إشادة واجبة بموقف أمريكا
قد يكون البعض منزعجا من تصريحات أمريكا الأخيرة ومواقفها مما يحدث في مصر على اعتبار أنها الدولة الأكبر في العالم ولكن إذا نظرنا إلى الأمور بشكل أعمق وأوسع يجب أن نكون سعداء بهذا الموقف المخزي لهذه الدولة التي لا تنظر إلا لمصالحها فقط ومصلحة إسرائيل .. هذه السعادة نابعة في الأساس من أننا كشعب مصري لدينا حساسية مفرطة من أمريكا وإسرائيل وهذه الحساسية متوارثة منذ قديم الأزل.. وكلما ظهرت هذه المواقف كلما زادت الحساسية وكلما توحد الشعب أكثر وأكثر..
فهذه الدولة وأجهزتها الاستخباراتية لا تعلم جيدا طبيعة الشعب المصري لأنها لو درست فعلا الحالة السيكولوجية لهذا الشعب العظيم لما عادته أبدا ولا وقفت ضد الظلم .. فكلما تيقن الشعب بأن أمريكا ضد إرادته كلما توحد أكثر وأكثر لأن الصغير والكبير في مصر وفي كل العالم يدرك تماما أن ما يهم أمريكا في الشرق الأوسط هي إسرائيل وبالتالي فإنها لا تتحرك ولا تتخذ أي موقف إلا من خلال رؤيتها لهذه الدولة الصهيونية ..
وبالتالي فإن الشعب المصري بكل طوائفه لا يطيق حاجة اسمها إسرائيل .. وبالتالي فإن موقف أمريكا يزيد من توحد الشعب ولذلك حاولت جماعة الإخوان أكثر من مرة التبرؤ من مساندة أمريكا لهم بل وحاولوا مهاجمتها على مضض لكي يكتسبوا تعاطف الشعب وعندما فشلت محاولاتهم لكونهم على علاقة قوية وفعلية مع أمريكا اتجهوا إلى الهجوم على إسرائيل ولكن أيضا لم يستمروا في هذا الهجوم لأنهم يدركون تماما ما بينهم من صفقات واتصالات وعلاقات ترعرعت طوال العام الماضي .
ببساطه شديدة أنا سعيد بموقف أمريكا بل وأتمنى أن تستمر في هذا الموقف ولو بأشكال أكثر حدة لأن هذا معناه عندي أن الشعب والحكومة يسيران على الطريق الصحيح.. فهذا الطريق الصحيح سيكون من المؤكد ضد مخطط الأمريكان في الشرق الأوسط من خلال مصر والذي كان يسير على قدم وساق في أيام مرسي المعزول .
فيا شعب مصر العظيم لا تقلقوا من موقف أمريكا بل عليكم أن تسعدوا وتفرحوا وتتذكروا كلمات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عندما قال :" إذا وجدتم أمريكا راضية عني فاعلموا أنني أسير في الطريق الخطأ".. فأمريكا كانت راضية عن مرسي ونحن تأكدنا أننا كنا نسير في الطريق ليس الخطأ فقط بل الطريق المجهول .. وأمريكا الآن غير راضية عننا ولذلك فنحن نسير على الطريق الصحيح .
كمان وكمان يا أمريكا .. فكلما ظهرتي بموقف الرافض لما يحدث في مصر ازدادت قناعتي بأننا نسير على الطريق الصحيح وتوحد الشعب أكثر وأكثر ضد الجماعات الإرهابية ..
من يفهمون في السياسة وأنا لست واحدا منهم يدركون بأن أمريكا من المستحيل أن تخسر مصر.. وبالتالي فهي ستبحث عن العديد من المخارج للعودة من جديد لقبول رغبة الشعب ولكن وقتها سيكون الوضع مختلف تماما.. لأننا لن نكون مثلما كنا في السابق ولكن سنكون مثلما كنا بعد ثورة 30 يونيو العظيمة.
Gebaly266@yahoo.com