هل يحاسب قانون المسؤولية الطبية على الضرر النفسي؟
الحديث عن المسؤولية الطبية، ينحصر غالبًا في الأضرار البدنية التي يتعرض لها المرضى نتيجة الأخطاء الطبية.
ومع ذلك يبرز الضرر النفسي كإحدى القضايا المثيرة للجدل، حيث يُطرح تساؤل جوهري: هل يعترف قانون المسؤولية الطبية في مصر ودول أخرى بالضرر النفسي بنفس درجة الاعتراف بالضرر البدني؟
مفهوم الضرر النفسي
الضرر النفسي هو الأذى الذي يتعرض له المريض نتيجة تصرف طبي خاطئ أو إهمال، مما يؤثر في حالته العقلية أو العاطفية. قد يتجسد هذا الضرر في شكل اضطراب نفسي، قلق دائم، أو حتى اكتئاب حاد، خاصة إذا كان الخطأ الطبي متعلقًا بإجراءات حساسة مثل العمليات الجراحية أو التشخيص الخاطئ لأمراض خطيرة.
موقف قانون المسؤولية الطبية
في العديد من الأنظمة القانونية، بما فيها القانون المصري، تُعتبر المسؤولية الطبية مرتبطة مباشرة بوجود "ضرر مادي ملموس". وهذا يضع الضرر النفسي في منطقة رمادية يصعب إثباتها قانونيًا للأسباب التالية:
1. صعوبة القياس: مقارنة بالضرر البدني الذي يمكن توثيقه بالتقارير الطبية والأشعات، يصعب إثبات الأثر النفسي لأنه يتطلب تقارير نفسية قد تخضع للتأويل.
2. الارتباط بالضرر المادي: في بعض الحالات، لا يُنظر إلى الضرر النفسي إلا إذا كان مرتبطًا بضرر جسدي واضح، مما يقلل من فرص تعويض المتضررين نفسيًا فقط.
3. الإثبات القضائي: يتطلب إثبات الضرر النفسي وجود خبراء نفسيين قادرين على تقديم تقارير دقيقة، وهو ما قد يكون مكلفًا ومعقدًا.
الأمثلة الواقعية
1. تشخيص خاطئ: إذا أُبلغ مريض عن إصابته بمرض خطير بشكل خاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى حالة من الصدمة النفسية والقلق المزمن.
2. سوء المعاملة: يتعرض بعض المرضى للمعاملة المهينة أو غير المهنية من قبل الطاقم الطبي، مما يُسبب لهم شعورًا بالخوف أو الانتهاك.
3. الإهمال في الرعاية: حالات الولادة مثلًا، حيث تتعرض الأمهات لمعاملة قاسية أثناء العملية، قد تُسبب صدمة نفسية طويلة الأمد.
التوجهات الحديثة في الطب النفسي
في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الدول في مراجعة قوانينها لتشمل الضرر النفسي ضمن نطاق المسؤولية الطبية. على سبيل المثال:
1. التقارير النفسية الملزمة: تُلزم بعض الدول المستشفيات بتوفير تقارير من أطباء نفسيين لتقييم الحالة النفسية للمريض بعد أي خطأ طبي.
2. زيادة التعويضات: يتم تقديم تعويضات عن الأضرار النفسية بشكل مستقل إذا أثبتت التقارير النفسية وجود تأثير دائم.
3. التدريب الطبي: إدراج جوانب تتعلق بالصحة النفسية للمريض ضمن برامج تدريب الطاقم الطبي، لتجنب الممارسات التي قد تُسبب أضرارًا نفسية.
في مصر، يُعد الاعتراف بالضرر النفسي في قانون المسؤولية الطبية قضية تحتاج إلى تطوير تشريعي. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
تحديث القوانين لتوسيع مفهوم الضرر ليشمل الأذى النفسي.
إنشاء هيئات متخصصة لفحص القضايا النفسية المتعلقة بالأخطاء الطبية.
تعزيز التوعية بين الأطباء حول الأبعاد النفسية لتعاملهم مع المرضى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا