هل يصلح «الجولاني» ما أفسده «بشار» أم يحقق أطماع الغرب؟.. مخاوف من تفاقم الصراعات ونشوب حرب أهلية بين الفصائل السورية.. وأمريكا تريد ضمانات للحفاظ على مصالحها النفطية وتقليص النفوذ الروسي
تصدرت هيئة تحرير الشام التى يقودها أحمد الشرع المعروف بـ أبو محمد الجولاني، المشهد السوري سياسيًا وعسكريًا منذ الساعات الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، وبالرغم من تشكيل حكومة انتقالية مكفول لها تهيئة الدولة للاستقرار مع حلول مارس المقبل، إلا أنه لم يلمس لها الشارع السورى والعربى أى دور حتى كتابة هذه السطور.
تؤكد أبجديات السياسة، أن الثورات مجرد محطات عبور لتسليم البلاد لحكام جدد بشروط شعبية، وبعيدًا عن الخوض فى تفاصيل الأيديولوجيات للطبقة التى تدير سوريا الآن، يبقى السؤال الأهم عن الفائز بحكم سوريا بعد سقوط الأسد، وهو سؤال معقد فى ظل حالة التشابك بين فصائل مسلحة جمعها هدف التخلص من النظام وبات الخوف من تفجر الصراع على الغنائم بينهم فيما بعد.
خلاف الطوائف
يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من الواضح فى الصورة أن هيئة تحرير الشام برئاسة أحمد الشرع والمعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، التى كانت مدرجة ضمن قوائم الإرهاب وتدرس واشنطن حاليا رفع اسمها، هى المتصدرة للمشهد فى الساحة السياسية والعسكرية بسوريا، ويتصرف كأنه رئيس الدولة، مضيفًا:منذ اتفاق التهدئة الذى تم توقيعه عام 2017، والذي أفضى إلى تمركز فصائل المعارضة المسلحة فى إدلب، بدأت هذه الفصائل فى تشكيل حكومة، وبمجرد سقوط نظام بشار الأسد، تم نقل نفس الحكومة بهيكلها إلى العاصمة دمشق لإدارة الدولة.
وأردف: هناك العديد من العقبات التى تواجه أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام فى إدارة سوريا أو تشكيل حكومة مستقرة ونزع فتيل الحرب الأهلية التى بدأت منذ 2011، ومن بين هذه العقبات الوصول إلى حل توافقى يرضى كافة الطوائف والفصائل المسلحة بالإضافة إلى التيارات المدنية.
التيار المدني
وأوضح السفير رخا أحمد، أن أحمد الشرع أو هيئة تحرير الشام، لم يشرك حتى الآن فصائل المعارضة والتيارات المدنية فى سوريا والتى شاركت فى العديد من منابر التفاوض منذ بداية الأزمة السورية، خاصة التيارات التى شاركت فى منبر جدة ومنبر موسكو.
وهذا ما ظهر بشكل واضح وجلى خلال الكلمة التى ألقاها رئيس هيئة المفاوضات السورية المعارضة محمد جاموس، فى مجلس الأمن، والتى حدد خلالها العديد من المطالب التى وجهها لأحمد الشرع والقيادة الجديدة فى سوريا، من ضمنها تمثيل كل طوائف المعارضة والتيارات المدنية والأقليات فى أى حكومة قادمة، وأن تشمل الحكومة الانتقالية كافة الائتلافات والفصائل بالإضافة إلى ممثلين عن النقابات والهيئات الحكومية فى سوريا.
“جاموس” حدد المطلب الثانى من أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام، وهو المطالبة بتشكيل حكومة انتقالية تدير هذه المرحلة، وتدعو إلى مؤتمر وطنى وشعبى كبير لاختيار لجنة تأسيسية لوضع الدستور الجديد فى البلاد، على أن تكون هذه اللجنة مشكلة من العلماء والخبراء القانونيين والسياسيين وكافة النقابات وطوائف الشعب السوري متابعًا تكليف لجنة تأسيسية لوضع دستور يمثل مطالب كل طوائف الشعب السورى لا يستثنى أحدا، وهذا يعنى أن هيئة تحرير الشام لا تمثل كل المعارضة، وهناك عدد من الفصائل لم تكن ضمن المفاوضات واللقاءات التى عقدها أحمد الشرع مع بعض التيارات فى سوريا، وهذا يعتبر شرارة لبدء صراع وحرب أهلية جديدة هناك.
وتابع: أيدت العديد من الدول والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن هذه المطالب وشددت على ضرورة تشكيل حكومة سورية تشمل كل الأطراف وليست حكومة طائفية، ولكن أحمد الشرع اجتمع ببعض الممثلين عن الدروز ولم يجتمع مع الأطياف الأخرى، ومن المعروف أن الدروز من ضمن الأقليات فى سوريا.
ويحاول الشرع -والكلام للسفير رخا أحمد حسن- كسب ثقة المجتمع الدولى وأوروبا، خاصة أن إسرائيل تطالب وتضغط على الغرب لحماية حقوق الدروز، ولكن الجولانى سيستبعد فصائل معارضة أخرى لأنها لا تأخذ وصف أقليات، والتى لن تتسبب فى تهييج الرأى العام الدولى ضده.
ويواجه الشرع وهيئة تحرير الشام مشكلة كبيرة مع الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية فى شمال البلاد، وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية لا تمثل كافة الأكراد إلا أنها تمثل شريحة عريضة منهم، ولا يمكن تهميشها، خاصة أنها تؤمن المصالح الأمريكية فى سوريا.
وتابع الدبلوماسى المصرى حديثه قائلًا: الولايات المتحدة الأمريكية، تريد ضمانات من النظام الجديد فى سوريا للحفاظ على مصالحها وسيطرتها على حقول النفط والغاز، وتقليص النفوذ الروسى فى دمشق، وسيكون ذلك مقابل الاعتراف بأحمد الشرع وهيئة تحرير الشام وإزالتهم من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات عن سوريا. وأرسلت أمريكا بعثة دبلوماسية كبيرة إلى دمشق للبدء فى مفاوضات مع الشرع وهيئة تحرير الشام.
ترقب شعبي
وتابع: هناك حالة من الترقب والانتظار بين صفوف الشعب السوري، فبعد أن تهدأ الفرحة بسقوط نظام بشار الأسد، ستظهر الخلافات بين الفصائل والتيارات السياسية على تشكيل الحكومة وصياغة الدستور، وهو ما سيفتح الباب على مصراعيه أمام حرب أهلية طاحنة تتعدد فيها الأطراف، مردفًا: الخطط التى تحدث عنها أحمد الشرع خلال الفترة المقبلة، يصعب تنفيذها على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة الجيش السورى وحل الفصائل المسلحة وضمها للجيش، وسيصطدم هذا المخطط بمشكلة وهى اختلاف عقيدة الفصائل عن عقيدة الجيش السوري، كما إن المشهد السياسى فى سوريا تسيطر عليه الفصائل المسلحة ولا توجد شخصيات مدنية معتدلة فى المشهد، والشرع وهيئة تحرير الشام لم يطلبوا مشاركة المعارضة الوطنية فى الداخل والخارج. بالإضافة إلى أن مصير المخيمات التى يتواجد بها نساء وأطفال الدواعش فى سوريا مجهول، خاصة مخيم الهول، فالحديث عن مصيرهم سيكون نقطة خلاف كبيرة فى المشهد السياسى بسوريا خلال الفترة المقبلة.
وضع معقد
وفى السياق ذاته، قال السفير أحمد حجاج، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الوضع فى سوريا معقد للغاية، خاصة فى ظل تعدد الفصائل المسلحة التى تتصدر المشهد بدمشق.
وتتدخل العديد من القوى الدولية والإقليمية فى الأزمة، مما سيزيد المشهد تعقيدًا، ويجعل من عملية تشكيل حكومة ودستور جديد أمرًا صعبًا، لأن هذه الدول ستحرص بالمقام الأول على تحقيق مصالحها بغض النظر عن مصالح الشعب السوري مردفًا: هيكل القيادة الجديدة فى سوريا سيتم تحديده بالتوافق بين القوى الدولية الفاعلة فى الأزمة، وعلى رأسها أمريكا وأوروبا وروسيا، وكل طرف سيعمل على تأمين مصالحه من خلال ضمان مقعد للفصيل الذى يدعمه فى سوريا.
واختتم أحمد حجاج حديثه قائلًا: “إن عملية تشكيل هيكل قيادة جديد فى سوريا معقدة للغاية، وستواجه العديد من الصعوبات، خاصة فى ظل الصراع الدولى الراهن على مناطق بسط النفوذ بين أمريكا وروسيا”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا