رئيس التحرير
عصام كامل

دولة تتقاذفها المشاريع الخارجية.. خبير يرسم خريطة سوريا المستقبلية تحت حكم الجولاني وإخوانه

سوريا، فيتو
سوريا، فيتو

في ظل تطور الأحداث المتسارعة في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد ووصول الإدارة الجديدة المتمثلة فى قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف بـ الجولاني، فإن الموقف المصرى يعد من أكثر المواقف الدولية حيطة وتأنيا وتريثا بشأن التعامل مع مجريات الأمور.

الدكتور معتز سلامة الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال فى حوار مطول لـ فيتو، حول مدى إمكانية نجاح الإدارة السورية الجديدة، ومدى ضرورة التواصل معها، إن التمهل والتريث فى الموقف المصرى بشأن تطور الأحداث فى سوريا يعود إلى عدة أسباب، أولها يتعلق بالأسس والمرتكزات التي تقوم عليها السياسة الخارجية المصرية، التى تتسم بالهدوء والتركيز وتأخذ فى الاعتبار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتزامها بمجموعة مبادئ متعلقة بهذا الصدد.

التواصل المصري

وتابع الخبير فى مركز الأهرام قائلًا: إن “التريث فى الموقف المصرى سببه عدم اتضاح الصورة والمشهد بشكل كامل، خاصةً أن عملية التغيير السياسى فى سوريا حدثت بطريقة سريعة جدًا وما زالت خلفياتها غير واضحة”، لافتًا إلى أن طبيعة تكوين وأهداف الوافدين الجدد على قيادة سوريا يحيطها الغموض بشكل كبير، فبالرغم من تقديمهم رسائل عن الاعتدال والطمأنة إلى الخارج ولدول الجوار لكن ارتباطاتهم بقوى مختلفة بعضها قد تكون مناهضة للنظام العربي، بالإضافة إلى قناعاتهم وخلفياتهم السابقة كجماعات متشددة يطرح الكثير من علامات الاستفهام.

واستكمل معتز سلامة: “هناك ازدواجية بين خلفيتهم المتشددة الإرهابية وبين الواقع الجديد يعاد طرحهم من خلاله وتقديمهم إلى المجتمع الدولى كصورة اعتدال وجماعات متوائمة مع الواقع السياسى العربي”، متسائلًا: هل لهم أجندة خلفية ويحنون رأسهم ويرضخون الآن لطرحها مستقبلًا ويشكلون خطرًا على المنطقة أم أن هذه هى قناعاتهم الحقيقية، وأنهم ينشدون التغيير الحقيقى ويؤمنون بمفهوم الدولة الوطنية السورية؟، مشددًا على أن هذه النقطة تعد فارقة فى حسابات الدولة المصرية فيما يتعلق بتمهلها فى هذا الأمر.

وتابع: “إن كانت القاهرة تفكر فى إطار حسابات المصالح الخاصة لكانت اعترفت بالوضع الجديد، فالتماشي مع الأوضاع القائمة أسهل الخيارات، لكن حسابات مصر أشمل؛ فهى لا تنظر للمصلحة العاجلة بقدر نظرتها للمصالح الأشمل ومستقبل استقرار سوريا والمنطقة”، لافتًا إلى أن الوضع السورى فى الداخل لم يحسم بعد، فربما تدخل دمشق فى سيناريوهات متعددة وهناك إمكانية لدخول سوريا فى موجة من الاضطرابات، وبالنسبة لمصر فأهم ما يشغلها هو الحفاظ على الدولة والشعب السورى واستقراره وليس الخضوع لتغيير سريع حدث ولا نعرف إلى الآن أبعاده وارتباطاته الخارجية.

وأضاف سلامة: “هناك أسباب أخرى أيضًا تتعلق بموقف الدولة المصرية تجاه سوريا، أبرزها خلفية القائمين الجدد وارتباطاتهم بعناصر إرهابية وعلاقتهم ببعض المعاديين للدولة المصرية، فإذا ثبت أن العلاقات بين الإدارة الجديدة وهذه الجهات غير قائمة أو سيتم قطعها وأنهم على استعداد لتبنى قرارات عملية توضح من خلالها أنها لا تعادى مصر أو العرب وعلى استعداد للتخلص من الجماعات المحيطة بها التى تعاديهم، فبالتأكيد سيكون الموقف المصرى أكثر اتضاحًا”، مشددًا على أن هذه القضية تعد واحدة من أبرز محطات الاختبار للوافدين الجدد على السلطة فى سوريا.

الجامعة العربية

وبشأن إمكانية عودة سوريا إلى الدول العربية خاصة بعد تراجع الدور الإيرانى عقب سقوط نظام بشار الأسد، قال سلامة إن هذا الأمر سيتوقف على أشياء كثيرة، أهمها هو الموقف العربى من التغيرات الجديدة فى سوريا، مضيفًا: “لا أرغب ولا أتمنى أن يتم أخذ موقف معادٍ لسوريا فإذا تخلى العرب عن دمشق فستقع فى ثلاث سيناريوهات كلاهما مر:

الأول: الوقوع أسيرة لواقع المتطرفين والمتشددين ودخولها فى دورة عنف وحالة عدم استقرار كبيرة تستمر لسنوات طويلة تؤثر على مختلف الدول العربية.

الثاني: اتجاه سوريا إلى جناح تركيا، وهذا السيناريو يتضمن اتجاهين: 1- تكون على اتجاه أنقرة بنسخة معتدلة، أما الـ 2: تأخذ اتجاه نسخة معادية للعالم العربى وتحارب لصالح تركيا فى المنطقة.

الثالث: اندفاع سوريا أكثر فى اتجاه إنكار ذاتها وإنكار القومية العربية السورية وتنسلخ عن هذا الإطار وتتجه إلى جناح الغرب وإسرائيل، لافتًا إلى أن هذا السيناريو أو الاحتمال ربما يكون بعيدًا إلى حد ما، ولكن لا يجب أن ننظر إلى الوافدين الجدد على القيادة فى سوريا على أنهم كتلة واحدة فهناك العديد من التيارات، من بينها تيارات مستسلمة وخاضعة تمامًا للولايات المتحدة والغرب وتعادى روسيا وإيران، معربًا عن خوفه من أن تتجه مستقبلًا للارتماء فى حضن تل أبيب ويتحول النظام المقبل فى سوريا أو جزء منه لمحاربة الواقع العربى والداخل السوري.

تحوط فى العلاقات

واستكمل سلامة حديثه: “بالتالى أعتقد أنه من المهم إفساح المجال العربى ككل للانفتاح على سوريا مع التحوط والاحتياط خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأمنية والسياسية الخاصة بمصر والبلدان العربية الأخرى، ونزع أنياب الإرهاب لدى الوافدين الجدد على القيادة فى سوريا وأخذ ضمانات فعلية فى هذا الصدد، ودفع الإدارة الجديدة فى اتجاه بناء دولة سورية وطنية كما يقول خطاب أحمد الشرع الرسمي، مشيرًا إلى أن الدول العربية قادرة على بناء سوريا وتوجيه سياستها الخارجية لما يخدم الواقع العربي.

وأعرب الخبير فى مركز الأهرام للدراسات عن إحساسه بأن هناك شيئًا ما يجرى الآن ويتم التحضير له فى سوريا طبقًا للأوضاع الإقليمية الحالية، قائلًا: “ربما هناك مساع لتسكين سوريا فى منطقة ما أو نقطة ما لأجل سيناريو مستقبلى للصراع مع إيران”، مستشهدًا بأن القائمين على الثورة فى سوريا لم يتحدثوا حتى الآن عن عداء مع أحد باستثناء إيران، سواء بسبب أسس مذهبية أو أسس سياسية نظرًا لموقفها السابق مع نظام بشار الأسد.

عداء إيران

وتابع: “نقطة العداء الأساسية وما يتم الإجماع عليه فى سوريا الآن هو إيران.. وربما يكون فى أجندة المخططين وبعض القوى تسكين سوريا فى منطقة ما فى صراع مستقبلى ضد إيران”، مشددًا على أن خلق عداء بين قطبين الأول يتمثل فى إيران والثانى يتمثل فى الجماعات المختلفة فى سوريا سيكون نقطة تلاقى كبرى لأمريكا وجهات أخرى.

وأستكمل: “إذا أردنا أن نربط الأمور، فسنستشهد بحديث سابق لأمريكا ودولة الاحتلال عن تدشين محور سنى عربى ضد محور شيعي”، معربًا عن مخاوفه من إعادة موضعة سوريا وتسكينها فى صراع مستقبلى مع إيران سواء على المستقبل القريب أو البعيد، مرجحًا أن تكون هذه النقطة جزءًا من الهاجس المصري، داعيًا إلى ضرورة التريث فى متابعة الأمور والتحسب لكل شيء مع الدول العربية المختلفة مثل السعودية والإمارات، فى ضوء قراءة وافية لكل شيء يحدث داخل سوريا الآن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية