حديث قلب
هدية أمير الشعراء لأم كلثوم؟!
ذهب أمير الشعراء أحمد شوقي بنفسه إلي بيت سيدة الغناء العربي أم كلثوم ؛ وقدم لها مظروفا كهدية، اعتقدته في بداية الأمر أن بداخله نقودا، ولما فتحته وجدته يحتضن قصيدة رائعة أغلي من الذهب والفلوس، خاصة بعد أن غنتها وذاع صيتها! وقصة ولادة هذه الاغنية الشهيرة مثيرة للغاية..
ففي إحدي الحفلات عام 1932، تسامر شوقي مع أم كلثوم بتقديم كأس خمر، ولأنها لم تشربه أو تتذوقه في حياتها، رفعت الكاس مجاملة بحيث لامست شفاها دون أن ترتشف قطرة واحدة، فأعجب شوقي بتصرفها، وكتب قصيدة "سلوا كؤوس الطلا.. أي الخمر"، وذهب إلي بيت أم كلثوم بنفسه في زيارة خاطفة لم يعلن عنها..
وقدم لها الهدية الثمينة داخل المظروف، وهي بالمناسبة من القصائد الصعبة التي لجأت شخصيا لأحد القواميس لأفهم بعض مفردات كلماتها ومعناها، كما أنني وجدت تصريحا قديما علي لسان ملحنها العظيم رياض السنباطي أنه استغرق عاما كاملا في تلحينها لصعوبة القصيدة!
لم تغني كوكب الشرق أم كلثوم لأمير الشعراء أحمد شوقي إلا بعد وفاته مع أنها عرفته شخصيا
ومدحها شوقي في إحدي قصائده (سلو كؤس الطلا)، ويبدو أن من أسباب ذلك وجود منافس شرس لها داخل عقل وقلب شوقي وهو المطرب محمد عبد الوهاب..
ولكن رغم شهرة أحمد شوقي في مجال الشعر والمسرح الشعري ورغم الجهد الكبير الذي اضطلع به محمد عبد الوهاب كمروج لشعر شوقي إلا أن ذكرى شوقي لا تتجدد إلا عندما ينطلق صوت كوكب الشرق أم كلثوم بقصائده الخالدة..
وقد ذكرت أم كلثوم ذات مرة أنها التقت بأمير الشعراء أحمد شوقي في أواخر أيامه، وكانت أول مرة رأته فيها في كلوب (سولت) في شارع فؤاد القديم بجانب شيكوريل، وكان معه النقراشي باشا ومحمود ثابت وقد دعاها للغناء في كرمة ابنه هاني في منزله، وذهبت كعادتها مع والدها وشقيقها خالد وغنت ليلتها كما لم تغني من قبل..
ورأت شوقي يتمايل طربا ولكنه كان يقطع نشوته دقائق ويعود ساهما، ولم تكن أم كلثوم تدري لماذا يختفي فيهمس والدها في أذنها قائلا: إنه إلهام الشعر يجيئه فيقوم يدون شئ ويعود..
وقد روت أم كلثوم أيضا أن أحمد شوقي جائها يوما إلي منزلها.. دخل عليها حاجب البيت فقال لها: إلحقي يا ست شوقي بك قدام الباب الخارجي.. فهرولت إليه وجدت وجهه مضيئا بابتسامة طيبة وأعطي لها ظرفا قائلا: هذه هدية متواضعة تعبر عن إعجابي أنها من وحيك، وفتحت أم كلثوم الظرف لتجد قصيدة مطلعها:
سلو كؤس الطلا هل لامست فاها
واستنجدو الراح هل مست محياها
ولكن أم كلثوم لم تغني هذه القصيدة في حياة شوقي بل غنتها بعد وفاته، وقد غيرت في كلمات البيت الرابع الذي يقول فيه شوقي:
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها
وينتهي فيه تحت الوشي عطفاها
فأصبح بعد تعديل رامي
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها
ويلفت الطير تحت الوشي عطفاها
وقد غنت أم كلثوم لشوقي عشر قصائد بالترتيب، الملك بين يديك 1936، وبعد هذا التاريخ بعشر سنوات غنت أم كلثوم 6 قصائد أخري وهم ولد الهدى، قصيدة السودان، نهج البرده، سلو قلبي، سلو كؤس الطلا، أتعجل العمر..
وغنت في عام 1949 قصيدة النيل، ثم اختتمت رحلتها مع شوقي عام 1959 بقصيدة إلي عرفات الله، وكانت أم كلثوم كثيرا ما تغير في ترتيب الكلمات والأبيات، فقد التزمت في قصيدة سلو قلبي بالأبيات ال6 الأوللا وفق ترتيب شوقي، أما باقي القصيدة فقد اختارتها عشوائيا وفق اختيار الملحن العظيم رياض السنباطي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا