ديمقراطية أنور الهواري!
بين كل خمس مقالات للكاتب الكبير أنور الهواري نجد أربعة منها تقريبا تتحدث عن ديمقراطية ما قبل ثورة يوليو.. هكذا هي مقالاته الفترة الأخيرة.. ولديمقراطية ما قبل يوليو أسماء "دلع" كثيرة.. منها الفترة الليبرالية تمييزا لها بطبيعة الحال عن فترات القمع التي تلتها.. وليس التي سبقتها.. فعدد من أبناء النخبة المصرية وقعوا في فخ بدء العد لصناعة أو حتي لزراعة الديكتاتورية في مصر من عند أول يوم للثورة!
ويحق للهواري -مع حفظ الألقاب- أن يؤمن بما يشاء وأن يتناول ما يشاء أي وقت شاء. فهكذا هي طبيعة الأشياء.. لكن يبقي التاريخ تاريخا.. في التاريخ ما يؤكد ويتحدث ويقول ويبصم بالعشرة أن الفترة الليبرالية هي فترة إحتلال بريطانيا لمصر!
وفيها كانت سفارة الإنجليز تحكم مصر بملكها (اللي عينه وعين أبوه الإنجليز) وأحزابها وسياسييها وصحفها وكافة أركانها! في تلك الفترة الليبرالية كانت السفارة إياها تختار رؤساء الوزارات حتي إن حادث 4 فبراير الكارثي الفضائحي الشهير، ووفقا لمذكرات شهوده كاد السفير مايلز لامبسون
أن يصفع الملك الذي ربما إغرورقت عيناه بالدموع بعدما أمره السفير أن يعين النحاس رئيسا للوزراء وبين الاستقالة من وظيفته كملك!
يقول لامبسون نفسه: إنه عندما وضع وثيقة التنازل -موجود نصها المذل- أمام الملك تردد لثوان وإنه أحس للحظة إن الملك سوف يأخذ القلم ويوقع، لكن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية وقال له شيء ثم توقف الملك، وطلب من لامبسون فرصة أخرى -ياللعار- أخيرة ليستدعي مصطفى النحاس على الفور!
في العهد الليبرالي سجن عملاق الأدب العربي العقاد وطرد رائد العامية بيرم التونسي خارج البلاد وفتح كوبري عباس علي طلاب مصر بعدما لم يكف ضربهم بالرصاص!
في العصر إياه عرفت البلاد العسكري الأسود.. وأطلق الشعب علي إبراهيم عبد الهادي لقب الجلاد وعلي إسماعيل صدقي لقب عدو الشعب، وسعي فاروق عند الشيخ المراغي إلي فتوي بعدم زواج طليقته من بعده، ووبخ الشيخ علي فراش الموت لرفضه ذلك!
عن الصحافة وحريتها فكانت أشبه إلي ملاهي لللعب بعيدا عن المحتل.. وبالفعل لا أخرجته ولا أنهت وجوده ولا جاءت باستقلال، ولا حققت عدلا اجتماعيا في البلاد!
عن الصحافة وحريتها أصدر الباحث المحترم هشام عبد العزيز كتابا طويلا عريضا عن السلطة وحرية الصحافة قبل ثورة يوليو بعنوان: مصادرة في مصر حتى 1952.. وفيه ما ينسف الفكرة كلها! وهي دراسة علمية أي معلومات موثقة بالأسماء والتواريخ والوقائع والأحكام والقرارات الإدارية والصور الزنكوغرافية!
في العهد الليبرالي السعيد.. نقصد التعيس كانت الأغلبية الكاسحة من الشعب أميين وثلاثة أرباعه استوطنتهم الأمراض ونصفهم عاطل وأكثر من ثلثهم حافي!
كان يكفي القول إن محتلا أجنبيا في البلاد.. وينتهي الكلام فأي ديمقراطية وأي صحافة! والأحزاب تؤسس للوصول إلي سلطة.. فأي أحزاب وأي سلطة؟! ولكن هذا الرجل -الهواري- ولأسباب عديدة نحبه وإن اختلفنا معه، ونقدره حتي لو انتقدنا ما يكتبه.. لكنه بالفعل آن الأوان أن تتوقف إسطوانة الفترة الليبرالية.. ويتوقف العبث بتاريخ المصريين وبعقول أبنائه.. فالعنوان الصحيح والحقيقي.. عصر الاحتلال البريطاني لمصر!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا