رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحكم القسوة مستقبل سوريا ؟..الائتلاف الحاكم يستند على مرجعية جهادية تبرر العنف في تثبيت السلطة.. ترسيخ حكمهم بهذا المنهج قبل إسقاط الأسد يدفعهم لاعتماده وسيلة للبقاء

هيئة تحرير الشام،
هيئة تحرير الشام، فيتو

خلال الفترة  القليلية الماضية في سوريا، ظهرت عشرات الفيديوهات العنيفة، التي تكشف عن عقيدة قاسية لمنسوبي السلطة الجديدة، الذين يتبعون في أغلبهم هيئة تحرير الشام وعدد من التيارات الجهادية الآخرى، حيث ضبط بعضهم بممارسات عنيفة ودموية ضد أنصار نظام الأسد وكذلك المعارضين لهم من الأقليات، مما دفع عدد من الحسابات الحقوقية على رأسها «مرصد الأقليات السوري» لالقاء الضوء على هذه الانتهاكات، ومخاطبة الجمعيات الحقوقية الدولية للضغط على السلطة الجديدة لإصلاح مسارها، مما يطرح عدة تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه القسوة المفرطة والهدف منها، بالإضافة إلى التأثيرات الفكرية والتاريخية التي تدفعهم إلى ذلك. 

أسباب قسوة أنصار السلطة السورية الجديدة ضد معارضيها 

يمكن القول أن أغلب الجماعات الدينية التي نشأت بعد الانتفاضة ضد نظام الأسد، لها جذور وتاريخ طويل من العداء مع الأنظمة الحاكمة في سوريا، والتوترات بين هذه الجماعات والنظام لم تتوقف عند فترة حكم الأسد الأب أو الإبن، بل تمتد إلى فترة حكم حزب البعث بصفة عامة، لذلك يشعر أبناء الجماعات الدينية بشكل عام بأن القسوة ضد أنصار النظام السابق أو أي معارض لحكمهم، وسيلة مشروعة للانتقام.

هناك أيضا سبب آخر غاية في الأهمية، وهو أن الجماعات الإسلامية التي حكمت بعض المناطق في سوريا خلال فترات ما بعد اندلاع الثورة السورية، نجحت في فرض نموذجها الخاص من الحكم بهذه الطريقة، حيث كان القمع المفرط لأي معارض هو الأداة الرئيسية لتحقيق السيطرة الكاملة، واعتمدت هذه الجماعات في سلوكياتها على ترسيخ فكرة الولاء المطلق، وصنفت كل من يعارضهم أو يشك في ولائه «عدو» يجب القضاء عليه، لذا يعتمدون على القسوة كأداة لترهيب الجميع، معارضين ومنافسين، لضمان بقاء السلطة في أيديهم. 

أزمة الفكر الجهادي 

تستلهم أغلب التكتلات الحاكمة اليوم في سوريا أفكارها من الحركات الجهادية الرئيسية بالمنطقة مثل داعش والقاعدة، وهذه الحركات تتبنى منهجًا شديد القسوة في التعامل مع معارضيها، ويعتمدون على استراتيجية عمادها العنف والبطش ضد من يعتبرونهم «كفارًا» أو «مرتدين»، ويعتبرون هذه الطرق المرعبة، هي الوسيلة الوحيدة لتثبيت رؤيتهم الدينية والسياسية في المنطقة.

الجذور التاريخية لأدبيات الحكم الديني في سوريا 

تسعى التكتلات الحاكمة الجديدة في سوريا إلى تطبيق تفسيرها الخاص للإسلام بأي طريقة كانت، وتستدعي هذه السلوكيات من بطون الكتب التي تحكي عن أساليب السيطرة في العصور الوسطى، حيث كان الهدف الأساسي وراء هذه القسوة ليس الانتقام أو تثبيت السلطة فقط، بل أيضًا أدوات فرض النموذج الذي يراه حكام ذلك الزمان هو الأصلح للمجتمع.

لكن ما يفوت هذه الجماعات أن الواقع الاجتماعي والسياسي الجديد في العالم، يجعل هذه التصرفات أداة لهدم النظام وليس تثبيت حكمه، فتدمير الخصوم لإثبات أن الحكم الذي يتبعونه هو الأحق سياق عفى عليه الزمن، ويضع أي سلطة تحت مقصلة العقوبات المفرطة، والعزلة الدولية، التي تمهد لإسقاطها، طال الطريق أو قصر. 

ويطرح العنف المفرط لانصار السلطة الجديدة تساؤلات أكبر حول مستقبل سوريا، وإن كان بإمكان البلاد تجاوز هذه الدوامة العنيفة نحو الاستقرار، أم ستظل هذه الممارسات تهيمن على العلاقة بين الجماعات الدينية ومختلف تكوينات المجتمع السوري والأقليات وأصحاب العقائد المختلفة ما يضع الجميع على فوهة بركان. 

موقف الولايات المتحدة من عنف أنصار السورية الجديدة 

كانت الولايات المتحدة الأميركية، أعربت قبل أيام عن قلقها للإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، بشأن التقارير التي تتحدث عن وقوع هجمات عنيفة ضد الأقليات في سوريا.

وذكر موقع أكسيوس الأميركي أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن الأعمال الانتقامية العنيفة والتي تستهدف الأقليات أو أعضاء النظام السابق من شأنها أن تقوض الجهود الرامية إلى استقرار سورية.

كان أحمد الشرع ـ أبو محمد الجولاني ـ أكد في وقت سابق، لقادة الولايات المتحدة والغرب أن هيئة تحرير الشام أصبحت الآن أكثر اعتدالا، ودعا إلى إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا في عهد بشار الأسد.

وفي الأسبوع الماضي، التقى دبلوماسيون أميركيون بالشرع لأول مرة وأبلغوه بإلغاء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

ويقطن مناطق طرطوس والساحل السوري أغلبية من الطائفة العلوية، التي تشكل نحو 10% من سكان سوريا، لكنها تشكل أغلب النخبة الحاكمة التي أطيح بها الآن، بما في ذلك عائلة الأسد نفسها، وأعرب بعض العلويين وأعضاء الأقليتين الكردية والدرزية عن مخاوفهم من أن يصبحوا أهدافًا.

وكان أحد الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة والدول العربية للحكومة السورية الجديدة للحصول على الاعتراف الدولي هو أن تكون الحكومة شاملة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «نعتقد أن هيئة تحرير الشام يجب أن تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك أفراد الأقليات والنساء وسنواصل مراقبة ورؤية أن الأفعال تتطابق مع الأقوال».

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية