خريطة صراعات ترامب.. المكسيك ومواجهات الحدود.. وضغط واشنطن يهدد التعاون العسكرى مع كولومبيا.. كندا فى مرمى النار.. وهل تتحمل أمريكا الشمالية عاصفة اقتصادية جديدة؟

فى هذه اللحظة التاريخية التى تعيش فيها الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، يبدو أن العالم بأسره يقف على حافة مرحلة جديدة من الصراعات التى قد تترك آثارا عميقة على العلاقات الدولية فى أمريكا الشمالية والجنوبية.
منذ أن تولى ترامب مقاليد الحكم للمرة الثانية، اعتمدت إدارته سياسة “أمريكا أولا”، وهى سياسة تعلى من شأن المصالح الأمريكية على حساب العلاقات التقليدية والروابط القديمة مع جيران الولايات المتحدة، مما دفع المنطقة إلى حالة من التوتر المستمر، ولعل أبرز هذه الجيران، المكسيك وكندا وكولومبيا، والتى تشهد العلاقات بينها وبين واشنطن تحولات دراماتيكية قد تؤدى إلى أزمة إقليمية قد تمتد لتؤثر على الأمن والاستقرار العالمي، وفى قلب هذا الصراع، يبدو أن حوادث على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وتفاقم الخلافات التجارية مع كندا، بالإضافة إلى ردود الأفعال السياسية فى كولومبيا، تبرز كأحد أبرز المواضيع التى من الممكن أن تعيد تشكيل العلاقات الأمريكية مع دول القارة بأسرها.
المكسيك: الحدود المفتوحة والمستقبل الغامض
عندما نفكر فى التوترات بين الولايات المتحدة والمكسيك، يتبادر إلى الذهن فورًا صور الجدران الحدودية، الحرس الوطني، وسياسات الهجرة الصارمة التى دافع عنها الرئيس الأمريكى ترامب. الحرب المستمرة على الهجرة غير الشرعية على الحدود المكسيكية أصبحت جزءا من السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية على حد سواء. بينما يسعى لإغلاق المنافذ التى تأتى عبرها الهجرة غير الشرعية، تظهر الحوادث المستمرة على الحدود لتزيد الأمور تعقيدًا. وفى الأيام الأخيرة، وقع حادث تبادل لإطلاق النار بين حرس الحدود الأمريكى ومجموعة من المهاجرين على نهر الحدود فى ولاية تكساس، ورغم أن الحادث لم يسفر عن قتلى أو إصابات، إلا أنه جاء ليعكس التوتر المستمر على هذه الحدود، حيث لا يزال المهاجرون يحاولون عبور الأراضى المكسيكية نحو الولايات المتحدة رغم القوانين الصارمة.
النزاع المكسيكى الأمريكى لم يعد يقتصر على قضايا الهجرة فقط، بل تطور ليشمل تداعيات اقتصادية وسياسية، حيث يهدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات المكسيكية، ما يضع الاقتصاد المكسيكى فى موقف صعب. ورغم الوعود التى قطعها ترامب بإعادة النظر فى اتفاقيات التجارة الحرة، مثل “اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية” (NAFTA)، إلا أن المكسيك لم تكن مستعدة للمرونة بسهولة.،فى مواجهتها لهذه الضغوط، تبرز الحاجة إلى سياسة دولية متوازنة تحقق مصالح جميع الأطراف دون الانزلاق إلى التوترات التى قد تنتهى بتصعيد لا يُحمد عقباه.
كولومبيا.. تحولات دبلوماسية تحت ضغوط اقتصادية
عندما نتوجه نحو كولومبيا، نجد أن الصراع مع الولايات المتحدة يشهد تصاعدا مختلفا، ففى الأشهر الأخيرة، وبعد الحادث الذى شهد رفض الحكومة الكولومبية استقبال رحلات عسكرية أمريكية ترحل المهاجرين، دخلت العلاقات بين البلدين فى مرحلة جديدة من التوتر. هذه الحادثة، التى تمثل نقطة خلاف دبلوماسى واضحة، تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل التعاون بين كولومبيا والولايات المتحدة فى مكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة، الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب تسعى إلى فرض عقوبات على دول تُظهر ترددًا فى التعاون، وهو ما دفع كولومبيا إلى اتخاذ موقف دفاعي، حيث قامت بتخفيض مستوى التعاون العسكرى فى مكافحة العصابات المسلحة التى تنشط على حدودها، ما يزيد من تعقيد هذه الصورة هو التهديدات الأمريكية المستمرة بفرض رسوم على الواردات الكولومبية، ما يعرض الاقتصاد الكولومبى لأزمة غير مسبوقة، كما أن كولومبيا، التى تتعامل مع مشاكل داخلية متعددة، مثل فقر المناطق الريفية والنزاع المسلح المستمر، تجد نفسها عالقة فى معركة متعددة الجبهات، مع ضغوط أمريكية من جهة، ومع تحديات داخلية من جهة أخرى، فهل ستكون هذه التوترات بداية لمرحلة جديدة من المواجهات الاقتصادية والسياسية؟ أم ستظل الأمور تحت السيطرة فى إطار التوازنات الدبلوماسية؟
كندا.. التحولات التجارية والمخاوف الأمنية
أما فى الشمال، حيث تقف كندا كداعم رئيسى للولايات المتحدة فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فإن الوضع يبدو أكثر تعقيدا، فالعلاقة بين كندا وواشنطن كانت تاريخيًا علاقة تعاون على جميع الأصعدة، سواء فى الاقتصاد أو فى قضايا الأمن، إلا أن حكومة الرئيس ترامب جلبت معها سياسة تجارية أكثر تشددًا، وهو ما انعكس فى فرض رسوم على المنتجات الكندية، لا سيما فى قطاع السيارات والخشب. هذا التصعيد التجارى من قبل الولايات المتحدة شكل ضغوطًا كبيرة على كندا، التى تشعر بأنها تحت تهديد دائم لسيادتها الاقتصادية.
وفى تطور غير متوقع، عاد الرئيس ترامب ليطرح فكرة دمج كندا مع الولايات المتحدة لتكون الولاية 51 فى الاتحاد الأمريكي، وهو اقتراح أثار ضجة واسعة داخل كندا وأدى إلى انقسام حاد فى الآراء. البعض رآها كفرصة لتحسين العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون الأمنى بين البلدين، بينما اعتبرها آخرون مساسًا بالسيادة الكندية وتجاوزًا لحدود الحريات الوطنية.
غرينلاند.. مطامع استراتيجية فى قلب القطب الشمالي
وفى أحد الأحداث البارزة فى السياسة العالمية، أثار الرئيس الأمريكى فكرة استحواذ الولايات المتحدة على جزيرة غرينلاند، وهى أكبر جزيرة فى العالم وتتمتع بحكم ذاتى ضمن مملكة الدنمارك، كانت هذه الفكرة فى البداية تُعتبر نوعًا من المزاح، عندما طرحها لأول مرة فى عام 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكن بعد الرفض الرسمى من الدنمارك، لم تتلاشَ هذه الفكرة بل عادت لتطفو مجددًا على السطح مع بداية ولايته الثانية.
من المؤكد أن هذا الموضوع سيظل يثير الجدل على المستويين السياسى والجيوسياسي، فى وقت تتزايد فيه التحديات التى تواجهها الولايات المتحدة فى سعيها لتعزيز نفوذها فى ظل تغيرات كبيرة على الساحة العالمية.
آفاق المستقبل.. صراع القوى في أمريكا الشمالية
التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وجيرانها فى القارة الأمريكية، والتى تتراوح بين القضايا الأمنية والتجارية إلى التحديات السياسية، تشير إلى مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار فى العلاقات الإقليمية.
وإذا استمرت إدارة ترامب فى اتباع سياسات أكثر تشددًا، فإن الولايات المتحدة قد تجد نفسها فى مواجهة موجة من العزلة الإقليمية التى قد تضعف من تأثيرها على الساحة العالمية. علاوة على ذلك، قد تتجه دول مثل المكسيك وكندا وكولومبيا إلى تعزيز تحالفاتها مع قوى أخرى خارج أمريكا الشمالية، مثل الصين وروسيا، فى خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا