من الكتابة على الجدران إلى الحفر العشوائي، عقوبة تشويه الآثار في القانون
تشويه الآثار جريمة لا تقتصر على العبث بالحجر، بل تمتد لتدمير إرث حضاري يشكل جزءًا من هوية الشعوب وذاكرتها الجماعية، وفي مصر حيث تختلط الرمال بعبق التاريخ، تُعد هذه الجريمة بمثابة خيانة للتراث الإنساني، ما دفع القانون إلى التصدي لها بصرامة.
السجن المشدد والعقوبات المالية
تُعاقب جرائم تشويه الآثار في مصر بموجب قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، حيث ينص القانون على معاقبة كل من يتعمد تشويه أثر أو إتلافه بالسجن المشدد، بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 100 ألف جنيه، وفي حالات الإضرار الجسيم الذي لا يمكن إصلاحه، قد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد.
وشهدت مصر خلال السنوات الماضية العديد من الحوادث التي سلطت الضوء على خطورة هذه الجرائم، بدءًا من كتابة الزوار أسماءهم على جدران المعابد، وصولًا إلى الحفر العشوائي تحت المباني الأثرية بغرض التنقيب عن الكنوز، وفي كل مرة، تؤكد السلطات عزمها على مواجهة هذه الممارسات التي تهدد الإرث الحضاري.
تشويه الآثار جريمة عالمية
ولا تقتصر هذه الجريمة على مصر فقط، بل هي معضلة عالمية تواجهها كل الدول ذات التاريخ العريق، ومع ذلك، يظل السياق المصري أكثر حساسية، حيث تُعتبر الآثار شريانًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا. لذلك، جاءت العقوبات القانونية كأداة لردع المخالفين وحماية ما تبقى من الحضارة.
ويرى الخبراء أن العقوبات وحدها ليست كافية، بل يجب تعزيز الوعي العام بقيمة الآثار كمورد ثقافي واقتصادي. يمكن تحقيق ذلك من خلال دمج المناهج الدراسية بموضوعات عن أهمية الحفاظ على التراث، إلى جانب تكثيف حملات التوعية على المستوى المحلي والدولي.
تشويه الآثار ليس جريمة ضد الحاضر فقط، بل هو طعن في قلب الماضي وحرمان للمستقبل من كنوز لا تُقدر بثمن. وبينما يظل القانون حارسًا للتاريخ، تبقى مسؤولية الحفاظ عليه واجبًا مشتركًا بين الدولة والمجتمع.
يذكر أن تشويه الآثار ليس ظاهرة حديثة؛ بل هو امتداد لتاريخ طويل من العبث بالتراث الإنساني، حيث تعرضت العديد من المواقع الأثرية عالميًا ومحليًا للتدمير أو التشويه بسبب الجهل أو الطمع أو حتى الحروب.
في زمن الفراعنة، كان يُنظر إلى الآثار باعتبارها مقدسة، لذا لم يشهد ذلك العصر عمليات تشويه متعمدة، لكن مع دخول الإغريق والرومان إلى مصر، بدأت بعض الآثار تُستخدم لأغراض مختلفة، مثل إعادة استخدام الأحجار لبناء المعابد أو المنازل.
في العصور الوسطى كان يُعاد استخدام الأحجار من المعابد الفرعونية في بناء القصور الفخمة للحكام والأمراء، ولم يكن ذلك دائمًا عن عمد لتشويه التاريخ، بل لعدم إدراك القيمة الثقافية لهذه المواقع في بعض الأحيان.
ومع بداية القرن التاسع عشر ومع ازدهار حركة الاستعمار في المنطقة، تعرضت الآثار المصرية لموجة أخرى من النهب والتشويه، حيث تم تهريب العديد من الكنوز الأثرية إلى أوروبا وأمريكا، بينما تم تدمير بعضها بحثًا عن الذهب أو الكنوز المخفية.
لكن مع تطور الوعي العالمي بقيمة الآثار، بدأت الجهود تتزايد لحمايتها، لكن في الوقت نفسه، ظهرت مظاهر جديدة من التشويه، مثل الكتابة على الآثار أو الحفر العشوائي للتنقيب غير القانوني، والتي تعكس تحديًا مختلفًا نابعًا من نقص الوعي أو السعي وراء الربح السريع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا