شرطة.
وقصة علاقة فاطمة رشدي بعزيز عيد بدأت مع بدايتها الفنية وهي صغيرة فى الخامسة عشرة مغنية ضمن كورس فرقة الموسيقار سيد درويش عام 1921، ثم كان لقاء فاطمة رشدي بالمؤلف المسرحي عزيز عيد في أحد ملاهي روض الفرج عام 1923، حيث أعلن تبنيه لها فنيًّا، فضمها إلى فرقة يوسف وهبي بمسرح رمسيس، وتعهّدها بالتدريب، وعلمها التمثيل، وإتقان اللغة العربية. أحبها ثم تزوجها لتصبح نجمة فرقة رمسيس، وقدمت عددا من مسرحياتها منها: الذئاب، الصحراء، الشرف، ليلة الدخلة، الحرية، النزوات وغيرها.
تحكي فاطمة رشدى في مذكراتها كواليس بدايتها الأولى في المسرح فقالت: بدأت بالإسكندرية عام 1934، حيث قدمت مسرحية على مسرح الليسيه فرانسيه وشاهدني المخرج الإيطالي ألفيزى أورفانيللي، وكان يمتلك استوديو للسينما واستوديو للتصوير في حي المنشية بالإسكندرية، وهذا المخرج أخرج أعمالا من قبل للأساتذة علي الكسار وفؤاد الجزايرلي وفوزي منيب وغيرهم، فعرض عليَّ العمل معه فى فيلم "ثمن السعادة " مع حسين صدقي.
حرق استديو أورفانيللي
وكنت سعيدة جدا بالعمل مع أورفانيللي، لكن حظه كان سيئا فقامت الحرب العالمية الثانية، ودخلت إيطاليا الحرب مع ألمانيا وقبض الإنجليز على كل الطلاينة في مصر ومنهم أورفانيللي ووقعت قنبلة على الاستوديو الذي كان يملكه فأحرقته.
رفضت الرقص في تركيا
بعد تمكنها من التمثيل فى المسرح ونجاحها جماهيريًّا انفصلت عن عزيز عيد وعن فرقة رمسيس، وقامت بتكوين فرقة مسرحية باسمها قدمت خلالها أكثر من 200 مسرحية من الأدب العالمي، وبعض الروايات العربية منها: غادة الكاميليا، النسر الصغير، القناع الأزرق، العواصف، قصر الشوق، زقاق المدق، وفي الستينيات اعتزلت فاطمة المسرح والسينما بعد أن انحسرت عنها النجومية. تقول: “وبعد عرض الفيلم جاءنى خطاب من صاحب كازينو ومسرح البيجال بباريس يقدم لى عرضا مدته 90 دقيقة بعنوان (فاريتى فاطمة رشدى) وهو عبارة عن مشهدين من مسرحيتى كليوباترا وسالومى، وكنت أغنى وأرقص وأمثل أمام جمهور عريض وحضر العرض سفير مصر في فرنسا ولقبت يومها بسالومى المصرية، بعدها عرض عليَّ السفر إلى تركيا والعمل راقصة بالمسرح هناك وكان عمرى 18 سنة فرفضت، وقلت من أكبر ممثلة في الشرق رقاصة في تركيا”.
قدم سيد درويش فاطمة رشدى إلى نجيب الريحانى الذى قدمها فى مسرحية "كشكش بيه عمدة كفر البلاص"، وبسببها اتهمتها الكاتبة أمينة الصاوى بالخلاعة وعدم الحياء في طريقة أدائها حين قدمت فاطمة رشدى رواية نجيب محفوظ "بين القصرين" على المسرح ووصفت المسرحية بالطفل اللقيط لبعد أحداثها عن القصة الحقيقية حتى إن نجيب محفوظ صرح بأنها ليست قصته، وأكدت أمينة الصاوى أن فاطمة رشدي فعلت بالمسرحية ما لا يتصوره عقل، فقد أضافت إلى النص ألفاظًا خارجة وحركات خليعة من عندها، وعلى مزاجها بحجة أن دورها صغير تريد تطويله، والغريب أن توفيق الحكيم أشاد بدورها.
“فاجعة فوق الهرم” أولى تجاربها مع السينما
اتجهت إلى السينما وقدمت فاطمة رشدي أولى تجاربها السينمائية مع بدر لاما عام 1928 فى فيلم "فاجعة فوق الهرم"، وهو الفيلم رقم 6 في تاريخ السينما الروائية، وفشل فشلًا ذريعًا وهاجمتها الصحافة، ثم قامت بتأليف وإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم "الزواج" عام 1933 مع محمود المليجى فى أول دور له فى السينما من إخراجها وتمثيلها وإنتاجها، وقامت بتصويره في باريس وإسبانيا من خلال كبرى شركات التصوير السينمائي العالمية، ونجح نجاحًا كبيرا، قدمت بعدها دورها في فيلم "العزيمة".
وفيلم العزيمة يعد الفيلم رقم واحد من أفضل 100 فيلم في السينما المصرية لتبدأ بعده مشوارا تتضمن مائة فيلم منها: إلى الأبد، العامل، الطريق المستقيم، مدينة الغجر، بنات الريف، عواطف، الريف الحزين، الطائشة، الجسد، دعونى أعيش، غرام الشيوخ. وقدمت مع المخرج الإيطالي نورفانييلى فيلمين الهارب، وثمن السعادة، كما أصدرت فاطمة رشدى جريدة سينمائية لنشر أخبار الفن والفنانين.
عندما قامت الممثلة المصرية فاطمة رشدي بتمثيل رواية على المسرح ادعت أنها مؤلفتها وبالصدفة البحتة ذهب مؤلف الرواية لمشاهدة العرض المسرحي، وطوال مدة العرض فوجئ بسرقة مسرحيته وثمار فكره أمام عينيه وتألم كثيرًا، عندها أقام المؤلف فى اليوم التالي دعوى قضائية ضد فاطمة رشدي يتهمها فيها بسرقة نص مسرحيته ونسبها إلى غير صاحبها الأصلي، وحكم القاضي بفرض غرامة مالية على فاطمة رشدي 15 جنيهًا لتصبح أول قضية سرقة فنية في مصر.
طالبت برعاية الفنانين الكبار
بعد تأميم المسرح والسينما في الستينات ثارت فاطمة رشدى ورفضت احتكار الدولة للفن، ومما زاد من غضبها بعدما أشاد النقاد المصريون بعدد من الفنانين الذين لم يقدموا فنا راقيا ـوفقا لرؤيتهاـ دون الاهتمام بأصحاب الفن الراقي، أمثال نجيب الريحاني وسلامة حجازي، الذين رحلوا عن عالمنا دون أن يجدوا حق الكفن.
وفى عام 1969 اعتزلت فاطمة رشدى الفن، وانحسرت الأضواء عنها، وتدهورت حالتها المادية والصحية، وأقامت فى حجرة بأحد فنادق الأحياء الشعبية وحيدة مريضة، مما دعا الفنان فريد شوقى للتدخل لدى المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها حتى حصلت على شقة صغيرة بعمارات شامبليون ورحلت بعد تسلمها بشهور قليلة وتاركة خلفها تاريخا فنيا حافلا وشارعا بالهرم يحمل اسمها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية