قصة كونداليزا رايس.. من طفلة سمراء إلى أول سيدة من أصل أفريقي تشغل منصب وزير الخارجية الأمريكي.. المرأة الأقوى في تاريخ السياسة الأمريكية.. وطموحها تجاوز كرسي الرئاسة
قبل أكثر من عقدين، وفي مثل هذا اليوم، دخلت كونداليزا رايس التاريخ من أوسع أبوابه عندما أصبحت أول امرأة من أصل أفريقي تتولى منصب وزير الخارجية الأمريكي، في لحظة فارقة لم تشهدها السياسة الأمريكية من قبل.
قرار تعيينها لم يكن مجرد خطوة سياسية، بل كان رسالة عميقة حول تطور البلاد ومكانتها على الساحة العالمية ومع ذلك وراء هذا المنصب الرفيع قصة حياة مليئة بالصراعات والتحديات والإنجازات التي تشكل ملامح شخصية استثنائية، فما الذي يمكننا أن نتعلمه من قصة كونداليزا رايس بعد أن تطور مشوارها.. من طفلة سوداء في مدينة عنصرية إلى أحد أعتى أعمدة السياسة الأمريكية؟
من مدينة بريمبتون إلى البيت الأبيض، مشوار كونداليزا رايس
ولدت كونداليزا رايس في 14 نوفمبر 1954 في بريمبتون، ألاباما، وسط أجواء من التوتر العرقي الشديد في جنوب الولايات المتحدة، وكانت والدتها معلمة موسيقى، ووالدها قسيسًا، وكانا من الشخصيات المؤثرة في المجتمع المحلي، لكنهما كانا أيضًا من القلائل الذين دعموا تعليم رايس في بيئة كانت تتسم بالتفرقة العنصرية.
في هذه البيئة القاسية، نمت شخصية كونداليزا لتكون قوية، عنيدة، ومصممة على تحدي الظروف حيث كانت ذات طموح غير محدود، وهو ما جعلها تتفوق أكاديميًا ودرست في جامعة دنفر، ثم حصلت على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ريتشموند لتكون بداية رحلة استثنائية في عالم السياسة، حيث انطلقت من التدريس الأكاديمي في جامعة ستانفورد إلى أن أصبحت أحد أقوى أصوات السياسة الأمريكية في فترة رئيس جورج بوش الابن.
عقبات ونجاحات، مسار مليء بالتحديات في حياة رايس
في حياتها السياسية، كانت رايس تواجه عقبات مزدوجة فهي لم تكن تواجه فقط التحديات المرتبطة بتحدي الوضع العرقي في الولايات المتحدة، بل كانت أيضًا امرأة في عالم يهيمن عليه الرجال وهذه العقبات جعلتها تتخذ من التفوق الأكاديمي والعمل الشاق سلاحًا أساسيًا.
لكن العقبة الأبرز لم تكن فقط تحديات العنصرية أو التمييز الجنسي، بل كانت تحديات المناخ السياسي في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 عندما تم تعيينها في منصب مستشار الأمن القومي، وكانت في وضع معقد، مواجهةعالم جديد، وتحديات جديدة، من بينها محاربة الإرهاب، وتحديات العلاقات الخارجية مع الدول الكبرى والسياسات في الشرق الأوسط، خاصة أنها كانت من أبرز المؤيدين للحرب على العراق، وهو ما جعلها في موقع جدلي في التاريخ السياسي الأمريكي.
لماذا لم تسعى كونداليزا رايس للرئاسة؟
على الرغم من أنها كانت واحدة من أبرز الشخصيات السياسية في فترة حكم بوش الابن، إلا أن كونداليزا رايس لم تظهر أبدًا رغبة في الترشح لمنصب الرئاسة الأمريكية والبعض قد يعتقد أن الفرصة كانت متاحة لها بجدارة، خاصة في ظل النجاحات التي حققتها لكن الحقيقة أن رايس لم يكن لديها هذا الطموح، وهو ما يمكن فهمه في ضوء نظرتها الشخصية والفلسفية للعمل السياسي.
"لم أكن أريد أن أكون رئيسة"، هكذا قالت في عدة مناسبات، مشيرة إلى أنها لم تشعر بحاجة للانضمام إلى السباق الرئاسي لأنها كانت تهتم أكثر بمهمة إحداث فرق في العالم من خلال منصب وزير الخارجية.
منظورها كان دائمًا في إطار الاستقرار السياسي والقدرة على التأثير من وراء الكواليس، وهو ما تميزت به طوال مسيرتها، فهي لا تؤمن بمفهوم القيادة الفردية بقدر ما تؤمن بالقوة الجماعية في صنع القرار، وعليه كانت تفضل العمل ضمن فريق لصنع السياسات الكبرى التي تحدد شكل العالم.
رايس مثال، هل السود لهم قوة كبرى في أمريكا؟
وتظل كونداليزا رايس واحدة من أبرز المحطات التي تفتح الباب للنقاش المستمر، فهل قصة صعودها تعد نموذجًا لقوة السود في أمريكا ووصولها إلى منصب وزير الخارجية لم يكن فقط موهبة أو جدارة فردية، بل انعكاس للمسار الطويل الذي بدأه القادة السود في تاريخ الولايات المتحدة أم الامر كله يتخلص في موهبتها وإصرارها على التفرد ؟
وبغض النظر عن الإجابة، يمكن القول أن صعود شخصيات بارزة مثل أوباما ورايس إلى قمة السلطة في امريكا، لا يعني أن التمييز العنصري والظلم لا يمثلان تحديًا كبيرًا داخل المجتمع الأمريكي والتمثيل الحقيقي لقوة السود في النظام السياسي الأمريكي يحتاج إلى إصلاحات أكثر عمقًا، ومع ذلك يعد مشوار كونداليزا رايس، التي تحولت من طفلة سوداء في مدينة عنصرية إلى أحد أبرز الشخصيات في السياسة العالمية تأكيد على أن الأساس في الترقي، الإنسان الفرد وموهبته وجدارته مهما كانت العقبات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا