رئيس التحرير
عصام كامل

متطرفة في دعم إسرائيل.. مورجان أورتاجوس من ملكة جمال المراهقات إلى دبلوماسية أمريكية مثيرة للجدل في الشرق الأوسط.. وكيف حولت ديانتها من المسيحية إلى اليهودية؟

مورغان أورتاغوس
مورغان أورتاغوس

في الأيام الأخيرة، عاد اسم مورجان أورتاجوس ليشغل العناوين مجددًا، بعدما أثارت الجدل بتصريحها الذي أعربت فيه عن "امتنانها" لإسرائيل على ما وصفته بـ"هزيمة حزب الله"، وذلك من قلب بيروت، المدينة التي أصبحت جزءًا أساسيًا من مهمتها الدبلوماسية الجديدة. 

لم يكن هذا التصريح مفاجئًا لمن يعرف تاريخ أورتاجوس، التي تم تعيينها حديثًا نائبة للمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهي واحدة من الشخصيات التي راكمت خبرة واسعة في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة خلال إدارة ترامب الأولى، عندما كانت جزءًا من الجهود الدبلوماسية التي قادت إلى اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل عام 2020. 

نشأة مورجان أورتاجوس.. من الفنون إلى السياسة

ولدت مورغان أورتاجوس عام 1982 في مدينة أوبورندال بولاية فلوريدا، لعائلة إنجيلية تمتلك شركة متخصصة في التنظيف والترميم. في بداية شبابها، كانت اهتماماتها بعيدة كل البعد عن السياسة، حيث كانت شغوفة بالفنون، بل وخاضت تجارب في مسابقات الجمال، حيث فازت بعدة ألقاب، منها ملكة جمال أوبورنديل والمراهقات وملكة جمال الحمضيات في فلوريدا عام 2003. 

لكن التحوّل الكبير في حياتها جاء بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، التي دفعتها لتغيير مسارها الأكاديمي من دراسة الموسيقى إلى العلوم السياسية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس من كلية فلوريدا الجنوبية، قبل أن تكمل دراستها لاحقًا في جامعة جونز هوبكنز، حيث حصلت على ماجستير في الحكومة وماجستير آخر في إدارة الأعمال. 

 

من السياسة المحلية إلى الشرق الأوسط 

بدأت أورتاجوس حياتها المهنية في السياسة عام 2004، عندما عملت في حملة المرشح الجمهوري آدم بوتنام لإعادة انتخابه في الكونغرس عن ولاية فلوريدا. ثم شغلت منصب المتحدثة باسم السياسية المخضرمة كي تي مكفارلاند عام 2006. لكن التحوّل الأبرز في مسيرتها جاء عام 2007 عندما التحقت بالعمل في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث تم إرسالها إلى بغداد للعمل في السفارة الأمريكية، وهو ما شكّل نقطة تحول أساسية في مسيرتها المهنية والشخصية. 

 

في العراق، بدأت أورتاجوس في التقرب من الديانة اليهودية، حيث حضرت لقاءات تثقيفية عن اليهودية داخل إحدى القواعد العسكرية الأمريكية، قبل أن تعتنقها رسميًا لاحقًا. 

 

العمل الاستخباراتي والدبلوماسي

في عام 2008، انضمت أورتاجوس إلى وزارة الخزانة الأمريكية كمحللة استخباراتية، ثم تم تعيينها عام 2010 نائبة للملحق المالي الأمريكي في السعودية، حيث عملت في الرياض لمدة عام تقريبًا. ورغم أنها لم تكن مرتاحة للعيش هناك، كما صرحت لاحقًا، فإن هذه التجربة عززت من خبرتها في قضايا الشرق الأوسط. 

 

بعد عودتها إلى الولايات المتحدة، عملت في القطاع المالي مع بنك ستاندرد تشارترد، قبل أن تعود إلى العمل الحكومي كمستشارة في وزارة الخارجية، وتحديدًا في ملف إيران والعقوبات المالية، وفي عام 2019، تولت منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال ولاية الوزير مايك بومبيو، حيث كانت جزءًا من الفريق الذي عمل على اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج. 

 

مورجان أورتاجوس في عهد ترامب.. عودة إلى الواجهة 

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، قرر تعيين مورغان أورتاغوس نائبة لمبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، لتكون ضمن فريق يعمل على ملفات العلاقات الإسرائيلية العربية، والسياسات تجاه إيران، ومستقبل الدور الأمريكي في المنطقة. 

 

وفي أولى مهامها، زارت أورتاغوس بيروت في فبراير 2025، حيث التقت مسؤولين لبنانيين، لكن تصريحاتها هناك أثارت عاصفة من الجدل، خصوصًا عندما تحدثت عن "هزيمة حزب الله"، موجهة شكرًا علنيًا لإسرائيل، وهو ما اعتبره العديد من السياسيين اللبنانيين تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للبنان. 

 

التطرف في دعم إسرائيل والسياسات الإقليمية

تنتمي أورتاجوس إلى مجموعة من المسؤولين الأميركيين الذين يتبنون مواقف متشددة في دعم إسرائيل، وهو ما يظهر في علاقاتها القوية مع شخصيات بارزة في إدارة ترامب، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القوميمايك والتز، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، مهندس العلاقات الإسرائيلية الخليجية خلال الإدارة السابقة. 

 

ويعكس هذا التوجه السياسة العامة للإدارة الجديدة، حيث يعتبر فريق ترامب أن أي مفاوضات حول الشرق الأوسط يجب أن تتمحور حول تعزيز التحالف الإسرائيلي الأميركي، وهو ما يجعل دور أورتاغوس في لبنان وإيران مثيرًا للجدل منذ اليوم الأول. 

 

نجمة داود في بيروت: رسالة واضحة؟ 

إلى جانب تصريحاتها، لاحظ المتابعون أن مورجان أورتاجوس كانت تضع خاتمًا يحمل نجمة داود أثناء زيارتها للبنان، وهو ما اعتبره البعض رسالة استفزازية، خاصة في بلد لا يزال يعيش توترات سياسية مع إسرائيل. 

 

مستقبل أورتاجوس في الشرق الأوسط

تمثل مورجان أورتاجوس نموذجًا للدبلوماسية الأميركية التي تجمع بين الخبرة السياسية والخلفية الاستخباراتية والولاء القوي لإسرائيل، وهو ما يجعل دورها في المنطقة محط أنظار الكثيرين. ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ستكون تحركاتها وتصريحاتها محل متابعة دائمة، خاصة في لبنان، حيث يُنظر إليها كشخصية منحازة بشكل واضح لإسرائيل، مما يجعل قدرتها على لعب دور الوسيط محل تشكيك كبير. 

 

في الأيام المقبلة، ستتجه الأنظار إلى خطواتها التالية، وكيف ستتعامل مع التحديات التي تواجهها في ظل مواقفها الحادة، وهل ستكون قادرة على تحقيق أي تقدم دبلوماسي، أم أنها ستظل مجرد أداة أخرى في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية