رئيس التحرير
عصام كامل

طوفان تفكك يجتاح المنطقة.. سيناريوهات اليوم التالى للأمة العربية بعد حرب غزة.. مؤامرة مكتملة لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أصحاب الأرض إلى الأردن ومصر

غزة، فيتو
غزة، فيتو

انتهت حرب غزة أو هكذا نتعشم وفق ما تشير الصفقة بين حماس والاحتلال الإسرائيلى حتى الآن، ربما توقفت آلة القتل عن إطلاق الرصاص من الأرض وإلقاء القنابل الحارقة من السماء، لكنها مثلما دمرت غزة وحولتها إلى أنقاض فإن الأمة العربية لم تسلم من شظايا الطلقات النارية، التى فككت جسدها وصدعت بنيانها المتهالك من الأساس، فقد انقشع دخان جنازير الدبابات وتكشفت العورات وظهر تعطل المواقف والقدرات.

الثروات النفطية الكامنة فى باطن الأرض لم تشفع لأصحاب التاريخ الطويل والحضارات، أمام مجرد كيان غاصب لأرض فرض كلمته على الجميع، وأصبح من المؤكد أن حال الأمة بعد حرب غزة لن يكون ولن يعود حتى إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023، صحيح أن الحال حينها لم يكن بالمستوى المأمول، لكنه بالمعايير السياسية ربما كان أفضل حالًا مما نراه حاليًا.

السيناريو المسبق الذى رسمه ساكن البيت الأبيض -دونالد ترامب- للشرق الأوسط، ينبئ بما سيكون عليه الحال ويضعنا أمام سيناريو اليوم التالى للأمة العربية بعد حرب غزة، فالقائد الجديد لأمريكا لم يهدر الوقت، وتحدث عن استئناف اتفاقات التطبيع المعروفة بـ أبراهام (إبراهيم) بين العرب والاحتلال الإسرائيلي، فالجميع مدعو إلى حفلة التطبيع الكبرى ورفاهية الرفض غير متوفرة فى العرض الجديد بعد الحرب المدمرة لجزء عزيز من جسد الأمة.

مطلع الأسبوع الجارى خرج علينا الرئيس الأمريكى يدعو لتهجير أصحاب الأرض إلى الأردن ومصر، بهدف تصفية القضية المركزية وكتابة السطر الأخير لحلم الدولة الفلسطينية.. مستخدما مصطلح «تطهير غزة» من سكانها.

العرض الجديد للعرب الصادر من المكتب البيضاوى فى قلب واشنطن، والمتوافق مع خطط الموساد الصهيوني، يعيد إيران إلى مربع الأعداء بعد انتهاء وفاق السنوات الماضية برعاية موسكو وبكين بين العرب وطهران، يخلق عدوا وهميا يتكسب على سيرته سياسيًا لعقود مقبلة، فحديث المذهبية (السنة والشيعة) سيطر مجددًا على قاموس العلاقات، ودخل عليها مصطلحات الأذرع والهلال الشيعي، وقدم بنيامين نتنياهو نفسه كقائد للأمة السنية لمواجهة المشروع الشيعي.

وبطبيعة الحال مع بوادر تسونامى التطبيع، وخلق العدو الجديد، وانغماس كل دولة عربية فى همومها سواء العسكرية نتيجة الصراعات على الحكم، أو تلك التى تعانى من أزمات اقتصادية، سوف نصل فى نهاية المطاف إلى طوفان التفكيك وإعلاء الخلافات على التفاهمات وانتهاء أى فرصة كانت متاحة لخلق مشروع عربى يواجه المخطط الذى يحاك تجاه أمة رسم لها سيناريو الهوان منذ غزو العراق.. فإلى أين المصير؟ سؤال صعب تسعى فيتو للإجابة عنه على لسان نخبة من الخبراء فى كافة الملفات.

 

كشف العدوان الإسرائيلى الذى استمر على غزة لنحو 15 شهرًا،  مدى حالة التفكك العربى وغياب الموقف الموحد للأمة تجاه جريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التى ارتكبها الاحتلال فى القطاع، وباستثناء البيانات الهزيلة التى لم يتخط تأثيرها نقاط الحبر على الورق، ظهرت مدى حالة التصدع وغياب التكامل بين مبارك لما يحدث بدون إعلان، ورافض متخوف من إعلان دعمه صراحة.

صحيح أنه ظهرت تحالفات منفردة بين قلة من الدول العربية، لكن الأعم الأغلب سيطر عليه حالة عدم الانحياز وكأن فلسطين وغزة من كوكب آخر، وبات من المؤكد أنه عقب الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار سوف تبحث هذه الدول عن مصالحها الخاصة سواء بتحالفات مع دول عظمى تشترى حمايتها بالمال أو الانكفاء على الذات والابتعاد عن قضية الأمة المركزية بعدما أصبح ما يدور على أراضيها وصمة عار على جبين الأمة الصامتة.

غياب المشروع العربي

فى هذا السياق يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن يحيى السنوار عندما كان يخطط لعملية طوفان الأقصى لم يكن يتوقع أن الدول العربية ستتخذ هذا الموقف المتخاذل وحالة اللامبالاة إزاء ما تعرض له قطاع غزة من عدوان غاشم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على عكس مواقف دول حلف الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا التى هرعت إلى إرسال الأسلحة وتقديم كافة أشكال الدعم لإسرائيل.

وأضاف أن غياب ظهور تحركات عربية واضحة أو مؤثرة على الأرض، ولو أن الدول العربية كانت فى صف واحد لم يكن يحدث هذا العدوان الغاشم، ولكن نظرًا لحالة التفكك واتجاه كل دولة لتحقيق مصالحها الخاصة أصبح لا يوجد مشروع عربى موحد.

وتابع إن هذا التفكك الذى تعيشه المنطقة والتحالفات التى تنشأها بعض الدول العربية بصورة منفردة يهدد القضية الفلسطينية التى تعتبر ركيزة الوحدة العربية، وضعف الموقف العربى ضد العدوان الإسرائيلى على غزة جعل دولة الاحتلال أكثر تعطشًا لضم المزيد من الأراضى فى غزة والضفة الغربية.

فإسرائيل لا تردعها القرارات الأممية أو الانتقادات الدولية، واعتبر السفير رخا أحمد حسن، أنه ما يكن هناك وحدة عربية وعقوبات اقتصادية وسياسية عليها تتضمن قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع تل أبيب، بالإضافة إلى تقديم دعم كبير للسلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل ستمضى فى مخططها لتصفية القضية الفلسطينية.

ودلل، بعد تدمير قطاع غزة، بدأت إسرائيل فى تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها بضوء أخضر من ترامب وصمت عربي، وهى ضم 60% من أراضى الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات عليها، وهناك بعض الدول العربية تبرر موقفها المتخاذل إزاء القضية الفلسطينية، بأن هذا يصب فى مصلحة إيران، لكن فى الحقيقة لابد من فصل المقاومة فى فلسطين عن أذرع إيران الأخرى فى المنطقة، لأن القضية الفلسطينية هى قضية عربية بالأساس، حتى وإن كان هناك تدخل إيراني.

وأكد رخا أنه لابد أن تدرك الدول العربية أن إسرائيل دولة استعمارية استيطانية توسعية مدعومة من حلف الناتو، وفى حال عدم وقوف الدول العربية فى صف واحد ستمضى فى تصفية القضية الفلسطينية دون توقف، فيما يعرف بخطة الحسم التى تعكف حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو على تنفيذها بدعم من ترامب.

وساهم صراع القوى العظمى والإقليمية على النفوذ فى المنطقة العربية، فى تعميق تفكك الدول العربية وزرع المزيد من الخلافات بينهم لمنع أى محاولة لتوحيد الصف ولم الشمل العربى من جديد.

وترغب القوى الإقليمية والدولية فى الانفراد بالدول العربية وتفكيكها ثم ابتلاعها، كما يحدث الآن فى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ظهرت الأطماع التركية فى ابتلاع سوريا، إلا أن المملكة العربية السعودية تدخلت بشكل سريع هناك لإحباط محاولات أنقرة للسيطرة على دمشق.

واختتم السفير رخا أحمد حسن حديثه قائلًا: “إن وحدة الصف العربى هى الحل الوحيد لإنهاء الأزمات التى تعانى منها المنطقة، وفى حال تحقق ذلك مع إقامة علاقات متوازنة نسبيًا مع إيران وتركيا ستتغير ملامح منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير”.

دول منهكة

فى السياق ذاته قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الدول العربية ليست متفككة، فهناك العديد من الروابط التى تمنع التفكك من بينها اللغة والعادات والثقافات والدين، ولكن العديد من الدول العربية تعانى من مشاكل داخلية وكل دولة منهكة فى أزماتها، وهو ما تسبب فى تراجع الموقف العربى على الساحة الدولية.

وأضاف بيومى أن الأزمات الاقتصادية والأمنية التى تعانى منها الكثير من الدول صرفتها عن القضايا العربية، وتعمدت القوى الدولية والإقليمية إضعاف الدول العربية وإنهاكها فى صراعات داخلية من أجل إنهاء الوحدة العربية والانفراد بها وتحقيق مخططاتها التوسعية بالمنطقة.

واستكمل، الدول العربية ينقصها التكامل الاقتصادى فيما بينها، فهناك اتفاق سياسى إزاء العديد من الملفات والقضايا أبرزها القضية الفلسطينية فكل الدول العربية متفقة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل عام 1967، ولكن التكامل الاقتصادى سيعزز ترابط الدول العربية ويجعل قراراتها مستقلة وبعيدة عن الضغوطات الخارجية.

وتابع أن المنطقة العربية بها موارد تؤهلها لتحقيق اكتفاء ذاتى سواء من ناحية الطاقة أو الأمن الغذائى أو المائي، فهناك دول بها تربة خصبة مثل السودان قادرة على توفير الاحتياجات الغذائية للمنطقة العربية، ولكن ينقصها الدعم المادى والفنى للنهوض بالزراعة.

واختتم السفير جمال بيومى حديثه قائلًا: “الدول العربية بحاجة إلى تعزيز الاستثمارات الداخلية ورفع مستوى التعاون الاقتصادى والسعى وراء حلم التكامل الاقتصادى العربى لأن هذا هو بداية وحدة الصف وإعادة العرب إلى مكانتهم”.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية